لجأ مصري يدعى ناجي أنطوان حنا إلى طريقة مبتكرة للاحتجاج، من خلال الإقدام على تخييط فمه رغبة في عدم الكلام, ووقف أمام نقابه الصحفيين أمس، رافعا لافتة كتب عليها: "يسقط وزير الصحة"، احتجاج على رفض المجالس الطبية المتخصصة منحه قرارا بالعلاج على نفقة الدولة. وتحدث أنطوان بصعوبة قائلا ل "المصريون"، إنه قام بتخييط فمه رغبة في عدم الكلام, "لأننا في بلد لا يُسمع فيها صوت الفقير ولا الضعيف"، بعد أن أجرى الأطباء بمستشفى القصر العيني عملية جراحية "خطأ" في قدمه التي أصيب فيها بكسر، بعد أن حصل على قرار بالعلاج على نفقة الدولة، لكنه عندما ذهب للمرة الثانية فوجئ برفض المسئولين بوزارة الصحة بحجة أن المواطن له قرار واحد فقط. وروى قصة معاناته منذ البداية إلى أن انتهى به المطاف للوقوف احتجاجا أمام نقابة الصحفيين، فقال إن "البداية ترجع إلى عام 2009، وذلك عندما أصيبت رجلي فى حادث سيارة شرطة وتم نقلى إلى مستشفى هيليوبلس بمصر الجديدة، وهناك قاموا بتجبيس رجلي، لكن بعد بيومين اشتد الألم في رجلي فذهبت إلى عيادة خاصة، وهناك صرخ الطبيب فى وجهي، وقال لي: رجلك تم تجبيسها بالخطأ وتحتاج شريحة ومسمار وليست مصابة بكسر حتى يتم تجبيسها". وأضاف: "أبلغني أن عملية الشريحة تتكلف 7 آلاف جنيه، ونظرا لأنني لا أمتلك تدبير كل هذا المبلغ توجهت إلى المجالس الطبية المتخصصة، ومضيت فى إجراء خطوات العلاج على نفقة الدولة، وبالفعل بعد معاناة تم إصدرا قرار لي بالعلاج على نفقة الدولة وأجريت العملية فى مستشفى القصر العيني". غير أنه وبعد إجراء العملية- يقول- "لم أتمكن من المشي وأكد لي أكثر من طبيب في عيادة خاصة أن العملية التي تمت فى رجلي أجريت خطأ، مما تسببت فى مضاعفات فى رجلي كما تسبب فى حدوث غرغرينة منعتني من المشي، وطالب الأطباء إجراء عملية أخرى كمحاولة لإصلاح ما أتلفته العملية السابقة لكن فى أسرع وقت ممكن". وتابع: "لم يكن أمامي غير الرجوع إلى المجالس المتخصصة لكني فوجئت برفض تام، بحجة أن كل مواطن له قرار واحد فقط, بغض النظر إن كان أجرى عملية بالخطأ أم لا, فتوجهت لوزارة الصحة لمقابلة وزير الصحة، لكن هناك بالوزارة قالوا لي: الوزير مش بيقابل أي حد". واستدرك "فكرت أن ألجأ للكنيسة لعلمي أن الموضوع سيحل بسهولة، لكني قررت أن أسلك طريق كمصري وليس مسيحي واكتشفت أني مخطأ لأن المصري ليس له ثمن". وأضاف: "ذهبت لمستشفى ناصر وهناك قابلتني مديرة المعهد التي قالت لي: حتى لو نجحت فى إصدار القرار مرة أخرى, لن أجري لك العملية لأن وزير الصحة يرفض إجراء العملية بقرار على نفقة الدولة مرتين". وقال إنه بعد "أن قفلت الدولة بابها في وجههي قررت الاعتصام أمام نقابة الصحفيين، وتخييط فمي لعدم رغبتي في الكلام بعد أن تكلمت مرارا وتكرارا واشتكيت لكل من فى يديهم أن يساعدوني ولكن بدون مجيب". وتساءل أنطوان: ما ذنبي أن صدر لي قرار من وزارة الصحة وأجريت لي عملية خطأ، وقال إنه لم يضع أي طعام في فمه منذ ثلاث أيام ومنذ قيامه بتخييط فمه، منتظرا الموت السريع بدلا أن أموت من تجاهل الدولة وعلى رأسها وزير الصحة.