لى صديق استاذ دكتور أعرفه منذ الجامعة ولكن دراسته مختلفة فهو نابغة فى العلوم ومسافر خارج مصر ويحاضر فى جامعات غربية وهو مسلم محافظ ويتابع مايجرى فى مصر فوجئت به يقول لى ماذا يحدث من السلفين ومادخلهم الآن بالعمل العام ثم هل السلفيون ياجامدون يامتهورون ياأتباع كل ديكتاتور فصدمت من كلامه لأنى أعرف دقته العلمية ثم أن تصل تلك المعانى له .لأنه رجل دقيق جداً فى تحليله العلمى سألته لماذا قال ما أسمعه فى الإعلام وماأراه من أحوال واندفاع البعض بأحاديث ومواقف غريبة وعجيبة قلت له أنت غائب عن مصر ويبدو أن حملة التشويه وصلتك فالخطر كبير فشرحت له مايحدث وقلت بداية السلفية هى يافطة كبيرة ومرجعية فى فهم الكتاب والسنة لكل التيار الإسلامى فى مصر حتى الإخوان ولكن نظراً لكثرة الإجتهادات وعدم وجود ضابط تباينت الرؤى بين كل شيخ وأتباعه وكل مجموعة أو جماعة أو أفراد مستقلين لهم مكانتهم وحقيقى كان الجميع فى السابق تحت ضغط إرهاب واستبداد أمن الدولة فمنهم من خضع ومنهم من سكت وصبروقلة قاومت الظلم على قدر استطاعتها الظلم ومنهم من توققع والغالب ابتعد عن تناول الشأن العام حرصاً أوخوفاً فضلاً أن يعمل عمل سياسى بأى شكل لكن المشكلة كانت أن طائفة ليست بالصغيرةعملت على تغيير عقلها وتقنين رؤيتها على أن هذا الحال هو الدائم فأخرجت مؤلفات وأقوال لتوافق الظلم أو حكم الضرورة فلما جاءت ثورة 25 يناير فوجئت وصدمت أن أمن الدولة انهارات وأن ما تم تركيبه فى العقل تغيرفمنهم من ظن أنها سوف تنتهى سريعاً ويعود صنم أمن الدولة فأخرج كلمات وتسبيحات ماأنزل الله بها من سلطان وبعضهم تذبذبت مواقفهم وترددت وقلة من الصابرين على الحق خرجوا فى الثورة فكانوا كالشامة البضاء فى جبين ماسمى الحالة السلفية وسط حالة التيه التى انتابت قطاع ليس بالصغير لكن لايخفى أن قطاع لاينكرمن شباب ورجال مايسمى السلفية خرجوا على شيوخهم ورفضوا مواقفهم وتفاعلوا مع الثورة مع الإخوان وكانت لهم مواقف ناصعة وبعد الثورة والتنحى ومشاهدة مشهد الشعب فى ثورته بدأ الكثير من الاسلاميين ينتبهون الى حتمية التفاعل مع الواقع والشعب والخروج من دائرة المسجد الضيقة إلى دائرة الشارع والاهتمام بالشأن العام لكن حدثت حالات اندفاع عند البعض بدون خبرة فى الخطاب الإعلامى وحتمية الذكاء فى الكلمات والمواقف وترتيب الأولويات وظنوا أن كل ماهو خير لابد من تحصبله الآن وبعضهم تعامل مع الناس كما يتعامل فى خطابه فى المسجد والأتباع حوله ولايدرى أن الضوء مسلط عليه الآن. صحيح أن سبب ذلك يرجع الى طريقة التربية العلمية واغفال البعض التربية السياسية واعراضهم عن أى وسيلة عمل سياسية ورفضهم الواقع لمافيه من مفاسد لكن يوجد البعض لم يستطع عقله التكيف مع الواقع الجديد وأعتقد أن ذلك سيأخذ وقته لكن المشكلة الأكبر الآن أن السلفيين لايملكون وسيلة اعلامية فضائية أو صحيفة لها منهج سياسى اسلامى فالفضائيات الدينية الموجودة مغلقة على بعض الشيوخ بطريقة جامدة وترفض التحسينات لو أذّنت فى مالطة وبالتالى خطابها السياسى ضعيف ولايرقى خطابها المهنى إالى خطاب غيرها من الفضائيات ونظراً لوقوع بعض الأخطاء من شيوخ وأفراد ينتسبون للسلفية كسبت الفضائيات العلمانية الجولة واستطاعت هى وبعض الصحف شن حملة تشويه متعمدة مع سبق الإصرار وممولة أيضاً وذلك بتصيد أخطاء من بعض السلفيين وتضخيمها فقاطعنى صديقى وقال كلامك جيد لكن أليس من الأفضل أن يتعلم الناس فهم الواقع بكل مفرادته بدلاً من هذه الحال السيئة قلت له إنهم معذرون انهم يستنشقون هواء الحرية فهم أكثر الناس تعرضوا للظلم خلال العقود الماضية فكم من غير الإسلاميين ظلم كما ظلموا هم فقال لى نعم ولكن هل السلفية حكر على أحد يتحدث بإسمها قلت له لالا طبعاً فقال هل لها رئيس فضحكت وقلت له ألم تسمع ماقلته فى بداية كلامى قال نعم سمعته ولكن أقصد الآن بعد الثورة والحرية والعدالة وحل أمن الدولة وانتهاء جبروتها أليس من الأولى أن يجتمعوا وينظموا استراتيجية عملهم على كآفة المستويات حتى يستطيعوا مواجهة التحديات الخطيرة لأنه لو استمر الأمر كما هو واقع لن يحققوا أى نصر حاسم بل من الممكن أن يتراجعوا فى ظل امتلاك غيرهم لمعطيات قوية قلت له كلامك جميل ومثالى ولكن الواقع أعقد مما تتصور فالله سبحانه ابتلانا بالفرقة والخلاف والسلفيون هم الأحفظ للأيات والأحاديث التى تحض على الإتحاد ولكنى وسكت فقل لى ولكن ماذا ؟قلت سأكتب هذا فى مقال وربما يغضب منى البعض فقال صديقى قل الحق وانصح إخوانك قلت أقول وأمرى على الله إنها أمراض قلبية مثل الهوى واعجاب كل شيخ ومجموعة بنفسها والُعجب والتعصب كلها أمراض فلبية يُحسن السلفيون التحدث عنها ولكنها أمراض ماحقة لبركة الوحدة بينهم وهم يعلمون ذلك ولكن يا صديقى وصاحبى الكريم الكمال لله وحده والمعصوم هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فاللهم ارزقنا اتباعه ممدوح اسماعيل محام وكاتب وكيل مؤسسى حزب النهضة المصرى تحت التأسيس عضو مجلس النقابة العامة للمحامين مقرر اللجنة العامة لحقوق الانسان [email protected]