ان ما شهدته مملكة البحرين الشقيقة من أحداث شغب طائفية خلال الأسابيع الماضية كان امر غاية في الخطورة ‘ ليس على أمن وسلامة مملكة البحرين فحسب بل وعلى أمن وسلامة دول مجلس التعاون الخليجي عامة وذلك لارتباط هذه الأحداث بالمخطط الايراني الذي يتجدد بين فترة وأخرى بأشكال وأساليب مختلفة هادفا الى زعزعة أمن واستقرار البحرين الذي تجد فيها إيران بوابتها نحو تحقيق حلم إعادة دولة القرامطة ( 286ه = 899م) التي كانت ذات يوم قد استولت على البحرين والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وعاثت في الأرض فسادا. لقد كانت البحرين ومنذ أكثر من ثلاثين عاما مضت عرضة للتدخلات الإيرانية وأعمالها الإرهابية التي تمثلت بمحاولات انقلابية وأعمال عنف مسلحة على يد المجاميع الطائفية المرتبطة بالمخطط الايراني‘ ومن الملاحظ في الأمر ان إيران لم تنفي صلتها بهذه المجاميع ولم تنفي تلك المجاميع الإرهابية أيضا صلتها بإيران بل ان إيران تفتخر بدعمها لهذه المجاميع التخريبية وتعد ذلك فرضا توجبه عليها عقيدتها الدينية . ان المتابعون للمواقف الإيرانية من البحرين يعلمون جيدا انه لا تكاد تخمد عاصفة تهب إيران نحو البحرين حتى تهب أخرى ‘ ولهذه العواصف الإيرانية آثارها السلبية ليس على البحرين وحسب بل وعلى عموم المنطقة‘ فتارة تزعم بتابعية البحرين لإيران و تدفع أتباعها للقيام بأعمال شغب و خلق فتن طائفية ‘ وتارة أخرى تهدد بالتدخل في البحرين عسكريا وتقوم بفتح باب التطوع لشن هجمات مسلحة ضد مصالح البحرين و من يقف معها من دول مجلس التعاون الخليجي . ان إطلاق التصريحات الاستفزازية و المثيرة للجدل تجاه البحرين كانت ومازالت سياسة قديمة اعتاد عليها قادة الجمهورية الإيرانية منذ وصولهم إلى السلطة و إلى اليوم وغايتها في أحينا كثيرة إبعاد الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تمر بها إيران جراء الاحتجاجات الشعبية على سياسات النظام التي تسببت على الصعيد الخارجي في عزل إيران دوليا وحولتها على الصعيد الداخلي الى جهنم لا يطاق لشدة القهر والتمييز العنصري والطائفي الممارس على القوميات و الشعوب الإيرانية. ان الحملة الاعلامية والسياسية التي تشنها إيران ضد قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين لمساعداتها في مواجهة المحنة التي تعرضت لها ‘له دليل واضح ان إيران كان لها مخطط مشئوم يستهدف البحرين ولكن هذا المخطط قد تم إحباطه بدخول قوات درع الجزيرة . فهذه القوات لم تدخل لمواجهة شيعة البحرين كما تروج له وسائل الإعلام الإيرانية وأبواق الجمعيات والجماعات الإرهابية الموالية لنظام طهران‘ فشيعة البحرين قبل غيرهم يعلمون ان هذه القوات لم تنزل الى الشارع ومنذ دخولها البحرين وهي تتمركز في الثكنات ولم تقم بأي تحرك ولم يشاهد لها أي وجود في شوارع البحرين ولم تشارك بأي عمل امني ضد المخربين لحد الآن والحكومة البحرينية ومعها الحكومات الخليجية التي أرسلت قوات الى البحرين‘ تتفهم بعض المطالب التي رفعت من قبل بعض المتظاهرين وقد سعت حكومة البحرين الى فتح باب الحوار لمناقشة هذه المطالب لقطع الطريق على المشاغبين والمتصيدين في الماء العكر ولكن التضخيم الإعلامي المسموم الذي قامت به وسائل الإعلام الإيرانية ومعها القنوات الطائفية الناطقة بالعربية‘ وما رافق تلك الحملة الاعلامية من تحرك للمشاغبين لتنفيذ المخطط الايراني ‘ قد غير مجرى الأمور وأوصلتها الى ما وصلت اليه الأمر الذي دفع بمملكة البحرين الى طلب العون والمساعدة من شقيقاتها الخليجيات وفقا للمعاهدات والاتفاقيات الأمنية المنعقدة بينهما‘ وخٌير فعلت البحرين حين قامت بهذا الطلب ‘ و خٌير فعلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وباقي الدول الخليجية التي استجابات لطلب البحرين وساهمت كل منها حسب طريقتها في تلبية الطلب البحريني حيث كان في هذا الطلب والاستجابة له رسالة قوية لإيران تؤكد وحدة الموقف الخليجي في وجه أي تآمر إيراني او غير إيراني ‘ وفيها أيضا رسالة طمأنة لمواطني دول الخليج العربي ان العلاقات بين دول مجلس التعاون على مايرام وتبشر بالخير . فحفظ الله البحرين وشعبها . صباح الموسوي كاتب وباحث احوازي