بوجه أسمر جميل، وجسم نحيف لا يتعدى الأربعين كيلو، وعيون خجلة ناظرة إلى الأرض، ويد متشبثة فى يد أبيها قادمة من بنها إلى القاهرة، لن يخطر ببالك للحظة أن تلك الصغيرة راقصة تنورة، فكيف لهذا الجسد أن يتحمل ملابس التنورة التى يصل وزنها إلى 12 كيلوجرامًا، فضلاً عن الرقص به لمدة تزيد على الساعة. بدأت سميحة, الحديث عن موهبتها بخجل وصوت لا تكاد تسمعه من شدة انخفاض نبرته "كنت بشوف عمرو اخويا وهو بيرقص التنورة، وكنت بحب أقلده، وبلف لمدة طويلة من غير ما أدوخ"، وهنا تدخل والدها بالحديث موضحاً أن نجله الأكبر عمرو – 21 عامًا "طالب جامعى" - يعمل برقص التنورة منذ 5 سنوات فى الفنادق، وأنهم من عام اكتشفوا موهبة "سميحة" وقدرتها على الدوران لمدة طويلة دون أن تصاب بالدوار، فقام بتفصيل أول تنورة لها والتى تكلفت أكثر من 1000 جنيه، وبدأت فى الرقص مع أخيها فى الحفلات والأفراح" كما ظهرت فى عدة لقاءات تليفزيونية، وسافرت عدة محافظات قدمت فيها عرضها، مشيراً إلى أن ما استطاعت تحقيقه تلك الصغيرة فاق ما استطاع تحقيقه عمرو شقيقها، حيث كانت تجذب الأنظار إليها، خاصة أنها حين تبدأ الرقص تضع عمة على رأسها فيظنها الجميع فتى، ولكن فى خلال الرقصة تزيل عنها العمة لينسدل شعرها الطويل على كتفها، فتبهر الجميع بكونها فتاة واستطاعت أن تفعل كل ذلك. وعن كيفية قدرتها على فعل ذلك قالت سميحة, إنها لا تشعر بثقل التنورة، فما أن تبدأ بالدوران تشعر كأنها وقد حلقت فى السماء، إلا أن جزءًا فى الرقصة تستصعبه، عندما تلف رأسها وجسدها فى وقت واحد، إلا أنها مع ذلك تنفذه دون أخطاء، مشيرة إلى أن التنورة الواحدة التى كانت تملكها أصبحت ثلاث بألوان مختلفة بعد عام، وأن ما تحصل عليه من أموال تدخره مع والدها لشراء سيارة. "هل تشغلك التنورة عن الدراسة" بهذا السؤال توجهت إلى سميحة مرة أخرى، فارتسمت على وجهها ابتسامة سعادة وثقة وقالت "لأ أنا شاطرة فى المدرسة، وبطلع الأولى على الفصل والمدرسين كلهم بيحبوني" وأضافت أنها لن تستمر فى رقص التنورة بعد إنهاء المرحلة الابتدائية وبمجرد أن تصبح فتاة ناضجة، وأنها تتمنى أن تصبح "طبيبة". "وهل تغير أصدقاؤك تجاهك بعد أن أصبحتى راقصة تنورة محترفة جميع الأنظار تلتفت إليها" فأجابت وقد تغيرت ملامح وجهها وأصبحت أكثر تجهمًا وقالت آه ثم صمتت، وهنا تدخل والدها مرة أخرى وقال إنها تعرضت للعديد من المضايقات من قبل زملائها إلا أن إحدى صديقاتها اقترحت أن تحضر لهم شيكولاتة وشيبسى فنفذت ذلك، ففرحوا بذلك وامتنعوا عن مضايقتها، وتأكدوا من أنها لن تتكبر عليهم أو تتغير فى معاملتها معهم. وعن حلم الفتاة الصغيرة، قالت إنها تتمنى أن تشارك فى مهرجانات وتمثل مصر فيها، أو أن تشترك فى إحدى برامج المواهب حتى تصل موهبتها إلى العالم العربي. وأشار والدها إلى أنهم قدموا لسميحة للدخول فى موسوعة جينس للأرقام القياسية كأصغر فتاة ترقص تنورة فى العالم إلا أن النتيجة لم تظهر بعد، ويفصلهم شهر عن ظهورها. شاهد الصور: