اضطر عبد الله كمال رئيس تحرير "روز اليوسف" إلى مغادرة مكتبه في حراسة الأمن، بعد أن هاجمه عشرات الصحفيون وحاولوا الاعتداء عليه وطرده إلى خارج الجريدة في تصعيد للاحتجاجات من جانب العاملين بالمؤسسة. فقد اعتصم نحو ألف من العاملين بالمؤسسة، للمطالبة برحيل كرم جبر رئيس مجلس الإدارة وعبد الله كمال رئيس التحرير ومحمد عبد النور رئيس تحرير مجلة "صباح الخير"، بسبب ما وصفوها بالانتهاكات المتكررة ضدهم وعدم تحقيق العدالة داخل المؤسسة، وطالبوا بمحاسبتهم عن كافة المخالفات التي حدثت في عهدهم. وعلمت "المصريون" أن مجلة "صباح الخير" خسرت العام الماضي فقط مليونين ونصف مليون جنيه، وحققت مجلة "روز اليوسف" خسائر مماثلة، فيما سجلت جريدة "روز اليوسف" اليومية خسائر بلغت مليون ونصف مليون جنيه، ليصل حجم الخسارة الكلية 6 مليون ونصف مليون جنيه. وحصلت "المصريون" على أرقام التوزيع – بدون الاشتراكات، حيث بلغ نسبة توزيع مجلة "صباح الخير" (900 نسخة)، و"روز اليوسف" (3 آلاف نسخة)، وجريدة "روز اليوسف" (750 – 1200). وكان العاملون بالمؤسسة من صحفيين وإداريين أبدوا استياءهم إزاء سياسة كرم جبر رئيس مجلس الإدارة، خاصة وأنه كان يغلق باب مكتبه دومًا في وجوههم، وقام بإجراءات أثارت غضبهم، ومنها تبديل مواقع الموظفين ومصادر الصحفيين، وألغى إجازة يوم السبت، فضلا عن عدم وجود سيارة دفن موتى وتوقف أتوبيسات نقل الموظفين إلي منازلهم عن العمل منذ زمن طويل، إضافة إلى تراجع توزيع إصدارات المؤسسة. زاد من استياء الموظفين والعمال عدم اكتراث جبر باحتجاجاتهم، حيث أرسل إليهم أمس الأول عبد الصادق مصطفى الذي اعتذر لهم عن عدم تواجد رئيس مجلس الإدارة لوجود ضمن اجتماع مع عمر سلبمان نائب رئيس الجمهورية، على الرغم من أن الاجتماع كان مخصصا لرؤساء التحرير فقط. وحضر جبر في تمام السابعة مساء الثلاثاء ليقر حزمة من الإجراء لتهدئة الموظفين، منها صرف 1500 جنيه لجميع العاملين بدلاً من 750 التي كانت مقررة في 15 مارس المقبل، إضافة إلى العدول عن قراره بإلغاء إجازة يوم السبت، و التعهد بتحسين خطوط النقل، تكوين لجنة فنية لبحث مشاكل العاملين بالمؤسسة، فتح باب التعيين خلال شهر لجميع العاملين بالمؤسسة. لكن أن مجموعة من العمال تزعمهم أربعة موظفين هم: سمير مبروك، إبراهيم جاد، إبراهيم الشرقاني، سمير عبد الراضي هتفوا ضد رئيس مجلس الإدارة "برضه مش عاوزينك"، فقام جبر بمغادرة المؤسسة سريعًا. من جهة أخرى، أعلن العشرات من صحفيي "الأهرام" أمس دخولهم في اعتصام مفتوح، لليوم الثاني علي التوالي داخل مقر المؤسسة، احتجاجًا على عدم تعيينهم ضمن التعيينات الأخيرة التي جرت العام الماضي. وقال المعتصمون الذي انضم إليهم أمس عدد من صحفيي وإداري "الأهرام" في قليوب و6 أكتوبر، إن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير يتقاضيان أموالاً طائلة ويستأثران بكل مقدرات "الأهرام"، بينما يحصل الصحفيون على الفتات فقط. وعبر المتظاهرون عن استيائهم من استبعاد أكثر من 250 صحفيًا من قوائم التعيينات رغم عملهم بالمؤسسة لفترة طويلة تراوحت ما بين خمس وتسعة عشر عاما. كما عبروا عن رفضهم لما وصفوه ب "الفساد الإداري وسوء الأوضاع داخل المؤسسة"، وطالبوا بإلغاء الوساطة والمحسوبية لما شعروا به من ظلم خلال الفترة الأخيرة داخل مؤسساتهم، وردد المتظاهرين شعارات، من بينها: "مش عايزين الملايين..... مش عايزين غير التعيين"، "يا تعيين فينك فينك ..... عبد المنعم بينا وبينك". ورفض الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس الإدارة النزول من مكتبه لتهدئة المتظاهرين من شباب الصحفيين. وأكد المتظاهرون عدم خروج سعيد وأسامة سرايا رئيس تحرير "الأهرام" من الباب الرئيسي للمؤسسة تفاديا للقاء المتظاهرين، وبعد أن أصدر قرارًا بأنه لن يعين أحد طالما لم يمر عليه 15 عامًا. وفي مؤسسة "أخبار اليوم"، تظاهر العشرات من العمال والإداريين ضد رئيس مجلس الإدارة محمد بركات لتحسين أوضاعهم المادية وتعيينهم. وكشفت مصادر صحفية بالمؤسسة أن الصحفيين يعتزمون التصعيد ضد ياسر بركات رئيس تحرير "الأخبار" رغم شائعات سرت في أرجاء المؤسسة بأنه سيترك المنصب طواعية في يوليو المقبل. وفي مؤسسة "دار المعارف" أعلنت مصادر صحفية بمجلة "أكتوبر" أن الصحفيين بصدد تنظيم احتجاجات واسعة إزاء استمرار مجدي الدقاق في رئاسة التحرير، باعتباره أحد أجنحة الحزب "الوطني". وطالب الصحفيون بإنهاء ما وصفوه بالفساد والإداري بالمؤسسة، مؤكدين أنهم سيتقدمون ببلاغ للنائب العام خلال ساعات يتضمن كل المخالفات التي ارتكبها الدقاق. في الوقت الذي اتخذ فيه محمد علي إبراهيم رئيس تحرير "الجمهورية" بعض الإجراءات الاحترازية لمواجهة حركة الاحتجاجات التي تصاعدت وتيرتها ضده، حيث عدل من سياسة الجريدة التحريرية وبدأ بتحية ثوار التحرير بعد أن هاجمهم أكثر من مرة. وأكدت مصادر صحفية أنه شوهد أكثر من مرة يجلس في غرفة "الديسك المركزي" التي لم يزورها منذ تقلده منصب رئيس التحرير، واستعان بالزميل ناجي قمحة الذي كان يعمل مديرًا للتحرير إبان عهد سمير رجب رئيس التحرير الأسبق ليكون مسئولاً عن مجلس التحرير وأضافت المصادر أن وفد من الزملاء بالجريدة قابلوا جمال مكاوي عضو مجلس إدارة الجريدة وأبدوا لهم اعتراضهم علي انحدار مستوي الجريدة المهني، ووعدهم بأنه سيتم بتغيير رئيس التحرير نهاية فبراير الجاري.