سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صُحف أمريكية تتساءل: هل سيصبِر المصريون على السيسي رئيسًا؟
"الديلي بيست": السيسي تمكن من إثبات دهائه السياسي إلا أنه لم يكشف بعد عن خططه لحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
"النيويورك تايمز": وزير الدفاع سيواجه تحديات أكثر تعقيدًا حينما يمسك بيديه مقاليد الحكم.. وليس بمقدور أي مرشح أن يكون "حجر عثرة" في طريقه للرئاسة "إنَّ السؤال المُلِح الذي بات يطرح نفسه الآن، هل سيصبر المصريون على السيسي وعلى رأسهم مؤيدوه في حال أصبح حاكماً للبلاد"؟ هكذا تساءلت مجلة "الديلي بيست" الأمريكية، مُعلقة على البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي يناشد فيه الفريق أول عبد السيسي للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وقالتْ إنَّه بذلك قد أُعطى "الضوء الأخضر"، للترشح بشكل رسمي بعدما تمت ترقيته إلى رتبة "مشير"، كما حدث مع الرئيس المخلوع مبارك. ورأتْ المجلة "الأمريكية" أنَّ السيسي استطاع أن يُثبت بذاته أنَّه لاعب سياسي يتسم "بالدهاء"؛ إلا أنَّه لم يكشف بعد عن خططه المتعلقة بكيفية حل المشاكل الاقتصادية المُتجذرة، والفقر، فالكيفية التي سيتصرف بها كحاكم للبلاد لم تتضح بعد. وقالتْ إن الرئيس المعزول محمد مرسي كان سبباً في القفزة الكبيرة التي شهدتها حياة السيسي، حينما قام بتعيينه وزيرًا للدفاع وهو على اقتناع بأنَّه جدير بثقته هذه، مشيرةً إلى أنَّ منصبه رئيسًا لجهاز المخابرات العسكرية جعله يتصف "بالحذر". ونقلتْ "الديلي بيست" عن دبلوماسي غربي قوله: "إنَّ السبب الرئيسي وراء ترشحه للرئاسة، على ما أعتقد، هو شعوره بأنَّه الشخص الوحيد القادر على التصدي للتحديات الأمنية التي تواجهها البلاد". وتوقعتْ المجلة الأمريكية، فوز السيسي في سباق الرئاسة "بسهولة"، علي حد وصفها؛ نظرًا لغياب أي منافسين جادين، ووسط مناخ الترهيب المؤيد للجيش، ولفتتْ إلى أنَّ اللافتات المؤيدة للسيسي تصدرت الاحتفالات بذكرى ثورة 25 من يناير في ميدان التحرير؛ لكن على بعد أميال قليلة في حي المهندسين، كانت هناك تظاهرات الإسلاميين المناهضة له، بالإضافة إلى الليبراليين الرافضين لعودة البلاد للحكم العسكري. وأشارتْ إلى أنَّ الموعد النهائي لإجراء الانتخابات الرئاسية لم يُحدد بعد؛ إلا أنَّه من المحتمل إجراؤها نهاية شهر إبريل المقبل. وأضافتْ أنَّ ترشح السيسي على ما يبدو ربما تم حسمه بعدما نحجت عملية تمرير الدستور الجديد للبلاد. وذكرتْ أنَّ الاستفتاء الذي قاطعة الإسلاميون، وبعض الجماعات المعتدلة كان يُنظر إليه على نطاق واسع، باعتباره يُمهد الطريق أمام وزير الدفاع؛ ليعلن عن ترشحه الرسمي للرئاسة؛ إذْ أنَّه حث المصريين قبل موعد الاستفتاء على ألا يصوتوا ب"لا" أو يقاطعونه؛ لئلا "يحرجونه أمام العالم"، على حد قوله. من جانبها، رأتْ صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية، أنَّه إذ ما تولي السيسي رئاسة البلاد سينبغي عليه التعاطي مع مجموعة من المطالب الأكثر تعقيدًا من تلك التي واجهها بوصفه قائدًا للجيش خلال فترة الأزمة، وأخرى أكثر تعقيدًا من تلك التي واجهها من سبقوه وجلسوا على هذا الكرسي، مشيرةً إلى أنَّ الاضطرابات التي صاحبت الثورة قد سلطت الضوء على فشل النظام الذي تعمل فيه كل مؤسسة من مؤسساته بشكل شبه