تصاعدت الحملة الأمنية على الإخوان المسلمين ثم بدأت حملة إعلامية مواكبة لها ووصلت إلى تخصيص فقرة في البرنامج الأشهر بالتليفزيون المصري " البيت بيتك " عن حديث مشكوك في دقته ومنعدم المصداقية تم نشره في صحيفة يومية " ملاكي " صدرت من أجل قضية " التوريث " بينما رفضت صحف أخري نشره من قبل ، ادّعي المحاور الذي انتقل إلى مربع التوريث أنها رفضت ذلك لمواءمات سياسية و لعل الحقيقة أنها رفضت ذلك لدواعي مهنية ، والحقيقة ما زالت غائبة ولعلها تظهر بعد أن ينقشع غبار التوريث عن فشل ذريع أو فوضي مدمرة أو استعادة مصر لعافيتها . سألت صديقي موزع الجرائد بمنطقة العمرانية التي أسكن بها عن نسب توزيع الصحيفة الملاكي فقال : لا تتعد 3 5 نسخ يوميا وسألته عن توزيع العدد الذي تصدرت مانشيتاته فقرات مشوّهة منتزعة من سياق الحوار المشكوك فيه وفي دقته فقال : نفذت أعداد ذلك اليوم وهي حوالي 20 25 نسخة ، فقلت في نفسي : ها هو أحد أسباب هجوم تلك الجرائد والمجلات ، ومسارعة هذه المجموعة من الصحفيين قليلي الكفاءة المهنية على مهاجمة الإخوان المسلمين ورموزهم ، تسويق أنفسهم للنظام ككتيبة من حملة الأقلام المسمومة ، والترويج لمطبوعات فقدت المصداقية وانهارت نسب توزيعها لأسباب كثيرة ، والبقاء في دائرة الضوء ، والظهور الإعلامي في منظومة الأعلام الحكومي الجوبلزي ، وادعّاء الشجاعة والبطولة .. ويؤسفني أن يستخدم قلم شريف مثل قلم " سعيد شعيب في هذه الحملة الظالمة : وأتساءل : ألم يسأل نفسه في وقفه مع النفس : لماذا ؟ ولم الآن ؟ وما الهدف ؟. هل مصر حقا هي التي يتباكى عليها هؤلاء : فمن الذي سرقها ونهبها وظلمها وأذاق أهلها الذل والهوان ؟ هل مصر حقا هي المطلوب إنقاذها ؟! فمن الذي أغرق أبناءها في أمواج البحر الأحمر وحرق أولادها في قطار الصعيد ودفن أسرها تحت أنقاض العمارات المنهارة ؟ !! هل مصر حقا هي الأمل والمصير ؟ ! فمن ساعد الهاربون بجرائمهم على الخروج منها آمين حاملين معهم أموالهم إلى بنوك لندن وسويسرا واليونان ؟ !! ومن فتح أبوب صالة كبار الزوار لممدوح إسماعيل وإيهاب طلعت وغيرهما ليفلتوا بجرائمهم دون حساب أو عقاب بينما يبقي بيننا من ساعدهم على الهرب وتستر على جرائمهم وشاركهم في الغنائم طوال سنوات من أموال الشعب المظلوم. *** الحملة بدأت مع الانتخابات البرلمانية ، وكان أقلها هو الحملة البوليسية وأعلاها صوتا هو الحملة الإعلامية في " حالة حوار " ، ومع أن نتائج الانتخابات جاءت صفعة لهؤلاء وأولئك فإنهم لم يراجعوا أنفسهم ولم يتوقفوا للحساب ، ولم يصطلحوا مع الشعب الذي يتباكون على مصالحه ، بل التقطوا الأنفاس ثم عادوا للهجوم ، وبالضبط مثل زعيم الكون " بوش " قدوتهم السيئة ، ومثلهم الأعلى الذي ينتقل من فشل إلى فشل جديد في محاولة لإنقاذ نفسه بعد أن تدنت شعبيته إلى أقل مستوي خلال 6 سنوات ، ويهرب من مستنقع العراق