اسكندر: عجز الحزب عن الحشد يؤكد تراجع شعبية التيار الدينى.. نوح: الخلافات بين رموزه هى السبب.. وعلم الدين: الاتهامات نكران الجميل
على الرغم من وقوفه بكامل قوته وطاقته للحشد لعملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، إلا أن التيار المدني شن هجومًا لاذعًا على حزب "النور" السلفي، متهمًا إياه بالعجز عن الحشد بشكل ظهر جليًا بالمحافظات التي تشكل معاقل تقليدية له؛ وأبرزها الإسكندرية والبحيرة، التي لم تتجاوز نسبة التصويت فيهما أكثر من 10%، على الرغم من أنه تعهد بحشد الجماهير دعمًا للدستور. لم يتوقف الهجوم عند هذا الحد، إذ طالبت شخصيات قيادية بالأحزاب الداعمة ل "ثورة 30 يونيه" باستبعاد الحزب من "خارطة الطريق"، التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، باعتبار أن الرهان عليه لتوفير غطاء إسلامى للعملية السياسية أثبت فشله الذريع, ولم يظهر أى قدرة على دعم الدستور رغم أنه تعهد بذلك خلال الأيام السابقة للاستفتاء. واعتبر أمين إسكندر القيادى ب "التيار الشعبى", أن نسبة التصويت في الاستفتاء عكست العجز الشديد لدى حزب "النور" فى حشد قواعده، لكنه قال إنه لم يتفاجئ بذلك "نظرًا لتراجع الدعم الشعبى للقوى الإسلامية غير المعتدلة وفى مقدمتها الإخوان المسلمين والسلفيين". وقال إن انضمام حزب "النور" ل "خارطة الطريق" لم يعكس الفائدة المرجوة منه، بل قد يكون أضر بها ضررًا بالغًا، متوقعًا "الانهيار الحاد فى شعبية حزب النور خلال انتخابات مجلس النواب القادم", مشيرًا إلى أن "الرأى العام في مصر لم يعد يراهن إلا على الأزهر كممثل حصرى للإسلام المعتدل". فيما عزا مختار نوح القيادى الإخوانى المنشق, فشل "النور" فى الحشد إلى تركيبة التيار السلفى وفى القلب منه الحزب و"الدعوة السلفية"، قائلاً: "مشكلة التيار السلفى متشعبة وجذرية فأنصار الشيخ حسين يعقوب مثلاً لا يلقون بالًا بآراء الشيخ فوزى السعيد وأنصار الأخير لا يهتمون بآراء الشيخ محمد حسان وتلاميذ هؤلاء لا يعبأون ولا يستمعون لحديث الشيخ ياسر برهامى ولا يقتنعون به من قريب أو بعيد". ورأى أن هذه "الخلافات والتباينات أثرت بالسلب على قدرة الحزب على الحشد, لاسيما أنه تعرض كذلك لحملة شعواء خلال الفترة الأخيرة أثرت على تأييد قواعده له وبالتالى على قدرته على الحشد", متوقعًا أن تكشف الانتخابات البرلمانية القادمة عن تراجع شعبية الحزب. فيما اعتبر الدكتور محمد حجاج، الأمين العام ل "مجلس أمناء السلفية"، أن فشل حزب "النور" فى الحشد خلال الاستفتاء على الدستور يعد أمرًا طبيعيًا، لأنه "لم يعد له وجود على الأرض بل أن أنصاره انفضوا عنه ولم يعد له أنصار أو قواعد واقتصر الأمر فقط على بعض المنتفعين". وحمل حجاج، الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس "الدعوة السلفية"، مسئولية الانهيار الذى تعرض له الحزب والدعوة السلفية خلال الفترة الأخيرة, مشيرًا إلى أن "قبضته الحديدية أسهمت فى انفضاض أغلب الأنصار عن الحزب". في المقابل، اعتبر الدكتور خالد علم الدين عضو الهيئة العليا لحزب "النور" هذه الاتهامات "جزءًا من إنكار الجميل خصوصًا من جانب ما يطلق عليه القوى المدنية متسائلا إذا كان حزب النور قد فشل فى الحشد فمن أذن الذى حشد لدعم نعم للدستور. وأضاف: "عقدنا أكثر من 155مؤتمرًا شعبيًا حاشدًا فى كل محافظات الجمهورية فيما أكتفت أحزاب الوفد والمصريين الأحرار بالجهاد الإعلامى للدعوة ب "نعم للدستور" دون أن يكون لها وجود على الأرض فيما بذل الحزب جهود خارقة لتمرير هذا الاستفتاء". واعتبر أن "الحزب خاض المعركة الأشرس لخوض الدستور، حيث استهدف إقناع القاعدة الشعبية المؤيدة للشرعية بفرضية أن هذا الدستور يحترم الشريعة الإسلامية ولا يخل بها فيما كانت المعركة الأسهل على حشد الأقباط الداعم التقليدى لثلاثين يونيه لدعم الدستور". ولم يستبعد علم الدين أن يكون الهدف من الاتهامات لحزب "النور" تشويه صورته وإضعاف قدرته على حصد مقاعد تناسب قوته فى الشارع السياسي قبل الانتخابات البرلمانية القادمة. بدوره، رفض الدكتور قدرى حنفى أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس, الحملة على حزب النور، معتبرًا أن "الوقت مازال مبكرًا لتفتيت جبهة 30 يونيه بل مازالت هناك استحقاقات تتطلب توحيد الصفوف فى مواجهة الإخوان وحلفائهم الذين لم يرفعوا الراية البيضاء حتى الآن".