بدت نذر مخاوف في إسرائيل من التقارب الأخير بين مصر وروسيا، في ظل الأنباء عن إبرام القاهرة صفقة لشراء السلاح من موسكو، بعد عقود من اعتماد الجيش المصري على التزود بالسلاح الأمريكي. وقال صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن "مصر تسعى لامتلاك أسلحة روسية يمكنها القضاء على كامب ديفيد"، في إشارة إلى معاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل. وذكرت أن "مصر تسعى للحصول على أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل إس 300 ومقاتلات ميج وأسلحة مضادة للدبابات من نوع (كورنيت)، والتي يمكنها تغيير الوضع الراهن وتقوض معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، ما يشكل قلقًا للأخيرة". وأضافت الصحيفة أنه "بالرغم من حفاظ القاهرة على اتفاقية السلام مع تل أبيب منذ عام 1979، إلا أن حصولها على هذه الأسلحة المتقدمة سيجعل التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي يشهد انحدارًا". واستدرك قائلة: "التعاون الاستراتيجي ومستوى الثقة بين إسرائيل ومصر خاصة فيما يتعلق سيناء لم يكن أبدًا أفضل من الوقت الحالي، إلا أن تغيير الوضع الراهن يمكنه تقويض هذه الثقة". وذكرت أن "المروحيات تلعب دورًا رئيسيًا في جهود مصر لإخماد نشاط الإسلاميين في سيناء، في الوقت الذي تسعى فيه مصر للحصول على طائرات هليوكوبتر من نوع روستفيترلول الروسية من طراز مي 35 وربما أيضًا من طراز مي 17 متعددة الأغراض، كجزء من الصفقة مع روسيا. وأضافت أن التحرك المصري باتجاه روسيا يعتبر وسيلة لمواجهة الضغوط الأمريكية بعد تعليق الولاياتالمتحدة للمعونة السنوية المقدمة إلى القاهرة. وأوضحت أن المصريين يندهشون من تناقض السياسة الخارجية الأمريكية التي دعمت الانتفاضة الشعبية بأوكرانيا ضد الرئيس المخلوع فيكتور ياكوفيتش بينما تنتقد الثورة الشعبية المصرية التي أسقطت نظام "الإخوان المسلمين" في مصر. وأشارت إلى أن مصر "ترى الولاياتالمتحدة حليفًا غير موثوق بها دفع المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع للتوجه إلى موسكو من أجل تنويع مصادر البلاد من المشتريات العسكرية". واختتمت بالقول إن "صفقة الأسلحة الروسية ستؤدي إلى انخفاض تدريجي في قدرة واشنطن على السيطرة على نوعية وكمية الأسلحة التي تتلقاها القاهرة، كما ستضر بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة".