اعتصم أكثر من خمسة آلاف موظف وسائقي الميكروباص أمس أمام ديوان عام المحافظة، للمطالبات بحقوق تشمل مرتبات ومستحقات مالية متأخرة، وعمالة مؤقتة تطالب بالتثبيت، إلى جانب مطالبات برحيل المحافظ وكافة القيادات بالمحافظة التي يتهمها المحتجون بنهب ثروات الشعب من محاجر وأراض، واحتكار لمعظم الوظائف، ولم يتبق سوى الوظائف المؤقتة لعمال النظافة وتطهير الترع وعمل اليوميات بالقطاع الخاص. وكان العاملون بقطاع التموين أضربوا أمس عن العمل وأغلقت كافة المكاتب والإدارات بالمراكز السبعة، وأعلنوا اعتصامهم أمام ديوان عام المحافظة مطالبين برحيل الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن والدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف. واتهم المتظاهرون قيادات التموين بحرق مبنى المديرية كاملة يوم 28 يناير للتخلص من الأوراق التي تثبت تورطهم فى قضايا فساد واختلاسات من أموال المخابز والمطاحن والسلع التموينية. وقال جمال عبد السلام علي محاسب "نحن نتهم وبالمستندات قيادات المحافظة بأنهم وراء حرق مبنى المديرية بالكامل، لتورطهم فى اختلاسات وتزوير أوراق وتسريب آلاف الأطنان من الدقيق لحسابهم وبيعة فى السوق السوداء ويسجل على أنه تم تسليمه للمخابز". وأضاف: الوزير يعلم بهذا جيدا والمحافظ أيضا وتم نقل أغلب مديري الإدارات وبعض الموظفين قبل الثورة بشهر، لكشفهم العديد من هذه القضايا، ومنها ما هو الآن أمام المحامي العام للتحقيق، ومنها ماتم حرق مستنداته أثناء حرق مبنى المديرية التي اُتهم المتظاهرون بحرقها. أما رضا شعبان فشكت من أن راتب شهر يناير لم يصرف حتى الآن، حيث أن البنوك ومكاتب البريد مغلقة "وأولادنا جعانين والبيوت أصبحت فارغة ماذا نفعل"، وأشارت إلى أن وزير التموين أرسل مليون جنية مكافآت لأصحاب المخابز وأرسل للعاملين بالتموين 8 آلاف جنية لتوزيعها على أكثر من ألفى عاما وموظف يعنى نصيب الفرد فيها 4 جنيهات. واتهمت الوزير بأنه على علم بأن أصحاب المخابز يسرقون الدقيق ويسرقون رغيف الخبر فى وزنه ومصنعيته بالاتفاق مع بعض القيادات فى التموين، وأشارت إلى أنه بينما مكافأتها تبلغ 4 جنيهات هناك زميل لها هي أقدم منه يتقاضى 3 ألاف جنيه. من ناحية أخرى، قرر أكثر من 1000 سائق الاعتصام بعد إضرابهم أمس عن نقل الركاب إلى القاهرة والمحافظات الأخرى وتوقفت الحركة بالمواقف تماما بين المحافظات. وقال أيمن محمد ربيع سائق خط بني سويفالقاهرة "بيوتنا خربت من المخالفات بسبب قانون المرور الكارتات، وعدم موقف لسيارات بني سويف بموقف المنيب، مما يعرضنا للبلطجة منذ سنوات. وأشار إلى "أن المحافظة اخترعت إتاوات جديدة على البوابات الرئيسية ندفعها كل يوم"، ولفت إلى أن "أقل مخالفة تدفع بسبب قانون المرور 500 جنيه ويتم توقيعه المخالفة من قبل الضابط حتى لو كانت السيارة سليمة 100%، حيث لابد أن يجد لك مخالفة حتى تدفع المعلوم وإحنا عندنا التزامات وليس لنا مصدر إلا هذا العمل". وأوضح أنهم طالبوا المحافظ مرات عديدة بمخاطبة محافظ الجيزة لحل مشكلة موقف سيارات الأجرة بالمنيب "ليرحمنا من البلطجية لكن لا حياة لمن تنادي". وقد تعالت الهتافات وقطع طريق الكورنيش أمام المحافظة وحاول المعتصمون اقتحام مبنى الديوان العام مجددا. وتقوم قوات الجيش التي عادت أمس للتأمين بصدهم لكن الهتافات ضد المحافظ تطالبه بالرحيل فورا وفتح ملفات الفساد وأموال صندوق الخدمة التي نهبت بالملايين دون رقيب وأموال المحاجر وصندوق المرور أكثر من 200 مليون جنيه لا يعرف عنها شيء ولم تطرح على المجالس المحلية لمناقشتها مع الموازنة العامة، حسب المتظاهرين من موظفي الحكم المحلى والتربية والتعليم الذين انضموا للمعتصمين بعد ظهر أمس. وكان المحافظ اختفى تماما ولم يعرف أين هو وأغلقت أبواب المحافظة ومنع الدخول إلا لبعض موظفيها فقط ومنع أيضا كافة مراسلي الصحف وأجهزة الإعلام من الدخول. وقال ضباط الجيش المكلفين بالحراسة هذه تعليمات المحافظ لا دخل لنا فيها.