مستقل مثل القضاء والشرطة والمؤسسة العسكرية. ونقلتْ "الصحيفة" عن منى الغباشي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "برنارد" قولها: "إنَّه مجتمع يعاني من حالة استقطاب كاملة، ومضطرب تماماً.. إنَّها ليست الرئاسة الملكية التي خلقها عبد الناصر وورثها السادات ومبارك". ورأتْ "النيويورك تايمز"، أنَّ السيسي استطاع خلال عامين تولى فيهما منصب وزير الدفاع، وأصبح الحاكم الفعلي للبلاد بعد الإطاحة بمرسي، أنْ يجمع ما بين "دهاء" رئيس جهاز مخابرات عسكري، وكونه سياسيًا "بالفطرة"، وهنا نجح في الجمع غير المسبوق ما بين السلطة، والشعبية التي لم تشهدها مصر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. واعتبرتْ أنَّه سعيه لتولي مقاليد البلاد بشكل رسمي يُقدم على مواجهة تحد أعظم وأكثر خطورة، فتعزيز الإعلام الرسمي والخاص لصورته "كمنقذ وطني"، ستُحتم عليه التعاطي مع شعب أصبح "صعب المِراس" على الصعيد الداخلي؛ فلا يزال هناك قطاع عريض من الشعب لديه رغبة في التظاهر، على الأقل مئات الآلاف من أنصار المعزول مرسي الذين يرفضون الحكومة الحالية بشكل واضح، فضلاً عن التمرد الإرهابي العازم على تقويض أي أمل يحقق استقرار البلاد. ونقلتْ عن سامر شحاتة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "أوكلاهوما"، قوله: "أعتقد بأنَّ الاقتصاد كفيل وحده بإسقاط أي شخص في هذا المنصب؛ فلا تزال جميع القضايا التي أشعلت ثورة 25 من يناير موجودة، البطالة والتهميش السياسي للشباب والدعم الغذائي والطاقة.. فالتظاهرات وأعمال العنف من شأنها سحق أي أمل للتعافي العاجل لقطاع السياحة المحوري.. ولا يمتلك أحد الإرادة اللازمة لاتخاذ الإجراءات الضرورية، والشاقة لدفع البلاد إلى الأمام". وقالتْ الصحيفة الأمريكية إنَّ أنصار السيسي يزعمون بأنَّ مكانته بوصفه يتمتع بكاريزما "البطل القومي" ستُمكنه من الخروج من المأزق الذي تشهده البلاد. وأفادتْ بأنَّ السياسات أو البرامج التي ربما سيتبناها السيسي خلال حملته الانتخابية لم تتضح بعد؛ لكن السمة الأبرز للستة أشهر التي أدار فيها شئون البلاد، هي الحملة التي كانت غالبًا قاسية، وقاتلة، على حد وصف الصحيفة، المُستهدفة لجماعة "الإخوان المسلمين"، والمعارضين الليبراليين أيضاً. واستبعدتْ أن يُصبح بمقدور المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات، والذين كانوا قد دخلوا السباق في 2012، أنْ يكونوا "حجر عثرة" في طريق السيسي؛ لأن يصبح الرئيس السادس لمصر، والخامس من بين صفوف المؤسسة العسكرية. ولفتتْ إلى أنَّ الفريق السيسي كان قد رد على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرافضة للإطاحة بمرسي، وحملة المداهمات التي استهدفت أنصاره بكلمات "قاسية"، قائلاً: "لقد تخليتم عن المصريين، وأدرتم ظهركم لهم، ولن ينسوا لكم هذا الموقف.. الآن ترغبون في مواصلة إدارة ظهركم للمصريين؟! وذلك خلال حوار أجرته معه صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، في أغسطس الماضي. وتابعتْ "النيويورك تايمز" أنَّه على الرغم من ذلك؛ إلا أن وزير الدفاع المصري على علاقة وثيقة بنظرائه الغربيين، لقد تدرب في الكلية العسكرية في بريطانيا، والولايات المتحدة، وكان نقطة اتصال رئيسية ما بين القادة العسكريين المصريين والإسرائيليين، بوصفه رئيساً لجهاز الاستخبارات العسكرية.