فيما عدها الكثيرون دليلا على عدم اهتمام الحكومة المصرية بحياة أبناءها وافقت وزارتا التجارة والصناعة والمالية على طلب من الحكومة العراقية بإيفاد خبراء اقتصاد ودراسات جدوى ومحاسبات مالية واستثمار لدراسة السوق العراقية وتطوير مناخ الاستثمار هناك وذلك خلال الزيارة السرية التي قام بها للقاهرة وزير التجارة العراقي وعقد خلالها عديدا من اللقاءات التي أحيطت بالكتمان مع كل من يوسف بطرس غالي ورشيد محمد رشيد ومحمود محيي الدين. وقد طالب الوزير العراقي خلال اجتماعاته مع المسئولين المصريين بإرسال وفد مصري من كافة التخصصات للمساهمة في تطوير النظام الاستثماري وإخضاعه لحزمة من القواعد والنظام والبنية القانونية والتي تفتقدها العراق حاليا. أشار المسئول العراقي إلى أن بغداد تعول كثيرا على الدعم المصري في هذا المجال للاستفادة من التجربة المصرية بشكل يجعل الاقتصاد العراقي قادرا على جذب الاستثمارات الأجنبية وإعداد وتدريب الكوادر العراقية للعمل في هذا المجال الحيوي. وقد حذرت مصادر من الموافقة المصرية على إيفاد هذه البعثة إلى العراق استجابة لطلب الوزير العراقي الذي أشار إلى أن هناك مرونة مصرية كبيرة في الاستجابة لهذه المطالب خصوصا أن القاهرة بإقدامها على هذه الخطوة فإنها تلقي بأبنائها في النار في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة وعجز الحكومة العراقية عن تقديم ضمانات بحماية هؤلاء الخبراء. وأبدت المصادر استياءها البالغ من تناسي الحكومة المصرية لمأساة خطف السفير إيهاب الشريف وتجاهلها لوجود جهات معادية لأي دور عربي فاعل في العراق ناهيك عن أن المقاومة العراقية تعتبر هذا الوفد دعما للاحتلال الأمريكي للعراق مما يجعلها أهدافا مشروعة.