إلى حرب جديدة مع إيران يحاول بها إنقاذ شعبيته. بدأت محاولات الهروب بتأجيل انتخابات المحليات لمدة سنتين في مكافأة واضحة للفساد والمفسدين ، ثم التعتيم الإعلامي الذي يناقض الدستور على جلسات مجلس الشعب التي كانت تبث على الهواء مباشرة طوال السنوات السابقة فإذا بها ممنوعة من البث بهدف التعتيم على الجهد الهائل الذي يبذله نواب الإخوان ومعهم المعارضة من الجبهة الوطنية للتغير ضد السياسات الحكومية الظالمة ، ولمنع تصاعد الغضب الشعبي على فشل الحكومة في معالجة الكوارث والأزمات ، ولحجب التأييد الشعبي والنخبوي لنواب الإخوان ومنع مساعدتهم في أداء المزيد من الخدمات وتقديم المزيد من الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات ضد الحكومة مما أضطر نواب الإخوان إلى الالتجاء لوسائل أخري للتواصل مع الشعب عبر شبكة الانترنت والكتب غير الدورية والنشرات المحلية واللقاءات مع الصحفيين والأكاديميين والمسئولين لشرح وجهة نظرهم وبيان نشاطهم البرلماني والشعبي. ثم توالت الهجمات الأمنية التي توقفت منذ الانتخابات البرلمانية فيما بدا للمراقبين أنه جزء من صفقة طالما تحدث عنها خصوم الإخوان الذين صمتوا تماما وأصابهم الخرس عندما بدأت الحملة الأمنية المروّعة . 3 وجبات حتى اليوم طالت حوالي 40 من كوادر وقيادات الإخوان في النشاط الطلابي لتحجيم النشاط ضد حملة الطوارئ ثم محاولة فاشلة للقبض على قيادات عليا في الجماعة تم خلالها تدمير 21 شقة في عمارة بالمنصورة ثم القبض على د. حلمي الجزار ومجموعة معه بالإسكندرية أثناء الغذاء وكان من المقرر عقد مؤتمر عام بنقابة المحامين يومها ضد حالة الطوارئ. ومع كل حملة يتم انتقاء عناصر من الإخوان يقبض عليها من بيوتهم في تصفية حسابات شخصية من ضباط مباحث أمن الدولة يشوبها الرغبة في الانتقام من أشخاص بعينهم مثل أ. د رشاد البيومي الذي كتب بانفعال على حوار السيد جمال مبارك مع أحد الجرائد . أو د. عزت صبري الذي أفلت عدة مرات من الاعتقال أو م . أيمن عبد الغني زوج ابنه المهندس خيرت الشاطر وغيرهم. واكب الحملة أيضا تقديم بعض أفراد من الإخوان لمحاكم أمن الدولة العليا طوارئ بصورة انتقائية بتهم مضحكة هي البلطجة أثناء الانتخابات ومحاولة تشويه صورة رموز إخوانية أو إلصاق الإرهاب بالإخوان التي يعلم الجميع أنهم منها براء ، وأبرز مثال هو أ. د حسن الحيوان الذي أجلت محاكمته إلى 15 / 5 أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ. *** السياق الوطني العام الذي يصاحب هذه الحملة هو تدمير حزب الوفد ، تدمير حزب الغد ، منع نشأة أحزاب جديدة حقيقية ، تدمير الصحافة المصرية القومية مهنيا ، مطاردة الصحفيين ، تشويه صورة نادي القضاة ومنع صدور القانون الذي يحقق استقلالهم الحقيقي مما يدفعنا إلى السؤال الحقيقي : ما هو الهدف ؟ وإلى أين تمضي قاطرة الوطن الحبيب . الله أعلم.