تصدرت مهاجمة الإسلام قائمة المواضيع الّتي كانت في قلب الحملة الانتخابية للأحزاب الفرنسية في الانتخابات المحليّة على مستوى المحافظات، والّتي من المقرر أن يُجري اليوم الأحد الدور الثاني بها, وسط ترقب حول حصة الأصوات التي ستحصدها الأحزاب الكبرى المتنافسة. وحاول حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الاتحاد من أجل الجمهورية" استقطاب أكبر قدر من الناخبين من الحزب اليميني المتطرف "الجبهة الشعبية" من خلال التركيز على مواقف صارمة من اندماج الجالية المسلمة وحماية العلمانية وحصار مكانة الإسلام في الجمهورية الفرنسية. وتُعد انتخابات الغد تحديًا جديدًا لليمين الذي يحكم فرنسا بزعامة الرئيس ساركوزي قبل الانتخابات الرئاسية التي ستنظم ربيع 2012. وكان وزير الداخلية كلود جيون، المقرب من ساركوزي، قد أطلق قبل حوالي شهر تصريحات قوبلت بانتقادات شديدة داخليًا حيث تحدث بخطاب معادي للإسلام والمهاجرين في محاولة لاستقطاب جزء من أنصار "الجبهة الشعبية" الحزب المنافس، والذي يعد الخطاب المعادي للمهاجرين مرتكزًا أساسيًا بحملاته الانتخابية. وقال جيون: إنّ الفرنسيين "باتوا يشعرون تحت ضغط توافد أعداد كبيرة من المهاجرين بطريقة غير متحكم فيها أنهم ليسوا في بلادهم", مستخدمًا كلمة حملة صليبية في وصف المشاركة الفرنسية في العمليات العسكرية المسماة "فجر أوديسا" ضد النظام الليبي. يُشار إلى أنّه من المنتظر أن ينظم حزب الرئيس ساركوزي "الاتحاد من أجل الجمهورية" نقاشًا وطنيًا حول العلمانية ومكانة الإسلام، ابتداء من الخامس من الشهر المقبل، وهو ما يثير قلقًا بصفوف المسلمين بعد مرور سنة على إطلاق حزب ساركوزي نقاشًا حول الهوية الوطنية. وكانت زعيمة الاشتراكي مارتين أوبري وزميلها بالحزب لوران فابيوس، رئيس الوزراء الأسبق، قد سحبا توقيعهما من عريضة تطالب الحكومة بالتراجع عن إطلاق هذا النقاش، ويعزى قرار المسئولين إلى وجود اسم المفكر الإسلامي طارق رمضان الذي يُثير جدلاً داخليًا ضمن الموقعين. يُذكر أنّ حزب الرئيس نال بالدور الأول من الانتخابات المحلية نسبة 17% من الأصوات بفارق نقطتين عن "الجبهة الشعبية" بقيادة ماري لوبن في حين نال الاشتراكي الصدارة بنسبة 25%.