وزير العمل : عرض قانون العمل الجديد على مجلس الوزراء نهاية الأسبوع الجارى    مجلس النواب يواصل مناقشة قانون التعليم والابتكار.. ربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل    بمشاركة 150 طالبًا.. بدء فعاليات مبادرة 100 يوم رياضة بكلية التجارة بجامعة جنوب الوادي (صور)    طلب إحاطة بشأن عمال وزارة الزراعة الذين لم يتقاضوا المرتبات منذ ثلاث سنوات    أسعار الذهب اليوم الاثنين 21 أكتوبر 2024    أسعار البطاطس والثوم والخضار في أسواق الإسكندرية اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    محافظ أسيوط يتفقد محطة رفع صرف صحي البنك الدولي بالمعلمين بحى غرب    المؤتمر العالمي للسكان.. وزير الصحة يترأس مائدة مستديرة حول «التنمية البشرية والسكان في مصر»    ميقاتي: أهم أولوياتنا وقف إطلاق النار في لبنان ونتمسك بتنفيذ قرار 1701    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ورئيس مجلس النواب اللبناني    الأهلي يقرر عرض كهربا للبيع    تعرف علي موعد نهائي السوبر المصري بين الأهلي والزمالك والقناة الناقلة    الأرصاد: طقس الإثنين مائل للحرارة.. واضطراب الملاحة على هذه الشواطئ    بحفل جماهيري كبير.. «سعيد الارتيست» يُبهر جمهور الإسكندرية بمقطوعات وجمل فنية ومواويل صعيدية ب«سيد درويش» (صور)    وزير الصحة ونظيره اليوناني يتفقدان مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة    في يومه العالمي.. «الصحة» تكشف 3 أسباب للإصابة بهشاشة العظام (تعرف على طرق الوقاية والعلاج)    جهاد جريشة يحسم الجدل بشأن هدف الأبيض.. ويؤكد: ثنائي الأهلي والزمالك يستحقان الطرد    عاجل:- رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي تنفي نقل أسلحة إلى إسرائيل عبر القواعد الجوية الكويتية    قتلى في الغارة الإسرائيلية على بعلبك شرقي لبنان    حزب الله يستهدف منطقة عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل بالطيران المسير    الإسكان تعلن تعديل حدود الدخل للتقديم على شقق الإسكان الاجتماعي ضمن مبادرة "سكن لكل المصريين"    وفاة المعارض التركي فتح الله كولن في أمريكا    نقيب الصحفيين: لن نفتح باب الانتساب إلا بعد موافقة الجمعية العمومية    قوى عاملة النواب: قانون العمل يسهم في جذب الاستثمارات والحد من مشكلة البطالة    تفاصيل استبعاد كهربا من معسكر الأهلي في الإمارات.. مفاجآت الساعات الأخيرة    عمرو أديب يشيد بكلمة الرئيس السيسي حول صندوق النقد الدولي والإصلاح الاقتصادي    وزير الصحة اليوناني يشيد بجهود الدولة المصرية للنهوض بالمنظومة الطبية    مالك مطعم صبحي كابر: الحريق كان متعمدًا والتهم الطابق الثالث بالكامل    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال استهدف مدرستين تؤويان نازحين في جباليا    حزب الله يعلن إسقاط هرمز 900 إسرائيلية    علي جمعة يكشف حياة الرسول في البرزخ    أبرزهم هشام ماجد ودينا الشربيني.. القائمة الكاملة للمكرمين في حفل جوائز رمضان للإبداع 2024    حظك اليوم برج القوس الاثنين 21 أكتوبر 2024.. مشكلة بسبب ردود أفعالك    أول حفل ل غادة رجب بعد شائعة اعتزالها.. «تغني بالزي الليبي»    «زي النهارده».. تدمير وإغراق المدمرة إيلات 21 أكتوبر 1967    هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا    خلال ساعات.. نظر استئناف المتهم بقتل اللواء اليمني حسن العبيدي على حكم إعدامه    عاجل.. كولر «يشرح» سبب تراجع أداء الأهلي أمام سيراميكا ويكشف موقف الإصابات في نهائي السوبر    موقع تحديث بطاقة التموين 2024.. والحكومة تكشف حقيقة حذف 5 سلع تموينية    إصابة 10 أشخاص.. ماذا حدث في طريق صلاح سالم؟    حادث سير ينهي حياة طالب في سوهاج    المندوه: السوبر الإفريقي أعاد الزمالك لمكانه الطبيعي.. وصور الجماهير مع الفريق استثناء    لبنان.. إخلاء بلدية صيدا بسبب تهديدات الاحتلال الإسرائيلي    لاعب الأهلي السابق: تغييرات كولر صنعت الخلل أمام سيراميكا    حسام البدري: إمام عاشور لا يستحق أكثر من 10/2 أمام سيراميكا    6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة ب التهاب المفاصل وتفاقم الألم.. ما هي؟    22 أكتوبر.. تعامد الشمس على معبد أبو سمبل الكبير    «هعمل موسيقى باسمي».. عمرو مصطفى يكشف عن خطته الفنية المقبلة    في دورته العاشرة.. تقليد جديد لتكريم رموز المسرح المصري ب"مهرجان الحرية"    مزارع الشاي في «لونج وو» الصينية مزار سياحي وتجاري.. صور    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    كيف تعاملت الدولة مع جرائم سرقة خدمات الإنترنت.. القانون يجب    حبس المتهمين بإلقاء جثة طفل رضيع بجوار مدرسة في حلوان    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الخليفة دون إصابات    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    زوجى يرفض علاجى وإطعامي .. أمين الفتوى: يحاسب أمام الله    أستاذ تفسير: الفقراء يمرون سريعا من الحساب قبل الأغنياء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطغيان العربي كافة ..إلى زوال ..!! عبد الرحمن عبد الوهاب
نشر في المصريون يوم 24 - 02 - 2011

قال تعالى : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ) (فصلت : 16 )
هبت رياح التغيير ، وها هو الطغيان العربي يواجه سلسلة مستمرة من الثورات وايام عليه عصيبة ،كأيام نحس مستمر ، او أيام نحسات ، وهاهي الصيحة ، او صيحات الشعوب تهدر في الميادين ، تجعلهم في ديارهم جاثمين.
****
ا
اتسم خطاب سيف الاسلام القذافي بالسطحية والسذاجة ويلعب على الأوتار التي ساقها مبارك قبل الرحيل ( شنشنة نعرفها من أخزم ) قائلا ان هناك من اعلنوا امارة اسلامية في برقة وان الغرب لم يرض بامارة اسلامية قبلا في طالبان ، وتلقفت دولا اوربية التصريحات بانهم لن يسمحوا بامارة اسلاميةة جنوب المتوسط، وكانه كان يعطي ذريعة للتدخل الاجنبي ، ولو كان جورج بوش في البيت الابيض ، لاتخذ هذا الكلام منطلقا لاقتحام ليبيا كما فعل مع افغانستان ، قالوا لأحد المفكرين ما هي امنياتك في العام الجديد ؟ قال اتمنى ان اكون حماراً لكي أتحمل ما يجلبه الطغيان العربي على شعوبهم من مصائب ومآسي، لقد قطع القذافي النت والاتصال بالعالم الخارجي كي يذبح الشعب في بني غازي دون شهود ودون كاميرا واحدة اللهم الا كاميرات المحمول ومبارك بالامس قام بالقبض على المراسلين الاجانب كيلا ينقلوا جرائمه في ميدان التحرير .. تصريحات القذافي الابن اخيرا مشابهة لقول مبارك : انه يخشى ان يرحل كيلا يتوسد السلطة الاخوان المسلمين .كان سيف الاسلام القذافي صفيقا فهو يتكلم عن اطماع دول الجوار في بترولهم ، ودول الجوار ليستا الا تونس ومصر ، كم صفيق انت ..
لتصريحات بعض القادة الخليجيين عندما تعرضت خزائنهم للنهب في أزمة الخليج : نحن محسودون ، القذافي الابن لا يختلف عن النسخة الثانية للجيل الثاني من أبناء الطغاة في المنطقة مثل جمال مبارك او جلعاد شارون أو بشار الأسد فالقواسم الجينية مشتركة ولا يختلف التعاطي بنفس الأسلوب مع الشعب العربي كأن يقول جمال مبارك ان تعامله مع خصومه سيحتكم الى الجزمة . وهاهو ابن القذافي يقول انه سيحتكم الى السلاح ، وجلعاد شارون يحتكم إلى الترويع ، بالرغم انه تحول الى البزنس ، وبشار الأسد يحتكم الى المعتقلات .. جيل غريب من ابناء الطغاة . وهل تلد الافعى الا حية .. تبا لهذا الجيل من العملاء ..
****
ثمة داء عضال متوارث في بلاد اليمن وهو تخزين القات وكان من الأمثال السائرة في بلاد اليمن : "خزّن تبصر القاهرة" او: "خزّن تبصر دجاج مصر "، و من المعروف إن تخزين القات يصيب متعاطيه بالهلاوس فجاء منه إبصار القاهرة ورؤية دجاج مصر تحديداٍ، ولكن ها نحن اليوم نرى ان الشعب اليمني قد افاق و هاهو بصره اليوم حديد .ليرى في مصر ثواراً بدل من الدجاج ،فاقتفى الأثر وقال لابن أبي صالح :إذن فلتكن حربا .أو ما الحياة الا انتفاضة ثائر.
وعلى الجهة الاخرى خرج علينا سيف الإسلام القذافي ليقول ان الثوار المتظاهرين هم ممن يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة وهذا يناقض حقائق التاريخ ان الشعب الليبي منذ عمر المختار والى الان كان شعبا متزنا كامل الاهلية ذكياً لماحاً ،لم ينسحب عليه هلوسات القذافي في الكتاب الأخضر ولا هلوسات ابنه في خطابه الأخير وخرجت الثورة من رحم الأحزان ,لقد سبق السيف العذل .
***
قال جبران : أبناءكم ليس أبناءكم ولكنهم أبناء المستقبل ، قالوا ان الانسان في سن العشرين يكون مفعما بالحيوية والثورة ويريد أن يغير العالم وفي سن الخمسين يريد ان يغير العالم ولكنه لا يستطيع .
ثمة اليات في التغيير قال فيكتور هوجو : يمكن مقاومة غزو لجيوش ولا يمكن مقاومة غزو فكرة جاء زمانها .
An invasion of armies can be resisted, but not an idea whose time has come.
وقال البرت هوبارد:ان الفكرة مالم تكن خطرة لا تستحق ان تقال فكرة.
An idea is not dangerous is unworthy of being called an idea
والفكرة التي نعنيها هي الثورة .. ذلك زمنها ..
الشباب مرتبط بالتغيير ، تلك الثورة لم تخرج من جيلنا ، بعدما استنفذنا كل السبل بالامس ولكننا لم نستطع،لقد ارتبط الشباب بالتغيير ولقد كان مصعب بن عمير، (الشاب) هو سفير المصطفى كي يهيء ويرطب الاجواء بالمدينة المنورة قبل الهجرة وانتهت حياته شهيدا معتنقا اللواء ، اشعث اغبر، وهو الذي كان مرفهاً وسيماً .. شباب محمد اولئك كان منهم خالد بن الوليد الذي قال ل ماهان قائد الروم "نحن قوم نشرب الدم ولم نجد أشهي ولا أطيب من دم الروم فجئنا لذلك " قال المصطفى " نصرني الشباب وخذلني الشيوخ " و كان اسامة بن زيد قائدا للجيش الذي به كبار و كرام الصحابة ولكن المصطفى كان يعوّل على الشباب وهي رسالة ضمنية للأمة انه لا تعبئوا كثيرا بهيلمان الروم ، فأبناء محمد الصغار كفيلون بالمواجهة . وكفيلون بإرساء المجد . كفيلون بان يحملوا عنكم هذا الدور.
الشباب منهم كان شباب اهل الكهف الذين فرّوا بدينهم من الملاحقة الأمنية للاستبداد ،(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (الكهف : 13 ) وكان إبراهيم عنيدا ايام شبابه في مواجهة الطغيان ولم يهادن : (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء : 60 )
قبل ثورة 25 يناير كتبت " لسنا أسعد حالا من الكلاب في فيتنام " استندت فيه إلى وضعية الكلاب غير المستقرة في فيتنام بناء على رواية من خبير غربي إلتقيته في مؤتمر واخبرني ان اغرب ما رآه كان في بلاد اليابان انهم يسقون الماشية الجعة وُيجرون لها المساج، كنوع من التغذية الخاصة كي يرتقوا بطعم لحمها أما المفارقة العجيبة وكان النقيض لما رآه ذلك الخبير من الرفاهية للماشية في اليابان أنهم يضربون الكلاب قبل الذبح في فيتنام كي يتجلط الدم في ثنايا الأنسجة فتعطيها مذاقاً خاصاً ، واعتبرت يومها أننا لسنا بأسعد حالا من الكلاب في فيتنام ، حيث يتم ضرب الإسلاميين علقات ساخنة قبل الذبح في معتقلات القوم ، وكان الغريب هو تلك السجون السرية وغرف جهنم في دمنهور حيث يتم ذبح الإسلاميين وهكذا يربي الإسلاميون أبناءهم كي يعتقلهم الطغيان او يذبحونهم في السجون السرية ، بأي وجه حق يرتكبون هذه الجرائم في حق الشعوب ،، كأننا عبيد لهم ..يمارسون علينا الإجرام .
قال الإمام علي : لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً. ومن هنا كان الإسلام دين الحرية ويعطيهم الجرأة على مواجهة الطغيان ، انها لا اله الا الله محمد رسول الله التي تجعل تلك الشعوب مسكونة بالثورات ، وهذا ما لا يمنحه أي دين اخرى .
قتلوا الإسلاميين طيلة ال 50 عاما السابقة وليس هناك من يطلب بدمهم .. ولا غرابة في هذا الوضع المأساوي ان يكون اعتياديا في المغرب العربي ان يقتل العقيد القذافي 1200 سجين اعزل كأنهم نوع من الدواجن او كأنهم ليس لهم أهل ، ولا عشيرة ، ولهذا تكلم بن خلدون في أهمية العصبيات لنصرة الدين ، بل وان كانت عصبة الفيس بوك لما افتقرنا اليه من عصبة العشيرة والقبيلة في هذا الزمان والمحور الاساس هو الاجتماع على حق.. وقال المصطفى لم يبعث نبي لا في منعة من قومه ، لأن الاستبداد لا يرتكز الى أي نوع من الأخلاق في المواجهة .. فهو مجرم بكل المقاييس لذلك العصبية مهمة جدا ، لو كان القذافي يدرك ان وراء هؤلاء 1300 من يثأر لهم لما أقدم على جريمته تلك..
وبالرغم من هذا وبالرغم انه كان وراء الامام الحسين من يثار له ،هاشميين وطالبيين ومطلبيين ناهيك من امنوا بجده صلى الله عليه وسلم الا ان يزيد لم يتورع عن ذبح الحسين .. واعتقد ان كل طغيان على الارض لابد ان يدفع فواتير دم الحسين. ان كل طغيان الأرضwanted. بدم الحسين ..فثورة الحسين متوارثة ضد الطغيان قال كعب الأحبار عن الإمام علي يهلك من صلب هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم إلى قيام الساعة ..
قال الامام علي تنويها وتنبؤا منه عن مقتل الحسين عندما مرّ بكربلاء : يابني أمية ان لكل حق طالب ولكل دم ثائر وان الثائر في دمنا هو الله الذي لا يعجزه من طلب ولا يفلته من هرب ،
ولم يكتف القذافي بهذا فلقد قتل 600 شاب امام السفارة الايطالية ، وينتهي بنا الحال الى ذبح الشعب اليوم في بني غازي باطلاق الصواريخ بل اننا نرى سيف الإسلام القذافي بالأمس يريد ان يطيح بليبيا في حرب اهليه ويعلن انه وخمسة مليون ليبي سيحتكمون الى السلاح، ولا غرابة ان يعلن مزاعمه ان البترول سيحترق او ان تعود ليبيا 40 عاما الى الوراء او تتعرض للاستعمار من جديد كل هذا كيلا يرحل ..
كتبت يوما "حكومات القتلة" غريب هو الطغيان العربي لا مانع عنده ان يحول الدولة الى مقبرة جماهيرية عظمى من القتلى والجماجم والأشلاء ، انه يقصف طرابلس وبني غازي بالصواريخ .. من يوقف هذا الاجرام ، نطالب عمرو موسى ومن لهم صداقات مع الرجل ان يتدخلوا ليوقفوا هذا الاجرام بحق الشعب .. ما هذه السادية العجيبة ؟، انهم لا يريدون الرحيل الا بعد ان يحولوا البقعة الجغرافية الى خراب وانهار من الدماء، وهو سؤال اجاب عنه الدكتور عبد الحليم قنديل في مقاله نيرون مصر وقاله الدكتور عزمي بشارة حول الخيار الذي وضعه مبارك إما الاستقرار أو الفوضى .. انها السادية العجيبة كنت كتبت عنها ما بين "فقه السياسة وساطور الجزارة" اعتمدنا فيه على رؤية نزار قباني : حيث قال والعالم العربي اما نعجة مذبوحة او حاكم قصاب . ولا بأس في السياق ان كتبنا "انظمة المافيا العربية" حيث لا مانع أن يلقى أي معارض مصيره ذبحا او يلقى حتفه جراء إلقاءه من طائرة في الربع الخالي .
بل ربما كانت المافيا راقية الأداء ولم تخرج على شعوبها لتقتلهم بالمولوتوف او السنج والسيوف او جيش من الجمال وعربات الكارو، فإننا نربأ بخيول مجد الأمس ان تكون طرفا في الجريمة ولا بأس فقد قال فاروق جويده: والخيل عاندها الصهيل . وكان اغرب ما قرأته عن تونس في مراحل ما قبل الثورة ان تظاهر بعض المساجين طلبا لنسخ من القرآن فجاء قائد السجن واخبرهم سنأتي لكم بالمصاحف ، وفي اليوم التالي أتوا بكم كبير من المصاحف والقوا بها في فناء السجن ومن ثم داسوها بالأقدام نكاية بهم و كناية عن استهزائهم وهي مواقف تتواتر عما يحدث في السجون العربية وليس جوانتنامو فحسب .. لذلك كان لابد أن تتدخل السماء بإسقاط هذه العروش لما لها من جرأة على الله ..تبا له لجرأته على سيده ومولاه .
عندما عدت من الخارج اسرّ لي احد الأشقاء ان أتوقف عن الكتابة ، نظرا للمآلات المأساوية التي يواجهها الكتاب و في هذا الصدد واجه الدكتور عبد الحليم قنديل ضغوطا هائلة كتبت عنها "أساليب مكارثية وأفك منظم" او من جهة اخرى ان يختفي احد الكتاب في ظروف غامضة .. كيف يتبخر الإنسان ولا يكون له وجود ، انها نهايات الكاتب المأساوية في دول المافيا التي لا يحكمها القانون ، كنت ذكرت في "مجد السيف والقلم " ان القلم هو الشيء الوحيد في الوجود الذي له القدرة على تحويل الطغيان الى تراب يدوسه الناس، بل تحويله إلى حالة ال sublimation التسامي أي يحول الجماد إلى بخار ,, ولم اك اعرف ان يتبخر الكاتب وقلمة في ثوان ..وبلا اشعار سابق ..
كنت مندهش عما قاله سينكا: ان مملكة الظلم لا تدوم وهو الذي عاش في سنة قبل الميلاد بالرغم مما توافر لي من معلومات كما ذكر الإمام علي ان تلك البقعة أي الإغريق لم يبعث منهم نبي ،
وكالعادة داء الكتابة إدمان ولا بأس من بهجة الابداع ، وكان المنزل عندي يقوم بالرقابة على المقالات بالسماح او حذف اسطر كيلا تقوض ركان البيت أو ان نتعرض لحالة من التبخر .
ان الظلم مزيل للملك وسفك الدم يزيله وينقله ،
كتب الإمام علي إلى مالك الاشتر حينما ولاه مصر :" فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام فإنّ ذلك ممّا يضعفه و يوهنه بل يزيله و ينقله . و لا عذر لك عند اللّه و لا عندي في قتل العمد لأنّ فيه قود البدن "
هناك حقائق في الحياة قد لا ندركها في معظم الأحيان ، سألت ذلك الخبير المثقف أعلاه وفي العادة يكون المثقف الغربي اقرب مسافة لقبول الحق وأسهل ما يكون لاعتناقه الإسلام ، سألته عن اغرب ما قرأ؟ قال لي انه عندما توفى الاسكندر الاكبر بالقرب من كازاخستان وقال لمن معه وهو يحتضر انظروا إلى كفى لقد ملكت الدنيا وها انذا اخرج بيدي خاوية .
****
قال الله تعالى : (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الأنعام : 32 )
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء .وقال الامام علي : من هوان الدنيا على الله أنها لم يجعلها الله ثوابا لأوليائه أو عقابا لأعدائه .
وقال في مقام آخر : من هوان الدنيا على الله انه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها ..
وقال الإمام الحسين من هوان الدنيا على الله أن تهدى رأس يحيى بن ذكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل . ومن هوان الدنيا على الله ان اهديت رؤوس الإسلاميين في هذا الزمان الى بغايا بني إسرائيل من جولدا مائير الى لينا رابين الى ليلى شارون الى سارة نتانياهو الى تسبي ليفني وما ادراك ما مجزرة غزة الأخيرة .. اجل انه من هوان الدنيا على الله ان تهدى رؤوسنا إلى بغايا بني إسرائيل .
****
هناك نماذج رائعة ممن كانوا في ميدان الإيمان رجالا وفي ميدان الإسلام شرفاء ..
اعطونا الدرس والقدوة في تحمل كافة الضغوط في مواجهة الطغيان ..وقف إبراهيم عليه السلام ضد النمرود وان كانت التكلفة حرقا . فكانت النار برداً وسلاماً وواجه محمد صلى الله عليه وسلم كافة الضغوط وان كانت تآمرا بمكر الليل والنهار أن يقتلوه أو يخرجوه . (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال : 30 )
وواجه الإمام عليّ كافة الضغوط ،عن ابن عباس : انه دخل على أمير المؤمنين بذي قار بلد قرب البصرة و هو يخصف نعله أي يخرزها ، فقال له الإمام : ما قيمة هذه النعل ؟ . فقال ابن عباس : لا قيمة لها . قال الإمام : و اللّه لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا ، أو أدفع باطلا . ترى يا سيدي يا امير المؤمنين من يأخذ منك هذا التصور تجاه الحكم والامارة من أولئك الحكام الذين يقتلون الشعوب كيلا يتركوا الإمارة .. هل زين العابدين ام مبارك ، ام القذافي ، ام عبد الله صالح أم اولئك الذين يتمرغون في حطام الدنيا الزائل .. يعتبرون ان الدنيا هي نهاية المطاف ، ولا يدرون ان الدنيا منتهى بصر الأعمى ..
يقول جورج غرداق ، وما زال نعل الإمام ارفع قدرا من تيجان كثير من الملوك ،
وواجه الامام الحسين الطغيان وان كان الذبح هو المصير .. ويمر بضغوط هائلة بل انه أراد من أصحابة ان يتخذوا من الليل جملا وحثهم على ان يتركوه ليواجه الجيش وحده ،ليذكرني بالقائل :
أشهر السيف وحيدا في وجوه العالمين ، علّ قلبي في فؤادي يستكين .
وواجه سيد قطب الطغيان وان كان الشنق هو المصير..
. واليوم نماذج رائعة من الأحرار تقتفي الأثر ،نراها في ميدان التحرير بالقاهرة وميدان البوعزيزي في تونس وميدان الشهداء في اليمن وميدان الأحرار في المغرب ، وميدان التحرير في بني غازي وطرابلس .. هاهم شباب محمد ، هاهم عيال الحسين ،، هاهم أحفاد إبراهيم عليه السلام الذين تعلموا وفقهوا الدرس العظيم من الانبياء الا وهو : لا اله إلا الله.. أي لا تذلل ولا خضوع إلا لله -سما مقامه – من هنا ارتبطت لا اله الا الله بالثورة والتمرد لتحول هذه الشعوب إلى شعوب رافضة متمردة و مسكونة بالثورات ..لا تقبل الذل ولا تنام على ضيم .انها منطلق لآليات التغيير ..انها ليست الفكرة الخطرة التي اخبرنا عنها البرت هوبارد اعلاه .. بل المبدأ الرائع الذي نزل من عند الله ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.