داخل ظلمات موحشة كل يوم ساعة ربما دقيقة، تنطلق صرخات تمتد فترتطم فقط بخرسانة وتردها بخيبة صدى صوت واهن فلا أحد سمعها، فينقل معاناتها كأقل الإيمان طالما أنه لن يستطيع نجدة صاحبها، فأسوار عالية وسجانة، ومن خلفهم نظام بأكمله سيحول دون ذلك، إلا أن صرخات أحدهم التي انطلقت من الدور الرابع كًتب لها أن تسمع. نشر هيثم أبو خليل، رئيس مركز ضحايا لحقوق الإنسان، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مساء أمس استغاثة مفادها أن بعض المعتقلين في مديرية أمن الإسكندرية يتم تعذيبهم، قائلاً: "تعذيب شديد جدًا وضرب مبرح في حق كل من المعتقلين عمرو محسن، وعبد الرحمن عصام، ومحمد طنطاوى، ومحمد جمال، وياسر شكر، ومؤمن صالح، ومصطفى فتح الله، ومحمد حسن على محمد، ومحروس على حسن عطية، وعبد المعطي محمد.
وأشار إلى أنهم يتعرضون للصعق بالكهرباء في أماكن متفرقة من الجسد، بعد تجريدهم من ملابسهم، وفى الأماكن الحساسة بالتحديد وهتك للعرض باستخدام العصا مثل عماد الكبير.
وقام النشطاء بعد تلك الاستغاثة بإنشاء هاشتاج "سلخانة الدور الرابع"، قال خلاله محمد مدنى: "تحول الدور الرابع في مديرية أمن الإسكندرية إلي سلخانة تعذيب ممنهج بإشراف قيادات عليا في المديرية والأمن الوطني، الوضع هناك تجاوز مرحلة السحل والضرب والكهرباء والتجريد من الملابس فضلاً عن رش المياه والكهرباء في عز الصقيع، الأمر تجاوز ذلك كله إلي القتل البطيء، أثناء كتابة هذه السطور هناك على الأقل 8 من خيرة شباب وثوار الإسكندرية تحت القتل البطيء.