ؤ، بعدما انتشرت في كل مكان، منذ 30 يونيه الماضي، وما تلا ذلك من عزل الرئيس محمد مرسي، حتى طالت الملابس والأطعمة بظهور "قمصان السيسي" و"شوكولاتة السيسي" و"زيت السيسي". أحمد حسن أحد الباعة المتجولين والذي يفترش طاولة صغيرة قرب ميدان التحرير يقول، "لقد خلقت المليونيات والتظاهرات بابا جديدا للرزق، فقبل الثورة كنت أبيع لعب الأطفال بميدان العتبة، وعند اندلاعها بدأت ببيع الكمامات الواقية من الغاز قبل أن أتوجه إلى بيع صور من يتحكمون بزمام الأمور، بدءا بصور المشير طنطاوي أثناء وجوده على رأس المجلس العسكري، مرورا بدبابيس صغيرة عليها علم جماعة الإخوان المسلمين وعلم مصر و صورة للرئيس المعزول محمد مرسي". وكانت هذه الأشياء تكفي أحمد لضمان قوت يومه، بيد أن تجارته ستشهد انتعاشا غير مسبوق في "عهد السيسي"، لدرجة أنه أيام المظاهرات المؤيدة لوزير الدفاع المصري أو الجيش، يجني من الأرباح ما لا يجنيه عادة خلال أسبوع. ويضيف حسن، إن "منتجات السيسي تشمل كل شيء، ميداليات وقمصان و دبابيس وصور" وغيرها، ومؤيدو السيسي "يشترونها بالعشرات ويوزعونها في المظاهرات". وفي زيارة لمحل شوكولاتة فاخرة بحي راقٍ بالقاهرة، قالت بهيرة جلال صاحبة فكرة شوكولاتة السيسي، وهي شوكولاتة عليها صور وزير الدفاع، إنها صُنعت في البداية كرسالة إلى السفارات التي تقع حول المحل. ولاقت رواجا كبيرا من الأجانب والمصريين الذين أصبحوا يأتون لمشاهدتها وتذوقها وشرائها كهدايا. وفي البداية كانت هذه الشوكولاتة طريقة للتعبير عن تأييدها للسيسي، لكنها ما لبثت أن لاقت رواجا كبيرا، فبدأت الطلبات تنهمر عليها من كل أنحاء العالم، وتضيف بهيرة "أخذتني شوكولاتة الفريق السيسي إلى عالم الشهرة، ولم أكن أتخيل أن يتحدث العالم عنها". رغم أن صاحبة فكرة الشوكولاته حصلت على طلبات لصنع شعارات أخرى، إلا أنها "رفضت"، لكون ذلك "يتنافى مع قناعاتها". في ما دفعها "الإقبال الشديد" على شوكولاته السيسي إلى "ابتكار منتجات أخرى عليها صوره، كأكواب الشاي و أطر الصور المصنوعة من الشوكولاتة وغيرها". وهناك أيضا من طلب منها أن تصنع له في حفل زفافه "صورته وصورة السيسي على الشوكولاتة " وهذا ما قامت به بالفعل، تقول بهيرة. الزبون الذي رفض ذكر اسمه، يوضح أنه يقبل على شراء هذه الشوكولاتة كهدية، لكونها "ابتكار جديد من النوع الفاخر، وهذا معروف لدى الجميع". ويضاف إلى ذلك أنها "تفتح قلوب محبي ومؤيدي السيسي، وتعبر عن موقف صاحبها مما يحدث داخل المشهد المصري دون أن يفصح بكلمة". وأقر أنه لا يشترى شوكولاته السيسي فحسب، وإنما أيضا منتجات أخرى عليها صور الفريق أول كالقمصان والصور وغيرها. وفي بعض الأحيان يقوم بذلك، "خصيصا لإغاظة من يكرهونه"، فقد اشترى – مازحا – مع أحد أصدقائه ممن لا يؤيدون الفريق السيسي هدية عيد ميلاد، وهي عبارة عن مجموعة من المنتجات عليها صورة الفريق بالنظارة الشمسية. ويري الأخير، أنها أيضا خطوة قد تساعد على فتح أبواب النقاش في أمور سياسية مع الأصدقاء وإقناعهم برأيه حتى لو ظهر ذلك في بداية الأمر على أنه إغاظة لهم.