من الأفضل لمصر أن يتوارى أمثال الدكتور مصطفى الفقي من المشهد تماما. بلادنا مهددة بسببهم بالاعصار التونسي. بانتفاضة الخبز والكرامة والدفاع عن العقيدة. منذ ثلاثة أعوام التقط مصور موهوب يعمل في جريدة الوفد صورة للدكتور الفقي وهو يغط في نوم عميق أثناء جلسة حيوية لمجلس الشعب، وكانت الصورة تشير إلى أنه في حالة "شخير".. السبب الذي جعل عدسة المصور تنتبه إليه وتلتقط صورته التي فوجئ بها منشورة في الصفحة الأولى فاتصل بالزميل أنور الهواري رئيس تحريرها في ذلك الوقت معاتبا وغاضبا. يبدو لي أنه نائم حتى الآن عما يحيط بمصر التي يتولى أهم منصب برلماني فيها وهو رئاسة لجنة الأمن القومي والشئون العربية والخارجية بمجلس الشورى. المفترض أنه مفكر كبير.. لكنه يرمي بالفكر وبالأمن القومي عرض الحائط عندما يصر على أن مشكلة بناء الكنائس وراء تفجير كنيسة القديسين، وأنه سيتكرر مرات ومرات إذا لم تحل. قال ذلك في ندوة القاها داخل كنيسة في القاهرة. مصطفى الفقي أقل مستوى في الوعي السياسي من صفوت الشريف الذي عنف بشدة رفعت السعيد عندما ربط أيضا بين ما يقال إنه مشكلة في بناء الكنائس وبين حادث التفجير زائدا عليه أكذوبة ان منشورات توزع في المنيا تفتي بعدم تهنئة المسيحيين في عيدهم! كان يجب أن يحال رفعت السعيد إلى النيابة العامة لأن أكذوبته تلك تثير فتنة طائفية. أيضا الفقي يثير فتنة طائفية عندما يقول في ندوة حضرها مئات المسيحيين داخل الكنيسة منذ يومين "إن بناء الكنائس في يد وزارة الداخلية وبناء المساجد في يد وزارة الأوقاف وكلاهما بالطبع يقف حجرة عثرة أمام خروج القانون الموحد لبناء دور العبادة"! ما بين القوسين كلام المفكر الكبير الذي لم يسمع باعصار تونس ويبدو أنه كحال النظام الديكتاتوري هناك الذي كلف مفكريه من أمثال الفقي للخروج على شاشات الفضائيات العالمية لنفي أن الوضع خرج عن السيطرة، وأن قوات الأمن تستخدم القوة بافراط مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. الصور الحية تملأ العالم وهم يقولون لا قتلى ولا جرحى ولا مصادمات.. وكل ما تسمعونه من اختلاق المتطرفين الدينيين! لم يسمع المفكر الكبير الذي يبدو أن غفوات نومه الطويلة في مجلس الشعب انتقلت معه إلى مجلس الشورى، أن النظام في القاهرة يراقب عن كثب ما يجري عن تونس، وأنه جاء الوقت لكي يخلد إلى نوم مريح في فراشه، خير له من أن يجر البلد بتصريحاته وأفكاره السوداء إلى انتفاضة أو ثورة غضب على النموذج التونسي. لأنه لا يشاهد شيئا مما يجري، أقول له إن السياج الحديدي الذي فرضه الديكتاتور التونسي على ما يجري لم يمنع العالم من رؤية حرب الشوارع والنقابات واندفاع الناس دفاعا عن حريتها وشجاعتها في مواجهة الفساد. إننا نعيش يا دكتور زمن المعلومة التي لا يمنعها حراس البوابة الأشداء القساة.. زمن تويتر والفيسبوك واليوتيوب. هذا لأوفر عليك السؤال عندما تصحو: كم لبثت؟! طبعا مع شتان الفارق بينك وبين أهل الكهف.. [email protected]