كشفت مصادر دبلوماسية عن استمرار الضغوط الأمريكية على مصر لإرسال سفير جديد على العراق ، وأن تقوم القاهرة ببذل جهود إضافية لإقناع الدول العربية للإقدام على خطوة مماثلة تعيد الدور الدبلوماسي العربي إلى العراق بعد مغادرة أغلب الدبلوماسيين العرب للعراق بعد اختطاف ومقتل السفير المصري في العراق إيهاب الشريف. وأوضحت المصادر أن واشنطن عرضت على القاهرة رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي بالعراق بدعوى أن ذلك سوف يساهم في التصدي للنفوذ الإيراني في العراق واستعادة الدور العربي هناك وهو ما يضعف من التغلغل الإيراني في مؤسسات الدولة العراقية. ولفتت المصادر إلى أن إدارة بوش وعدت القاهرة بتخفيف ضغوطها فيما يخص ملف الإصلاح السياسي إضافة إلى تقديم امتيازات للقاهرة في مقدمتها الدخول في مفاوضات جادة حول اتفاقية التجارة الحرة التي شهد التفاوض حولها موجات من الشد والجذب بين البلدين عرقلت بدء المباحثات حولها . وأكدت المصادر أن القاهرة أبلغت العراق خلال قمة الخرطوم العربية بصعوبة إرسال سفير مصري إلى العراق في الأشهر القادمة قبل أن تستقر الأوضاع الأمنية وأن تقدم الحكومة العراقية ضمانات كافية لتأمين سلامة الدبلوماسيين. وشددت المصادر على أن القاهرة تحفظت بشدة على المطالب الأمريكية الخاصة بإرسال سفير قبل توافر الضمانات لحماية أرواح الدبلوماسيين خوفا من تكرار مأساة اختطاف السفير المصري السابق في بغداد إيهاب الشريف. من جهته ، أكد اللواء الدكتور وجيه عفيفي سلامة الخبير الاستراتيجي أن الضغوط الأمريكية على مصر والدول العربية بخصوص رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي وإرسال سفراء إلى بغداد تأتي في سياق تسعى واشنطن لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق ،والذي أجبر واشنطن على الدخول في حوار مع طهران. وشدد عفيفي في تصريحات ل"المصريون" على أن واشنطن تريد رفع التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق كخطوة أولى لإقناع العديد من الدول العربية لإرسال قوات على العراق لإنقاذ واشنطن من المأزق الذي يتسع يوما بعد يوم ، مبديا رفضه لأي استجابة مصرية لهذه الخطوة التي يمكن أن تكرر مأساة إيهاب الشريف ولا تخدم المصالح العربية أو العراقية بأي حال من الأحوال.