هيمن موقف الإدارة الأمريكية من الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك ومظاهرة يوم الثلاثاء التي وصفت بأنها الأضخم منذ اندلاع التظاهرات في 25 يناير الماضي على تعليقات الصحف الأمريكية والبريطانية، وسط أنباء عن ضغوط تمارسها دول عربية على واشنطن لعدم الدفع وراء المطالب بنشر الديمقراطية بزعم الحفاظ على الاستقرار. وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أنه وبعد التضارب الكبير في تصريحات الولاياتالمتحدة تجاه الأزمة في مصر، قررت إدارة الرئيس باراك أوباما عدم الإدلاء بأي تصريحات قد تكشف عن موقف واشنطن بتخفيف الضغط عن الرئيس مبارك أو التراجع عن دعم المتظاهرين في القاهرة. وقالت إن تصريحات المبعوث الأمريكي لمصر فرانك ويسنر، بضرورة بقاء مبارك في منصبه حتى نهاية فترته جاءت صادمة للمسئولين في الإدارة الأمريكية. ونقلت عن أحد المسئولين بالإدارة الأمريكية – دون تسميته- القول إن الرئيس أوباما نفسه أبدى استياءه إزاء تصريحات ويسنر، وقالت إنه كان قد أرسله إلى مصر ليدفع الرئيس مبارك للتنحي عن منصبه. وأضافت إن الإدارة الأمريكية نأت بنفسها لاحقا عن ويسنر السفير الأمريكي الأسبق لدى مصر، وأشارت بشكل مستمر إلى أنه الآن مواطن عادي لا يمثل الإدارة الأمريكية وأنه توقف عن تمثيلها بعد انتهاء عمله كسفير بالقاهرة. من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إسرائيل و السعودية والأردن والإمارات قامت بالضغط على الولاياتالمتحدة كي لا تتخلى سريعًا عن الرئيس مبارك أو تلقي بثقلها خلف الحملة الديموقراطية التي ستؤدي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بحسب مصادر دبلوماسية. وأشارت إلى أن أحد مبعوثي الشرق الأوسط أمضي 12 ساعة خلال يوم واحد يتحدث مع المسئولين الأمريكيين عبر الهاتف، لافتة إلى أن موقف الولاياتالمتحدة الذي أعلنته يوم السبت عن دعمها "عملية انتقال منظم للسلطة" يديرها اللواء عمر سليمان نائب الرئيس، جاء نتيجة هذه الضغوط. ونقلت عن أحد المسئولين الأمريكيين قوله إن الولاياتالمتحدة لا تستطيع تجاهل حلفائها، لأنهم يشكلون أهمية حيوية للولايات المتحدة، سواء كانوا موردين النفط مثل السعودية، أو لديهم نفوذ سياسي في واشنطن مثل إسرائيل. بدورها، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الأعداد الضخمة غير المسبوقة للمتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع يوم الثلاثاء بعد تأثرهم بالمقابلة التلفزيونية للناشط وائل غنيم، المدير التسويقي الإقليمي ل "جوجل"، كانت بمثابة صفعة لجهود الحكومة المصرية للوصول إلى انتقال تدريجي للسلطة ومحاولاتها تقويض الاحتجاجات وتصوير المحتجين كعملاء لقوى أجنبية. وأكدت أنه إذا تمكن المتظاهرون من التحالف بشكل كامل مع العمال، والذين تكون بداخلهم استياء كبير على مدى العقد الماضي من تدهور الأجور والتجاوزات الإدارية التي قد تصل لحد عدم دفع رواتبهم، فإن الانتفاضة المصرية ستتطور لتصبح ثورة وطنية شاملة. وأشارت إلى الإضرابات التي شهدتها المصالح الحكومية والمصانع في القاهرة والمدن الأخرى الأربعاء، لافتة إلى أن أسوأها بالنسبة للنظام هي الإضرابات بالشركات التابعة لقناة السويس، حيث قام أكثر من 6 آلاف عامل في شركات تقدم خدمات لقناة السويس بإعلان إضرابهم عن العمل. لكنها قالت إن العديد من العمال على الرغم من استيائهم الشديد حيال الأوضاع الاقتصادية، لا يبدو أنهم ملتزمون بتغيير النظام بقدر الشباب المتواجد في ميدان التحرير، وخلصت إلى أن الزخم الذي تجدد على مدى اليومين الماضيين يبدو أنه سيدفع الحكومة للتحرك على نحو أسرع.