رصدت دراسة بعنوان: "صرخة المصريين من ناصر إلى مبارك"، هتافات المصريين في المظاهرات الشعبية على مدار نحو 60 عامًا هي عمر الجمهورية المصرية، بدءًا من عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، مرورًا بخلفه الرئيس أنور السادات، انتهاءً بالرئيس المخلوع حسني مبارك. ويقول الدكتور رجب عبد الراضي أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس في دراسته، إن المصريين دائما ما يعبرون عن غضبهم من خلال هتافاتهم، وتميزت فترة الحكم الاشتراكي بمظاهرات طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ثم امتدت لتشمل العمال في عهد السادات وتوسعت لتشمل مختلف طبقات الشعب في عهد مبارك. ومن الهتافات التي ترصدها الدراسة تلك التي رددها المصريون في أعقاب تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب نكسة يونيو 1967، حينما خرج المصريون يهتفون بعد قرار التنحي "ارفض ارفض يا زكريا.. عبد الناصر مية مية"، عندما قرر التنازل عن الحكم لزكريا محيي الدين، و"ناصر ناصر.. لا رئيس إلا ناصر"، "يا جمال الشعب معاك إحنا الشعب واخترناك". وفى عصر السادات أخذت الهتافات تأخذ شكلاً آخر، وكانت أكثر حيوية بسبب الانفتاح السياسي النسي عن عهده سلفه، ففي عام 1972خرجت مظاهرات الجامعة تطالب السادات بالحرب وهتفوا "يا سادات يا سادات سينا عايزة الدبابات"، "إسرائيل بتنام فى سينا واحنا نزلنا في الزنازينا". وسادت فترة هدنة بين السادات بعد حرب أكتوبر عام 1973 إلى أن اشتعلت مرة أخرى عقب سياسة الانفتاح، وقام باعتقال رموز المعارضة فيما عرف بقرارات التحفظ، حيث خرج الشعب يهتف "يا سلطان زمانك احبس دبح كل ولاد الشعب... هي الكلمة في بلدي حرام ولا عاوزنا نعيش أغنام". وعندما تولى مبارك الحكم بعدة سنوات، قام الجندي سليمان خاطر بإطلاق النار على الإسرائيليين ودخل السجن فخرجت المظاهرات لتقول "إحنا بنحلف إحنا.. نقول سليمان خاطر مات مقتول"، "يا مبارك يا مبارك سليمان خاطر واخد تارك". وبعد هذت الحدث هدأت الهتافات نوعا ما، إلى أن خرج المصريون في مظاهرات اعتراضا على التطبيع مع إسرائيل والتنديد بالوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فخرجت الهتافات تقول "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، "يابو عمار يابو عمار بكرة الدنيا تولع نار"، "مكتوب على حيطة الزنزانة التطبيع عار وخيانة"، "واحد اتنين الجيش العربي فين". ومع بدء الاحتلال الأمريكي للعراق في مارس 2003، خرجت الهتافات تقول: "في العراق الحبيب طفل مش لاقى الحليب"، "شعب مش لاقي الغموس يضربوه بصاروخ كروز"، "إللي بيضرب فى العراق بكرة يضرب فى الوراق". وبعد أقل من عامين على ذلك، تغيرت الهتافات مع ولادة الحركة المصرية للتغيير "كفاية" كحركة معارضة للتمديد للرئيس حسني مبارك في الحكم أو توريث السلطة لنجله الأصغر جمال، ورددوا هتافات "لا للتوريث لا للتجديد"، "يا جمال قول لأبوك كل الشعب بيكرهوك"، "يا مدام قولي للبيه ربع قرن كفاية عليه"، "عاوزين حكومة جديدة بقينا على الحديدة". وتطورت الهتافات لتشمل التنديد بجهاز "أمن الدولة"، "يا مباحث أمن الدولة انتي مباحث دولة مين انتي مباحث دولة مصر ولا مباحث إسرائيل"، "روح يا عادلي قول لرئيسك كل الشعب مش عايزينك"، "يا حرية فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك". ومع اندلاع مظاهرات ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك هتف المصريون "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارحل ارحل"، وهتافات أخرى، لتخلص الدراسة أن المصريين يستطيعون اختراع الهتافات لأنهم يمتلكون مقومات الأدب الشعبي وهو من الموروثات المصرية مثل صناعة النكتة.