ألغت كلية دار العلوم جامعة القاهرة أمس امتحان 23 طالبة منتقبة، فيما تم تحذير أكثر من ألف طالبة أخرى من نفس المصير فى حالة إصرارهن على ارتداء النقاب داخل لجان الامتحان. جاء ذلك خلال جولة تفقدية لعميد الكلية الدكتور محمد صالح داخل لجان امتحان الفرق الدراسية المختلفة، حينما أمر بعض الطالبات المنتقبات بالكشف عن وجوههن، وعندما احتجت الطالبات بصدور حكم قضائي من المحكمة الإدارية العليا بتمكينهن من أداء الامتحانات بالنقاب ثار العميد واعتبر الكشف عن وجوه المنتقبات حقًا له حتى يتأكد من هوية كل طالب في لجان الامتحان. وخير الطالبات بين خلع النقاب أو إلغاء امتحاناتهن فاختارت تسع طالبات من الفرقة الرابعة وسبعة من الثانية وسبعة من الأولى مغادرة لجان الامتحان، بينما قامت الطالبات الأخريات بالكشف عن وجوههن انصياعا لرغبة العميد. وكان لافتا أن تشدد العميد تجاه الطالبات المنتقبات جاء بعد أقل من 24 ساعة فقط على إبداء الكلية مرونة واضحة تجاه المنتقبات والتعهد لهن بتخصيص فتيات للمرور عليهن باللجان للتأكد من هويتهن. وفسرت مصادر الكلية موقف العميد بتلقيه تعليمات مشددة من نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب تقضي باستمرار حظر النقاب داخل لجان الامتحان على الرغم من تصريحات سابقة لرئيس الجامعة الدكتور حسام كامل أكد فيها الالتزام بتنفيذ أي أحكام قضائية تصدر بهذا الشأن. وقالت المصادر إن رئيس الجامعة طلب من كلية الحقوق البحث عن أي ثغرة قانونية لمنع الطالبات الحاصلات على أحكام نهائية تمكنهن من دخول اللجان بالنقاب فأشارت عليه الكلية بوجوب السماح للطالبات بدخول لجان الامتحان بأي شكل يريدنه ثم مطالبتهن داخل اللجان بكشف وجوههن بشكل مستمر، بحجة التأكد من شخصيتهن، تنفيذا لقواعد الامتحان التي تسمح لملاحظي اللجان وأعضاء لجنة الامتحان بالتأكد من هوية الشخص الممتحن متى تسنى له ذلك. . من جانبه، وصف نزار غراب محامي الطالبات المنتقبات تصرف العميد بأنه "حرب واضحة على النقاب"، وقال إن إصرار مسئولي الجامعة على تجاهل حكم المحكمة الإدارية العليا الصادر بتمكين الطالبات من أداء الامتحان بالنقاب "دليل على أن من يحرك تلك الحرب لا يعبأ بقوانين الدولة وأحكام القضاء وإن مواجهته النقاب مواجهة شخصية منه لرمز إسلامي". وحذر غراب من أن استمرار تجاهل أحكام القضاء النهائية بهذا الشأن سوف يدفع الطالبات إلى رفع جنح مباشرة بالحبس والعزل ضد كل مسئول يقف فى طريق تمكينهن من دخول اللجان بالنقاب بعد إغلاق كل الطرق للتصالح والانصياع لأحكام القضاء.