لم تفلح حتى الان عشرات الغارات التي شنتها الكتائب الامنية التابعة للعقيد معمر القذافي في احداث اختراق في دفاعات المحتجين في مدينتي مصراتة والزاوية، الاقرب الى طرابلس. وظهر اليوم السبت اعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني خلال تجمع سياسي السبت في روما "يبدو ان القذافي لم يعد يسيطر على الوضع في ليبيا". وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" إن قوات الأمن أطلقت النيران على المتظاهرين، وعمال مصريين يعملون هناك (في الزاوية) "ما أدى إلى سفك دماء وفوضى" غير أنه لم ترد تقديرات دقيقة بحصيلة القتلى. وقال العمال المهاجرون ممن فروا إلى تونس، للمنظمة الحقوقية، إن قوات المعارضة فرضت سيطرتها على قطاع كبير من الزاوية، لكن القوات الحكومية تسيطر على المناطق المحيطة وأنها أقامت نقاط تفتيش على بعد 7 كيلومترات من المدينة. وفي طرابلس العاصمة، قال شهود عيان إن حالة من الهدوء تسود العاصمة صباح اليوم في اعقاب الاشتباكات التي اندلعت ليلة الجمعة - السبت بين قوات النظام المدججة بالسلاح، والمحتجين اسفرت عن وقوع عدد غير معلوم من القتلى والجرحى. وذكر مراقبون أن قوات القذافي تحيط بالعاصمة لمنع مؤيدين للاحتجاجات من مدن اخرى من دخولها. وقال احد السكان في اتصال هاتفي معه صباح اليوم: "قطع التيار الكهربائي (مساء الجمعة) ولم يستانف من حينها"، مضيفا "اصبنا بالرعب وظننا انهم يعدون لهجوم". واغلقت الفنادق الفخمة في العاصمة ابوابها او اجلت موظفيها. وبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء دينارين ليبيين (مقابل 1.3 قبل عشرة ايام). واشتد الضغط في اليوم الثاني عشر للاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام القذافي. وعلى بعد الف كلم الى الشرق سيطرت المعارضة المسلحة على المنطقة الشرقية حيث توجد مواقع نفطية، وبدات تقيم ادارة جديدة. وتواصل المعارضة تنظيم صفوفها وتحلم بتحرير طرابلس. وقال عبد الحفيظ غوقة الناطق باسم "تحالف ثورة 17 شباط (فبراير): "نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراتة. وننتظر ان تحسم طرابلس الامر مع نظام القذافي وابنائه ثم سنبدا العمل على تشكيل حكومة انتقالية". واضاف: "هناك متطوعون يقصدون يوميا طرابلس"، للقتال مشيرا الى انشقاق ضباط جدد وانضمامهم الى القوى المعارضة للنظام. وعلى صعيد الانشقاقات المتوالية، اعلن رئيس عمليات القوات الخاصة الليبية ويدعى العميد عبد السلام الحاسي انضمامه الى ثورة 17 فبراير، داعيا كافة العناصر التي تنتمي الى الجهاز بسرعة العودة الى مراكزها لتولي مسؤولياتها "تجاه الثورة". واعلن السفير الليبي في الصومال انه يستقيل من منصبه، احتجاجا على قمع النظام الليبي للمسيرات السلمية بطريقة وحشية. الاتحاد الاوروبي ومجلس الامن أعلن نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيغمانس أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية اليوم على تعزيز التعاون بينهما في إجلاء رعاياهما من ليبيا. واتفق الزعيمان على ضرورة أن يقرر مجلس الأمن عقوبات مشددة ضد النظام الحاكم في طرابلس في أسرع وقت ممكن. وأكد الزعيمان حتمية إنهاء السياسة التي تنطوي علي ازدراء الإنسانية التي يتبعها الزعيم الليبي معمر القذافي. وأعربت ميركل وكاميرون خلال مكالمتهما عن تأييدهما لفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد النظام الليبي. ويستأنف مجلس الامن الدولي السبت مشاوراته. ويقترح مشروع قرار عقوبات على ليبيا منها حظر على الاسلحة وعلى سفر العقيد القذافي وتجميد الاصول التي يملكها، على ما افاد دبلوماسيون.