كشف اللواء حسام سويلم, المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية, ل"المصريون", عن أسرار اغتيال اللواء محمد السعيد, مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية, الذى استشهد صباح الثلاثاء الماضى على أيدى مسلحين ملثمين بمنطقة الهرم بالجيزة. وأوضح سويلم أن المرحلة الثالثة من الاغتيالات بدأت بالفعل, حيث رصدت وزارة الداخلية وجود اتصالات بين عناصر إرهابية فى مصر، وتم إخطار شركات المحمول فى مصر برصد تلك المكالمات, مؤكدًا أن وزارة الداخلية تمكنت من تحديد عناصر إرهابية بالجيزة، وجارٍ التعامل معها. وعن اغتيال اللواء السعيد فى يوم محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى, قال "سويلم" إنه مقصود لإرباك المشهد الأمنى أثناء المحاكمة, مؤكدًا أنه تم رصد تحرك اللواء قبلها ب24 ساعة, وتم استهدافه لعلاقته القوية بوزير الداخلية، معتبرًا أن سلسلة الاغتيال فى مصر لن تنتهى، وإنما هى المرحلة الثالثة من مراحل الاغتيال, وكانت متوقعة. وأكد الخبير الأمنى, أن أسلوب الاغتيال يأتى بعد فشل الإرهابيين فى تحقيق أهدافهم فى السيطرة على مصر, مشيرًا إلى أنهم تلقوا الأوامر من رؤسائهم فى عدد من الدول التى لا ترغب فى استقرار مصر. وحذر "سويلم" لواءات الشرطة خلال الأيام القادمة من الاستهداف, وطالبهم بتغيير استراتيجية تواجدهم داخل وخارج أماكن أعمالهم, مؤكدًا أن هناك خطة يجب اتباعها، ويجب على جميع اللواءات أن يهتموا بأنفسهم خلال الأيام القادمة, قائلًا: "الإرهابيون يمتلكون ملفًا كاملاً بأسماء وعناوين وأماكن تواجد ضباط ولواءات الشرطة". فى نفس السياق, أكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية, أن المتهمين فى اغتيال اللواء السعيد, كانوا يستقلان دراجة بخارية بدون لوحات, وقاموا بانتظار خروج اللواء من منزله، ثم قاموا بإطلاق النيران عليه من مسافة تقترب من 15 مترًا، وكانت الإصابات مركزة للغاية، بحيث أصابت الرقبة والصدر إصابة مباشرة. وأشار إلى أن الإرهابيين يملكون أسلحة متقدمة، مستدلًا بذلك على استهداف اللواء سعد الجمل, مفتش الأمن بالوزارة على مسافة بعيدة، وهو وسط جنوده, مؤكدًا أن رجال الداخلية أصبحوا مستهدفين فى مصر هذه الأيام. من جانبه, قال اللواء نبيل فؤاد الخبير الأمنى، إن هذه الأحداث جاءت نتيجة للعنف المتزايد، وإن جماعة الإخوان وأنصارها يشعرون بالظلم من الداخلية، وأن حقهم لن يأتى إلا بالعنف المقابل، والذى ظهر بصوره المتعددة خلال الفترة الماضية، من حرق أقسام وانفجارات أمام مديريات الأمن واغتيال قيادات الداخلية، الأمر الذى يؤكد أن الجماعة تستهدف الشرطة، لأنها تتعامل معهم بعنف. وأضاف فؤاد، أن أنصار بيت المقدس، ومن يقف وراءهم من جماعات إرهابية يحاولون استنساخ ما حدث فى ثورة يناير، ومحاولة الضغط على الشرطة، حتى ينهار الجهاز، وإطالة أمد حالة عدم الاستقرار فى الشارع المصرى. ومن جانبه، أكد اللواء محمد على بلال، الخبير العسكرى، أن حادث اغتيال اللواء السعيد، ومحاولات التحريض ضد ضباط الشرطة ومحاصرة منازلهم وأسرهم ما هى إلا محاولات للإرهاب وتخويف عناصر الشرطة، وأن هذه العمليات التفجيرية والاغتيالات الأخيرة كانت متوقعة، تزامنًا مع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، وستستمر حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأضاف "بلال": "على الدولة أن تتخذ التدابير والإجراءات اللازمة، لمحاولة التقليل من هذه الأعمال الإرهابية، التى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى البلاد، من توفير سبل الحماية والوقاية والدفاع عن قيادات وكوادر وزارة الداخلية والمنشآت الحيوية، حتى وإن وصلت إلى إجراءات استثنائية، مثل "الأحكام العرفية وحظر التجوال وحملة الاعتقالات"، والتى ستكون من حق رئيس الجمهورية، حفاظًا على الأمن فى الشارع المصرى، وتقليل هذه العمليات الإرهابية، ولكنها لن تتوقف.