تواصلت الاعتصامات العمالية بكفر الدواروالإسكندرية لليوم الثالث على التوالي للمطالبة برفع أجور العمال وتحسين أوضاعهم المعيشية، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات المطالبة بتنحية الرئيس حسني مبارك عن الحكم. ففي كفر الدوار اعتصم المئات من عمال وعاملات الملابس الجاهزة بشركة غزل كفر الدوار بعد يوم واحد من اعتصامات مماثلة فى شركتي الحرير الصناعي، وصباغي البيضا، كما اعتصم عمال مصنع الملابس الجاهزة، وذلك بعد الاعتصام الذي جرى أمس بباقي مصانع الشركة. وطالب المعتصمون بزيادة رواتبهم، وتعديل اللائحة الخاصة بهم، وتحسين نوعيات الخدمات المقدمة لهم. كما تظاهر المئات من عمال النظافة بمركز كفر الدوار، وفى باقي مراكز محافظة البحيرة للمطالبة بزيادة رواتبهم وتحسين ظروفهم المعيشية. وفي الإسكندرية، اعتصم نحو 1000 من عمال الخدمات بشركة أبو قير للأسمدة، ممن يعلمون بنظام "اليومية" من خلال أحد المقاولين ويدعى حسين العدوي. وطالب العمال بضرورة تحرير عقود عمل لهم تتبع الشركة وليس المقاول، واتهموا إدارة الشركة بالفساد لإصرارها على الاستعانة بمقاول توريد الأنفار بدلا من تعيينهم وتوفير ملايين الجنيهات التي تمنح لهذا المقاول سنويا دون وجه حق خصما من أجور هؤلاء العمال. كما طالب العمال أيضا بتنحية الرئيس مبارك، ومحاكمة رموز النظام الذين "نهبوا" أموال الشعب وهربوها للخارج. وتحت ضغط العمال وتوقف العمل بالشركة، اضطر المهندس احمد الجيار رئيس الشركة على إصدار قرار بعمل عقد لمدة عام مع العمال وفسخ عقد الشركة مع المقاول، حتى يعود العمال إلى خطوط الإنتاج وتحميل إنتاج الشركة من الأسمدة. كما تظاهر واعتصم عمال العديد من الشركات الأخرى بالإسكندرية، من بينهم عمال شركة مصر لصناعة الكيماويات بمنطقة المكس، وعمال شركة اسمنت بورتولاند بمنطقة وادى القمر، بالإضافة إلى عمال شركة الإسكندرية للغزل بمنطقة محرم بك، وعمال شركة "اونكس" للنظافة بالإسكندرية، وعمال السكة الحديد في ورش منطقة القباري. واتفقت مطال العمال جميعا على ضرورة زيادة رواتبهم وتحسين ظروفهم المعيشية، وتنحي الرئيس مبارك ورموز نظامه، ومحاكمتهم، واسترداد ما نهبوه من أموال الوطن. كما شهدت العديد من المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية اعتصامات وتظاهرات مطالبة برحيل مبارك، وتحسين ظروفهم المعيشية، وزيادة رواتبهم، منها مناطق كفر الزيات، والمحلة، ومدينة السادات، وحلوان. وتوقعت مصادر في الاتحاد المحلى لعمال الإسكندرية في تصريحات ل "المصريون" أن يتسع نطاق الاعتصامات والتظاهرات العمالية في كافة المناطق العمالية في مصر حتى يتم رحيل الرئيس مبارك، الأمر الذي قد ينعكس بالسلب على الوضع الاقتصادي للبلاد، وسط مخاوف من إمكانية تطوره إلى إضراب شامل.