سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك أكد أن مرتكبيه لن يفلتوا من العقاب .. نقابة الصحفيين تدين حادث الإسكندرية ووقفة احتجاجية للمحامين اليوم واتحاد الأطباء العرب يشير إلى أياد خارجية
أعلن الرئيس حسني مبارك أن انفجار كنيسة القديسين في الإسكندرية، يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية، تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب، لكنه شدد على أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر، وأنه سيتم تعقب المخططين والمتورطين فى الحادث. وأضاف خلال كلمة وجهها السبت إلى الأمة بعد ساعات من وقوع الحادث، "لقد طالت يد الإرهاب ليلة أمس ضحايا أبرياء بعملية إرهابية.. تحمل فى طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها". وأكد أنه سيتم تعقب المخططين لهذا العمل الإرهابي ومرتكبيه وملاحقة المتورطين فى التعاون معهم، وتابع "أقول لهم أن دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربص بنا..أقول لهؤلاء المتربصين، لقد كسبنا معركتنا مع الإرهاب فى سنوات التسعينات، وتخطئون خطأ فادحا إن ظننتم أنكم بمنأى عن عقاب المصريين". وشدد مبارك على أنه لن يسمح بالمساس أو الاستخفاف بأمن مصر القومي، قائلا "أمن مصر القومي هو مسئوليتي الأولى لا أفرط فيه أبدا، ولا أسمح لأحد أيا كان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا". وقال إن هذا العمل الآثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين الأقباط والمسلمين، وأنه هز ضمير الوطن وأوجع قلوب المصريين مسلميهم وأقباطهم، وأن دماء الشهداء المسلمين والأقباط امتزجت على أرض الإسكندرية، لتؤكد أن مصر برمتها هي المستهدفة. وكان الرئيس قد أصدر تعليماته في وقت سابق تعليمات بالإسراع في تحقيقات حادث الانفجار، لكشف ملابسات هذا العمل الإجرامي وتعقب مرتكبيه ومن يقفون وراءهمز وأعرب عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا، وأهاب بأبناء مصر - أقباطا ومسلمين - أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه. من جانبها ، أدانت نقابة الصحفيين في بيان التفجيرات التي وقعت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المسيحيين والمسلمين. وقالت إن أصابع الاتهام تشير إلى الخارج لكنها طالبت بمزيد من اليقظة أمام تلك المحاولات التي قالت إنها لم ولن تهدأ لتمزيق الأمة، والتي تمتد إلى كافة الدول العربية من العراق شرقا إلى المغرب غربا. وأبدت استنكار جميع الأديان السماوية لمثل هذا السلوك الذي قالت إنه لا ينبع إلا من القتلة المأجورين أصحاب الأهداف المشبوهة والذين لا يهمهم إلا اللعب على وتر نشر بذور الفتنة والوقيعة بين عنصري الأمة بفجور واضح وإصرار كبير . ودعت كل طوائف الشعب المصري إلى نبذ مثل هذه الأعمال وعدم الوقوف أمامها بسلبية، كما طالبت الحكومة المصرية والحكومات العربية بأن تكون أكثر يقظة لمواجهة مثل هذه الأعمال. من جهتها دعت لجنة الشئون السياسية بنقابة المحامين كافة القوى الوطنية إلى المشاركة في وقفة احتجاجية ستنظمها ظهر اليوم لتنديد بتفجيرات الإسكندرية، مؤكدة على عقد مؤتمر جماهيري بالإسكندرية خلال الأيام القادمة. واستنكرت اللجنة فى بيان الحادث ووصفته بالخسيس، محذرة من أن يكون وراءه "العدو الصهيوني"، وطالبت منظمات المجتمع المدني والمتخصصين في الدعم النفسي لمصاب الكوارث بسرعة التحرك نحو الضحايا للتخفيف عنهم فى مصيبتهم. ودعات الجميع إلى بضبط النفس وعدم الانصياع لتلك الدسائس التي تحاول أن تشرذم نسيج الأمة وتزعزع روح الوحدة الوطنية. من ناحيته، قال اتحاد الأطباء العرب إن يدين بكل قوة الانفجارات، وأضاف إنه "إذ يشير بكل يقين إلى الأيادي الخارجية التي تريد شق وحدة الوطن وتهديد سلامه الاجتماعي ونشر الاضطراب والفوضى بين أبنائه يناشد الجميع مسلمين وأقباط الانتباه الشديد الى ما يراد لهذا الوطن العظيم من تهديد بنائه القومى والعبث بجذور وحدته الوطنية والاجتماعية". واعتبر الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، أن ما حدث بالإسكندرية من عدوان على كنيسة القديسيين "يؤكد أن هناك عدو استراتيجي لوطننا اقتربت يداه من أعز وأعظم ما يملكه هذا الشعب العظيم .. وحدته وتماسكه وتلاحم ابناؤة .. وهو الامر الذى يدعونا جميعا الى الحرص والتأكيد على وحدة الوطن التى لا يقبل مصرى شريف أي مساس بها". وشدد على المكانة الكبيره للمسيحيين العرب في حضارة أمتهم وتاريخها وثقافتها، ورأى أن أي مساس بهم هو مساس بصلب الحضارة الإسلامية وبناؤها العريق. وأكد البيان وعيه الشديد بما يحاك للأمة من مؤمرات وخطط لتفتيت أركان وحدتها والمقومات الصلبه لتماسكها. وهو ما لن يكون له وجود بإذن الله ومشيئته. وأضاف: سوف تتكفل لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب بالدعم الطبي والمالي لضحايا الحادث الغادر وكذلك المساهمة في إصلاح ما تهدم من أجزاء في الكنيسة.