قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قوات الأمن مازالت لم تحدد حتى الآن مصدر الصواريخ التي تم إطلاقها على مدينة إيلات، الحدودية المتاخمة لمصر، إلا أن التقديرات تشير إلى أن قذيفتين "كاتيوشا" سقطتا في مناطق مفتوحة، ويبدو أنهما أطلقتا من شبه جزيرة سيناء، بواسطة إحدى الفصائل المنتمية لحركة الجهاد العالمي. وذكرت الصحيفة في تقريرها أنه "ما زال من غير الواضح هل القصف كان نتيجة للصراع بين قوات الأمن المصرية والتنظيمات "التخريبية" في سيناء أو نتيجة لتوتر أخر قائم بين الفلسطينيين في قطاع غزة من جهة وبين إسرائيل ومصر من جهة أخرى؟". وأشارت إلى أن منظمات الجهاد في سيناء أطلقت صواريخ كاتيوشا على إيلات في الماضي، وقامت بعمليات اختراق عدة مرات للأراضي الإسرائيلية للقيام بعمليات إرهابية، وذلك كجزء من الحرب التي تديرها ضد تل أبيب وضد السلطات المصرية، علاوة على ذلك فإن منظمات فلسطينية في القطاع، وفصائل متطرفة منتمية للجهاد العالمي وأحيانا منتمية لنظام حكم "حماس" نفسه، تدير منظومة علاقات مع حركات الجهاد في شبه الجزيرة المصرية. ولفتت إلى أنه منذ إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل 3 أعوام، وقعت عدة حوادث جندت فيها تنظيمات فلسطينية جماعات في سيناء لقصف مدينة إيلات، كوسيلة ضغط أو حركة انتقام ضد تل أبيب على خلفية الوضع في غزة، مضيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية ستدقق في الأمر إذا كان القصف يأتي على خلفية مشابهة هذه المرة. وقالت إنه "قد تمر عدة أيام قبل أن يصبح من الممكن معرفة المسئول على القصف، المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية تقوم بجهود تعقب وراء منظمات الجهاد العالمي في سيناء، لكن تل أبيب مازالت تلقى عقبتين مركزيتين فيما يتعلق بمواجهتها للإرهاب على الحدود، مع لبنان وسوريا ومصر وغزة، فأولا لديها معلومات ضئيلة عن نشاطات اللاعبين الجدد في حلبة الإرهاب مقارنة بمعلوماتها الأكثر عن منظمات كحماس وحزب الله اللبناني.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "من الصعب استهداف منفذي العمليات الإرهابية، إذا ما نجحت في تحديد هويتهم؛ فهم ليس لديهم معسكرات محددة يمكن التعامل معها، ومن ناحية أخرى يصعب على تل أبيب العمل في الأراضي المصرية، وفي حالة إيلات هناك صعوبة تتجلى في الموقع الجغرافي للمدينة، التي تقع في ممر ضيق بين الأراضي المصرية والأردنية، ما يرهق منظومة القبة الحديدية في التعاطي مع الصواريخ". وذكرت أن منظومة الأمن الإسرائيلية تتمنى انتهاء التصعيد الحالي في القطاع، ولديها انطباع أنه لا حماس ولا الجهاد الإسلامي معني حاليا بالدخول في مواجهة شاملة مع تل أبيب، موضحة أن حماس اتخذت خلال الأيام الأخيرة عدة خطوات للجم الفصائل الفلسطينية الأصغر بعد تهديد تل أبيب بتوسيع ردها العسكري، مضيفة أنه منذ بداية يناير لوحظ ارتفاع عدد الصواريخ التي أطلقت من غزة، وطالما أن حماس ليست اللاعب الوحيد في الحبلة، فإن الخوف هو وقوع حوادث أخر من شأنها أن تؤدي إلى الاشتعال أكثر فأكثر، حتى لو كان اللاعبون المركزيون إسرائيل ومصر والحركتان الفلسطينيتان الكبريتان لا تريدان مثل هذا الاشتعال. وبعنوان "قاعدة الإطلاق البديلة للجهاد الإسلامي"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه بعد قيام نظام حماس بمنع التنظيمات الفلسطينية المارقة من إطلاق الصواريخ، توجهت تلك التنظيمات لنظيرتها الجهادية في شبه جزيرة سيناء، موضحة في تقرير لها أن قصف إيلات الأخير يهدف إلى تأجيج التوتر بين الجيشين المصري والإسرائيلي. وأضافت أن التنظيمات الفلسطينية بالقطاع تقوم بإرسال نشطاء تساعد الجماعات في سيناء فيما يتعلق بالنواح التقنية والفنية لإطلاق الصواريخ، لافتة في تقريرها إلى أن حركة حماس تحظر إطلاق الصواريخ على تل أبيب في أعقاب تحذيرات النظام المصري، وكذلك الجهاد الإسلامي الفلسطيني الذي يعمل تحت رعاية ومساعدة طهران وجهت إليه تحذيرات بعدم انتهاك التهدئة التي توسطت فيها وراعتها القاهرة بعد عملية عمود سحاب. واختتمت تقريرها بالقول إن الجماعات الجهادية التي تنشط في سيناء لديها أسبابها لقصف تل أبيب بالصواريخ، أول هذه الأسباب هو محاولة خلق توتر قد يصل لدرجة الاشتعال بين جيش مصر وإسرائيل، عبر إطلاق الصواريخ على تجمعات سكنية إسرائيلية مثل مدينة إيلات، وهذه الجماعات تدرك أن تل أبيب لا يمكنها التغاضي لفترة طويلة عن عمليات قصف من هذا النوع.