قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إنه للوهلة الأولى، يبدو أن الرجال في مصر يشغلون كافة الوظائف في القاهرة المزدحمة حيث يقودون سيارات الأجرة ويوجهون المرور ويكوون الملابس في محال غسل الملابس، لكن كما ترى الصحيفة فإن النساء في طريقهن للسيطرة على سوق العمل في مصر قائلة إن تلك المشاهد تخفي ورائها ثورة هادئة. وأشارت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "تغير المناخ الوظيفي في مصر" إلى أن أعدادا قياسية من النساء في مصر أصبحن يشغلن الوظائف كما باتت أنواع الوظائف المتاحة أمامهن في تزايد، حيث أصبحن يعملن مدراء للبنوك ورؤساء تحرير للصحف وعمداء في الجامعات ووزراء بل إن إحداهن عينت كقاضية. ونوهت الصحيفة إلى تزايد أعداد النساء اللاتي يدخلن سوق العمل، فقالت إنه في عام 1996 كانت نسبة النساء التي يعملن خارج البيت قد بلغت 18 في المائة، لكن تلك النسبة قد حققت قفزة كبيرة فبلغت 31 في المائة خلال العام قبل الماضي 2004 وذلك نقلا عن تقرير للأمم المتحدة. وحاولت الصحيفة إبراز تفسيرات لتلك الزيادة في نسبة النساء العاملات في مصر، فنقلت عن هنية شلقامي، أستاذة في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، قولها إن النساء أصبحن يتزوجن في سن كبيرة عما كانت تتزوج والداتهن وهو ما يعطيهن عقدا إضافيا في سوق العمل. وأضافت شلقامي أن أغلب النساء المصريات يشغلن الوظائف في محاولة منهن للخروج من دائرة الفقر. أما الصحيفة فأشارت إلى سبب آخر وهو تزايد نسبة التعليم بين النساء، فقالت إن أقساما في الجامعات مثل الطب تخرج الآن أعدادا من النساء تتساوى مع الرجال. ولفتت الصحيفة إلى أن ارتفاع نسبة الأمية بين النساء والتي بلغت 45 في المائة، يجعل فرص العمل أمامهن مقصورة على الوظائف منخفض الأجور، إلا أن العمل يساعدهن على رفع مستوى أسرهن. وضربت الصحيفة المثل بامرأة مصرية تدعى إكرام هاشم والتي قالت إنه تبيع السمك كي تساعد زوجها في تربية أبنائهم السبعة. ونقلت الصحيفة عن إكرام قولها: لم نعد كما كنا في العهود القديمة، عندما كانت تكتفي المرأة بالجلوس في البيت ولا تفعل شيئا. وسلطت الصحيفة الضوء على تهاني الجبالي القاضية في المحكمة الدستورية العليا والتي كما تشير كريستيان ساينس مونيتور مارست قانون الأسرة والقانون الجنائي والمدني والتجاري على مدى 30 عاما عندما كانت محامية. ونقلت الصحيفة عن الجبالي قولها: أنا حزينة جدا لأنني بعد ثلاث سنوات من تعييني لا أزال القاضية الوحيدة. وأضافت: إنها علامة على عدم نضح المجتمع أن النساء يمنعن من ممارسة أعمال تعتبر مقصورة على الرجل.. لكن في النهاية ستنتهي حالة عدم النضج هذه.