أصدرت رابطة علماء أهل السنة ، وهي هيئة علمية عالمية تأسست في اسطنبول ، بيانا إلى الأمة تهنيء فيه الشعب المصري بانتصار ثورته ، وجاء في البيان الذي صدر تحت عنوان "بيان من رابطة علماء أهل السنة بشأن انتصار الشعب في مصر" ووصلت المصريون نسخة منه : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فإن ما شهدناه في الأيام الماضية من بطولات وتضحيات وصبر ثم مانشهده هذا اليوم من اندحار للظالم وانكسار للكبر والطغيان لمن الأمور التي تستحق الشكر الكثير لله تعالى الذي وفق لذلك وأعان عليه وهو القائل سبحانه (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) ثم الشكر للشعب المصري الأبي الذي ضرب أكرم الأمثلة في مقاومة الفساد والظلم والاستبداد ، ورسم للشعوب المضطهدة معالم طريق العدل والحق والحرية ، والشكر موصول للعلماء والمثقفين والمفكرين والإعلاميين الذين انحازوا منذ البداية لما اختاره الشعب المصري ووقفوا معه وقفة صدق وشاركوه مشاركة حقيقة وإن رابطة علماء أهل السنة إذ تعرب عن سرورها بفضل الله ورحمته حين مًن بزوال الجائر وانحسار المتجبر ، لتناشد الشعب المصري الأبي أن يتمم المسيرة باختيار دستور ونظام حكم يعبر عن هوية هذا البلد العظيم ، الذي هو كنانة الاسلام،وبلد العلم والعلماء،ومقبرة غزاة التتار في عين جالوت،وغزاة الفرنسيين والانجليز،وبلد العاشر من رمضان،وغير ذلك من نماذج البطولات والابطال الذين انطلقوا من روح الأمة ومن هويتها،فكانوا أعلام نبل وعز ومشاعل كرامة واعتزاز. وإن من سنن الله التي لا تتبدل أنه يعطي الشاكر اضعاف ما يؤمل(ولئن شكرتم لأزيدنكم)ويهب النصر والتمكين لمن ينصره(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) كما أن من سننه تعالى أن من أعرض ونأى فإن مصيره البوار والدمار والفرقة والشتات(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) وهذا يوجب على الشعب أن ينتبه من سارقي الثورات ومختطفي النجاحات،ممن كان يتربص وينتظر ويضع قدما هنا وقدما هناك،كأمثال من وصفهم الله بقوله(الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين) كما أن من أوجب الواجبات معاقبة شهود الزور بإخمال ذكرهم وابعاد تأثيرهم،بعد أن أفسدوافي الأرض بإعانة الظالم ونظامه،و شهدوا له بالباطل ولبسوا على الناس ،وزينوا أفعاله،وحسنوا قبائحه،وسوغوا مظالمه ، باسم الدين أو الثقافة أو السياسة أو الإعلام، أو باسم أي فن من الفنون إن على مصر وأهلها كما ضربوا أروع الأمثلة في التكاتف والتعاضد والتعاون على دحض الاثم والعدوان،عليهم أن يؤكدوا هذه المعاني الآن بأبلغ ما يكون التأكيد ، إحقاقا للعدل،وترسيخا للحق،وتثبيتا للأمن ، و تحصيلا لأسباب القوة والحضارة الحقيقية ؛ لتعود مصر إلى مقامها الحقيقي في حفظ حقوق الأمة والدفاع عن كرامتها ، وصيانة مقدساتها ، ورفع الضيم والظلم عن شعوبها وبلدانها نسأل الله تعالى أن يكتب النجاح والتوفيق والسداد لشعب مصر العظيم ، وأن يعينه على تحقيق أسباب السؤدد والنصر والتمكين ، والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم رئيس الرابطة: د/أحمد الريسوني الأمين العام للرابطة: د/صفوت حجازي