كشفت مصادر داخل الكرازة المرقسية عن اعتزام الأنبا شنودة بطريرك الكرازة القيام خلال الأيام القليلة القادمة برحلة علاجية إلى ألمانيا ، بعد تكرار شكواه في الفترة الماضية من متاعب صحية وآلام في العمود الفقري تزايدت خلال الأيام الأخيرة بما شكل قلقا كبيرا داخل أوساط الكنيسة المصرية . وأوضحت مصادر المصريون أنه من المقرر أن يتلقى البابا علاجه بمدينة ميونيخ ، وأن يتم عرضه أيضا على كبار إخصائيي النظر في ألمانيا ، مشيرة إلى أن البابا قد ينتهز تلك الفرصة ويلتقي بعد علاجه بكل من الأنبا دميان المسئول عن الكنائس المصرية في ألمانيا ، والقس بيجول باسيلي منسق العلاقة بين الكنيسة المصرية وأقباط ألمانيا والولايات المتحدة وكندا . إلا أن مصادر كنسية أشارت في حديث مع "المصريون " إلى أن قرار الكرازة المرقسية بسرعة سفر الأنبا شنودة للعلاج لا يتعلق بانهيار طارئ في حالته الصحية وإنما الهدف من ورائه تخفيف حدة الانتقادات التي وجهت له مؤخرا بسبب موقفه غير المفهوم من عدم حضور قداس الراهب متى المسكين الذي وافته المنية بدير الأنبا مقار بوادي النطرون أوائل الأسبوع الماضي ، حيث لم يقم البابا بحضور القداس أو بتكليف من ينوب عنه لتشييع جثمان الراهب متى المسكين، بل ولم يرسل أية برقية تعزية للرهبان من تلامذته في الأديرة المختلفة ، وهو ما دفع أقباط المهجر لتوجيه التعزية للشعب القبطي باسمهم نيابة عن البابا . والمعروف أن البابا كان على خلاف دائم مع الراهب متى المسكين 87 عاما منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، نظرا لأته كان يرى نفسه الأحق بالبابوية، لأنه أكبر من البابا شنودة بنحو 4 سنوات، فضلا عن أنه أقدم منه في سلك الرهبنة بنحو ست سنوات، إلا أنه تم استبعاده من الترشيح للبابوية بزعم أنه «يساري» . وعندما غضب الرئيس الراحل السادات من البابا شنودة عام 1981، استقبل الأب متى المسكين وعرض عليه منصب البابا ، إلا أنه رفض ونصح السادات بالتعامل مع البابا كزعيم روحي ، في حين يقول معارضو الأب متى المسكين إنه كان وراء فكرة استبعاد البابا شنودة آنذاك وإبقائه في الدير، واختيار لجنة خماسية تدير شؤون الكنيسة لم يكن من ضمنها . وقد آثر الأب متى المسكين الصمت طوال السنوات التي تلت استبعاد البابا منذ 1981، وتفرغ لتأليف الكتب الدينية والفلسفية، في الوقت الذي منع فيه البابا شنودة بيع وتوزيع بعضها في مكتبات الكنائس القبطية، وظل الأب متى المسكين لا يحمل سوى رتبة قمص، ولم يتم اختياره أسقفاً حتى رحيله. يذكر أن البابا شنودة كان قد سافر في نفس التوقيت من العام الماضي إلى أمريكا في رحلة علاج لم يكشف عن تفاصيلها فى حينه .. وترددت آنذاك أنباء عن عدم قدرته على الحركة والسيطرة على تصرفاته بسبب التهام كرات الدم البيضاء لكرات الدم الحمراء.. وهو ما أفقد البابا مناعته واقتضى نقله إلى أمريكا حتى يقيم فى مكان نظيف ونقى وحتى لا يصاب بأى ميكروب يؤدى به فى النهاية إلى الوفاة !.