يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا غدا /الأربعاء /على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا " الرئيس الحالي لمجلس الجامعة "وحضور السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة وذلك لبحث التحرك العربي المطلوب في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الشرسة على المسجد الاقصى والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني. صرح بذلك اليوم الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، موضحا أن هذا الاجتماع يعقد بناء على طلب دولة فلسطين وبدعم من مصر نظرا للوضع الخطير في مدينة القدس والمخاطر الشديدة التي يواجهها المسجد الأقصى حيث قام عدد من رجال الأمن والسياسة ورجال الدين اليهودي المتعصبين للغاية اليوم باقتحامات للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمرابطين والمتواجدين في داخل المسجد وساحاته ، الأمر الذي أدى الى اصابة العديد منهم واعتقال عدد آخر . وقال صبيح - في تصريحات للصحفيين في مقر الجامعة العربية-: ان الوضع في المدينة المقدسة أصبح خطيرا وخاصة بعد أن وضع بعض أعضاء الكنيسيت السيطرة والسيادة على المسجد الأقصى لاسرائيل، بالاضافة الى محاولات سحب الولاية على المسجد الاقصى والمقدسات من الاوقاف الاردنية الى اسرائيل . وأضاف أن هذا العدوان يأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة نرصدها يوميا على المسجد الاقصى والمقدسات، بالاضافة الى الحديث عن التقسيم والانفاق تحت المسجد الاقصى ووضع الكاميرات والات التجسس واعتقال المصلين، وكل ذلك ضمن سياسة واسعة للنيل من المسجد الاقصى . وأشار صبيح الي أن هذا العدوان الحالي على المسجد الاقصى يأتي في ذكرى المذبحة التي ارتكبها ضابط الجيش الاسرائيلي باروخ جولدشتاين في عام 1994في الحرم الابراهيمي وقتل المصلين وهم ركع في صلاة الفجر، معتبرا أن كل ذلك يأتي من خلال التعبئة والحشد العنصري الذي تقوم به دوائر في اسرائيل وتتبناه الوزارة اليمينية، كما يأتي هذا العدوان المبيت على المسجد الاقصى يأتي بينما الحديث يدور عن عملية سلام . وقال اذا كان هؤلاء يحاولون اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة فهم يسيرون في طريق خطير حيث أن المسجد الاقصى والمقدسات والقدس هي محل اهتمام المسلمين والمسيحيين في العالم، وعليهم أن ينتبهوا تماما بأن المسجد الاقصى يقرر مستقبله المسلمون والمسيحيون في العالم ولن يسمحوا بهذا التطرف والعنصرية أن تنال منه . وحمل السفير صبيح الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي المسؤولية لردع اسرائيل، وقال : اننا أمام قضية تمس سلم وأمن واستقرار المنطقة وبالتالي اذا حاول البعض اشعال المنطقة فان المسؤولية تقع على مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون . ونبه الى اهمية اجتماع مجلس الجامعة غدا لدراسة العدوان الاسرائيلي من كافة جوانبه وتدارس التحرك اللازم والمناسب مشددا في هذا الصدد على أمرين مهمين أولهما ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطيية – الفلسطينية باعتبار انها باتت فرض عين على جميع الاطراف للعودة الى الوحدة الوطنية ، اما الامر الآخر فهو ضرورة تفعيل قرارات القمم العربية لدعم المقدسيين ونناشد بتنفيذ هذه القرارات لمواجهة هذا العدوان الخطير والمستمر والذي حشدت له الاموال والامكانيات الطائلة . واوضح صبيح ان قضية القدس تعد احد البنود الدائمة على جدول اعمال القمم العربية واجتماعات وزراء الخارجية العرب وهناك مذكرات شارحة حول كل ما يخص القدس سيتم بحثها ايضا أمام الاجتماعات الوزارية التمهيدية للاعداد للقمة العربية المرتقبة في الكويت في مارس المقبل، مؤكدا أهمية تلك القمة وثقته في أنها ستعطي دعما عمليا قويا للقدس والمقدسات واهل المدينة المقدسة الصامدين والمرابطين أمام هذا الطغيان وهذه الفئات التي تريد اشعال التوتر في المنطقة .