قالت صحف أمريكية وبريطانية، إن تكليف المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة بتشكيل الحكومة الجديدة من شأنه أن يثير الجدل في مصر، في ظل ارتباطه بالحزب "الوطني" المنحل. ورأت "فايننشال تايمز" البريطانية، أن عضوية محلب البارزة في نظام الرئيس السابق حسني مبارك والحزب "الوطني" المنحل بعد اختياره من بين العشرات من الحلفاء لتعيينه مباشرة بالبرلمان من شأنه أن يثير غضب الشباب الذي قادوا ثورة يناير نظرًا للعلاقة الوثيقة التي ربطته بالرئيس الأسبق وحزبه. وقالت:" كما هو معروف في مصر أن محلب شغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب المملوكة للدولة وهي شركة بناء مترامية الأطراف مسئولة عن العديد من المشاريع العامة الكبيرة في البلاد". وعلق "ها هيلر" زميل المعهد الملكي للخدمات المتحدة وهي مؤسسة فكرية قائلاً:"من الواضح أن الأمر لا يبدو جيدًا لمن يأمل في عدم استفادة الحزب الوطني وأتباع مبارك من التعديلات الدستورية الجديدة فهم لن يكونوا راضين عن ذلك". وأضافت أن "محلب تولى المنصب في بلد مستقطبة من الموالين لحركة طالبان والمؤسسات الأمنية الراسخة والإسلاميين إضافة لحالة القمع ضد المعارضين". أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فوصفت محلب بأنه كان أحد رجال الصناعة البارزين في عهد مبارك، لافتة إلى أنه أمامه كثير من الملفات الهامة أبرزها الإضرابات العمالية والغضب جراء انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والمتشددين الذين استهدفوا الأجهزة الأمنية والسياح. وتابعت أن "تعيين محلب العضو بالحزب السياسي الحاكم في نظام مبارك يأتي وسط انتقادات متزايدة للقادة العسكريين لإعادة تأهيل المؤسسات، وفي ظل تعدد العصور الاستبدادية في البلاد". وأشارت إلى أنه "بعد شهور من الصمت بدأت بعض الأصوات الحذرة تطفو على السطح بشأن مسألة التعذيب من قبل الأجهزة الأمنية واعتقال آلاف من السجناء السياسيين"، موضحة أن هذه النقاشات "كانت نادرة لكنها مسموعة". وذكرت أن رئيس الوزراء المستقيل حازم الببلاوي لم يوضح أسباب استقالة حكومته وهو القرار الذي فاجأ به وزراء حكومته ليساهم في زيادة الشعور بأن القرارات السياسية لا تزال تعمل بعيدًا عن أعين الشعب. ونقلت في هذا الإطار تصريحات هالة شكرالله رئيس حزب الدستور "الجديد" بأن "المصريين يستحقون معرفة لماذا استقال الببلاوي فالشعب ليس طفلاً كي نخفي عنه الأسرار". وتحت عنوان "مصر تعين رئيسًا للوزراء مرتبط بعلاقة مع نظام مبارك"، قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن مصر عينت رجلاً مرتبط بعلاقات وثيقة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد استقالة الحكومة يوم الاثنين الماضي دون إبداء أسباب بعد ترأسها واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في التاريخ المصري الحديث. وتابعت أن "استقالة مجلس الوزراء المفاجئة هدفها تمهيد الطريق لقائد الجيش المشير عبدالفتاح السيسي لخوض انتخابات الرئاسة"، مشيرة إلى أنه لم يعلن رسميًا ترشحه لكن عليه أن يستقيل من منصبه كوزير للدفاع أولاً حتى يقوم بتلك الخطوة وذلك وفقًا لرؤية محللين سياسيين. وأضافت أن بعض المحللين يرون أنه من المرجح أن يعيد محلب تعيين بعض وزراء الحكومة الجديدة لكن لم يتضح بعد ما إذا كان السيسي سيكون واحدا منهم أم لا، فهو لم يذكر اسم أي من الوزراء الجدد لكنه أكد أن البعض سيتم اختياره من قبل الرئيس بما في ذلك وزير الدفاع. وقالت إن بعض المحللين الماليين تكهنوا بأن تعيين وزير الإسكان يمكن أن يسهل الصفقات التجارية وعمليات التنمية التي يأملها القادة العسكريون للانطلاق بالاقتصاد المتعثر في البلاد.