أمر المهندس محمد نسيم، رئيس شركة الإسكندرية للبترول بإطفاء جميع وحدات الشركة بالكامل، تجنبا لوقوع كارثة جديدة، بسبب الأمطار التي أغرقت جميع الوحدات، وتسرب الزيت الخام واختلاطه بالمياه في شوارع الشركة التي غطتها مياه الأمطار، ولا تزال جميع الوحدات معطلة حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وجاء قرار نسيم بعد أن اكتشف تعطل مشروع الصرف الصناعى - الذى تكلف نحو 15 مليون جنية فى عهد رئيس الشركة الأسبق المهندس أحمد الجيار – حيث لم تتمكن بيارات الصرف الصناعى من استيعاب مياه الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها الإسكندرية خلال اليومين الماضيين. وأصدر على القور قرارا بإطفاء جميع وحدات الشركة حتى لا تتكرر الكارثة التى حدثت أواخر أكتوبر الماضى وأدت إلى تدمير الوحدة رقم 2000 في قسم الزيوت، واستمرار تعطلها حتى الآن، وقد تابع نسيم بنفسه خلال اليومين الماضيين أعمال شفط المياه تمهيدا لإعادة التشغيل. وكانت الأمطار الغزيرة أدت إلى غرق الأدوار السفلية من المبنى الإداري وارتفاع منسوب المياه بها إلى ارتفاع متر ونصف المتر، نتيجة تعطل بيارات الصرف الصناعي. ووفقا لمصادر فنية بالشركة فإن المبنى اصبح مهددا بالانهيار فى أية لحظة ويتطلب إخلاؤه فورا، وتجرى حاليا أعمال شفط للمياه منه . ويضم هذا المبنى الإدارات العامة للشئون الادارية، والشئون الهندسية، وتنفيذ المشروعات، والشئون القانونية، والحاسب الآلى، بالإضافة إلى الأمانة العامة لمجلس الإدارة، ويشغله نحو 1000 موظف ومهندس وعامل. وكان المهندس محمد نسيم الذي تولى رئاسة الشركة مؤخرا عقد عدة اجتماعات مع قيادات الشركة فور مباشرته مهام منصبه، واكتشف عدم توافر قيادات مؤهلة لتولي رئاسة أهم الإدارات الفنية كالزيوت، والمرافق، والصيانة. وطلب ترشيح قيادات مؤهلة لشغل تلك المواقع، وعلى إثر ذلك تفجرت صراعات كبيرة داخل الشركة من أجل الفوز بالمناصب القيادية داخل الشركة، خاصة من أشخاص غير مؤهلين لشغلها. يأتي هذا فيما تلقت الهيئة العامة للبترول العديد من الشكاوى بسبب تمرير إدارة الشركة السابقة قرار تعيين مدير عام قطاع الأمن الحالي لشغل منصب المدير العام للشئون الإدارية، واستمرار إشرافه على قطاع الأمن في نفس الوقت، على الرغم من وجود مستحقين لهذا المنصب. وكان الرئيس الجديد للشركة اكتشف إهدارا كبيرا للمال العام تمثل فى تأجير عشرات السيارات الملاكي الفاخرة لنقل مديرى الشركة على الرغم من وجود سيارات لهذا الغرض، بالإضافة الى تجديد كبار المديرين لأثاث مكاتبهم بملايين الجنيهات. كما اكتشف أن بعض المديرين أعضاء فى 22 لجنة من لجان الشركة المختلفة فى وقت واحد، وأن كلا منهم يحصل على 1200 جنيه مكافآت يومية، بإجمالى 30 ألف جنيه شهريا، نظير حضور تلك اللجان، منهم على سبيل المثال مصطفى خطاب عضو مجلس الإدارة، مديرعام الشئون المالية. وعلمت "المصريون" أن المهندس محمد نسيم ينوي إجراء عملية تطهير كاملة لكل مظاهر الفساد بالشركة، والقضاء على التسيب الذي اكتشفه بعد فترة قصيرة من توليه موقعه رئيسا للشركة.