اعتبر تقرير إسرائيلي أن الانتخابات الأخيرة التي جرت في كل من مصر والأردن، بالإضافة إلى نشر وثائق "ويكيليكس" السرية كشفت عن أمر هام هو "سيكولوجية أنظمة الحكم في الشرق الأوسط ورغبتها في البقاء بالحكم وقمع المعارضة والحفاظ على وجودها لأطول فترة ممكنة" . قال التقرير الذي نشره موقع "نيوز وان" الإخباري، تحت عنوان: "الأنظمة المحافظة في الشرق الأوسط ودفاعها عن نفسها"، إنه "إذا نظرنا للأردن نجد أن الانتخابات التي أجريت في التاسع من نوفمبر الماضي أبقت على ثلاثة أرباع النواب السابقين والذين يعتمد عليهم النظام الحاكم هناك في تحقيق التوازن بين المعسكر الهاشمي والمعسكر الفلسطيني في البرلمان"، حسب قوله. وأضاف إن سمير رفاعي رئيس الحكومة الأسبق تم تعيينه مجددا في 24 من الشهر ذاته من قبل العاهل الأردني الملك عبدالله ليترأس مجلس وزراء غالبيته من المسئولين السابقين، واعتبر التقرير أن سيكولوجية النظام الحاكم في الأردن حقق رغباتها بالبقاء في الحكم وقمع المعارضة وهو ما ظهر جليا في معالجة النظام هناك للاحتجاجات التي قامت في طول البلاد وعرضها ضد نتائج الانتخابات. ويشير التقرير إلى نفس السيكولوجية والرغبة في البقاء وقمع المعارضة من جانب النظام الحاكم في مصر، في تعليق على الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت في 28 نوفمبر الماضي. وأضاف إنه وعلى عكس من الانتخابات التي جرت في 2005 التي فاز فيها "الإخوان المسلمون" ب 88 مقعدا جاءت النتائج مختلفة هذه المرة، نظرا لعدم وجود إدارة أمريكية تضغط على القاهرة لتحقيق الديمقراطية، وإجراء انتخابات نزيهة كما حدث في عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وأشار إلى أن النظام المصري في الانتخابات الأخيرة تعلم دروس الماضي والتعامل بقسوة وتعنت مع المرشحين الذين لا ينتمون لأحزاب الوسط كالحزب "الوطني الديمقراطي" و"الوفد"، موضحا أنه بينما كان بوش يدعو الى إصلاحات ديمقراطية بالمنطقة تخلى خليفته باراك أوباما عن هذا الأمر بل وقلص من الميزانيات المخصصة لهذه الإصلاحات إلا أن هذا لا يخفي القلق والوسواس الأمريكي الدائم من تبادل السلطة في القاهرة في ظل عمر مبارك البالغ 82 عاما. وأضاف التقرير الإسرائيلي أن "الإخوان المسلمين" ممنوعون من الوصول للبرلمان، مشيرا إلى أنه خلال الثلاث سنوات الماضية قام النظام المصري باعتقال الكثير من قيادات الجماعة ونشطائهم المركزيين في الوقت الذي يتعامل فيه برقة مع حزب "الوفد" وسمح ل 250 من مرشحيه بدخول السجال الانتخابي ولم يعاملهم بسياسة التخويف كما عامل مرشحي "الإخوان". ولفت إلى أن قضية الانتخابات في مصر وتعامل النظام معها يتم تداولها بين شخصيات مصرية وعدد من المسئولين الأمريكيين على رأسهم الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لكنه هذا يحدث في الغرف المغلقة وبمنتهى السرية. وأوضح أن تلك السرية انتهت في 26 نوفمبر الماضي حينما تحدثت تقارير أمريكية عن استياء الادارة الأمريكية وقلقها البالغ من تعرض المعارضة المصرية لاعتقالات ومنعها من الوصول لوسائل الإعلام، وهو ما عقبت عليه القاهرة بحالة من الغضب والاحتجاج على تدخل واشنطن في الشئون المصرية. في النهاية قال التقرير أن السيكولوجية التي تعامل بها النظام المصري مع انتخابات البرلمان تنبئ بما ستفعله القاهرة من عمليات قمع للمعارض أو أي صوت للاحتجاج خلال الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في العام المقبل هذا في الوقت الذي لا يتوقف فيه الوسواس الأمريكية وقلق واشنطن من مسألة تبادل السلطة في مصر في ظل عمر مبارك البالغ 88 عاما والغموض حول الحاكم المقبل للقاهرة .
