حمل قادة المنظمات اليهودية في أمريكا اللاتينية وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مسؤولية تدهور العلاقات بين إسرائيل ودول القارة. وقالت مصادر سياسية في إسرائيل: إن يهود أمريكا اللاتينية قلقون من التطورات الجديدة، وسيعبرون عن هذا القلق في المؤتمر الذي تعقده الجامعة العبرية في القدس، نهاية الشهر المقبل، للبحث في أوضاع اليهود في هذه القارة، وكيفية مجابهة الأوضاع الجديدة". وأكد هؤلاء القادة أن الاعتراف الجماعي لدول هذه القارة بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة، هو تعبير عن فشل الحكومة الإسرائيلية كلها، وبشكل خاص وزير الخارجية ليبرمان. وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط". وتعليقا على قرار تشيلي، في نهاية الأسبوع الماضي، الاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، عاصمتها القدسالشرقية، ورفع درجة الممثلية الفلسطينية إلى مستوى سفارة. قال الصحفي يتسهار ليفي: إن دول أمريكا اللاتينية، باستثناء كوبا وفنزويلا، حافظت خلال سنين طويلة على علاقات ودية مع إسرائيل، وعلى موقف متوازن تجاه الصراع في الشرق الأوسط". وأضاف "لكن هذا الموقف بدأ يتغير منذ الجولة التي قام بها ليبرمان للمنطقة وشملت البيرو وكولومبيا والبرازيل والأرجنتين". مشيرا إلى أن إهمال دول كبيرة وغنية ومهمة مثل البرازيل والأرجنتين وتشيلي ودول أفريقية كثيرة، كان خطأ استراتيجيا. وأشار يتسهار إلى أن "الاتجاه في العالم بات واضحا، فكلما استمر الجمود في المفاوضات، تخسر إسرائيل مكاسبها السياسية الواحدة تلو الأخرى. وما إن تنتهي سنة 2011 حتى يكون العالم كله يعترف بفلسطين ويحاصر إسرائيل ويفرض عليها عزلة سياسية خانقة". ويتفق مع هذا الرأي، أفريام دافيدي، الباحث في شؤون أمريكا اللاتينية، الذي يقول إن البذور السيئة التي غرسها ليبرمان في تلك الدول كانت سامة، وهذا كان معروفا حتى خلال الزيارة، لافتا إلأى أن هذه الجولة لم تتم بهدوء. وثارت ضدها حملة احتجاج واسعة في تلك الدول. فأينما حل ليبرمان أقيمت مظاهرات شعبية تطالبه بوقف الحصار عن قطاع غزة، ووقف الاستيطان التوسعي، والعودة إلى المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية. وأشار دافيدي إلى أن قسما كبيرا من قادة المنظمات اليهودية في دول أمريكا اللاتينية هاجموا زيارة ليبرمان ونشروا بيانات تتحدث عن ليبرمان ك"قائد يميني عنصري يشوه سمعة اليهود بالقوانين العنصرية التي يسنها والتصريحات العنصرية التي يطلقها ضد فلسطينيو 48 وضد الفلسطينيين بشكل عام". وذكر من بين هذه المنظمات "أيكوف" المنظمات التقدمية للثقافة اليهودية في الأرجنتين وشبكة مدارس "شالوم عليخم" وأصدقاء حركة "السلام الآن" الإسرائيلية وفرع أمريكا اللاتينية لحزب "ميرتس" الصهيوني اليساري في إسرائيل. وقال دافيدي إن كل صحيفة أجرت لقاء مع ليبرمان وسمعت آراءه في مختلف القضايا، خرجت بانطباع أنه عدواني ليس فقط ضد الفلسطينيين، بل أيضا ضد دول أميركا اللاتينية. فقد حاول تحريض بعضها على بعض وتحت شعار "مكافحة الإرهاب" حاول دق الأسافين بينها وبين الدول العربية الصديقة وتجنيدها ضد العرب والإسلام عموما وضد الفلسطينيين بشكل خاص.