التلفزيونُ الحكومي الرسمي في ساحل العاج يعلن أن الرئيس لوران جباجبو سيؤدي السبت اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة في وقت أعلن فيه زعيم المعارضة الحسن وتارا نفسه رئيسا للبلاد بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. دولة برئيسين. هكذا وفى عبارة واحدة يمكن تلخيص الاوضاع فى ساحل العاج، بلاد القهوة والكاكاو التى تعصف بها حاليا ازمة سياسية تتصاعد حدتها يوما بعد يوم بسبب نتائج انتخابات الرئاسة. الانتخابات تنافس فيها رجلان هما الرئيس الحالى لوران غباغبو ومنافسه الحسن وتارا زعيم المعارضة وهى الانتخابات التى جاءت بعد ما يقرب من عقد من الحرب الاهلية المدمرة ومحاولات الانقلاب التى ادت الى تقسيم البلاد إلى جنوب يخضع لسيطرة الحكومة وتقطنه أغلبية مسيحية وشمال يسيطر عليه المتمردون وأغلبيتهم من المسلمين. وبدلا من أن تحسم هذه الانتخابات السباق لصالح أحد المرشحين أفضت النتائج إلى أزمة أعمق بعدما أعلن وتارا نفسه رئيسا في حين رفض فريق غباغبو ذلك والذى انضم اليه الجيش مؤيدا ومبديا الاستعداد لأى مهام يطلبها منه. المجتمع الدولى دخل على الخط بقوة حيث دعت الأممالمتحدة إلى انتقال سلس للسلطة فى ساحل العاج فى حين أكد الممثل الخاص للامم المتحدة فى ساحل العاج إن وتارا هو الذى فاز فى الانتخابات. وقال يونج جين "بحثنا فى المصادر كى نصل إلى قلب الحقيقة. بتعبير آخر قمنا بتقييم وتحليل كل أوراق غحصاء الاصوات البالغ عددها 20 الف ورقة، وأنهينا عملية التحليل مساء الخميس، وتأكدنا من تحليلنا بأكثر من وسيلة، وجميع التحليلات أعطتنا الحقيقة المطلقة، وهى أن هناك فائزا وحيدا هو الحسن وتارا." اما آفي نجوسان المتحدث بإسم الرئيس الحالى فقد قال "ليست الأممالمتحدة هى من صوّت، ولكن المواطنين. وفى ساحل العاج لا توجد منظمة لها الحق فى اعلان الفائز فى الإنتخابات إلا المحكمة الدستورية. والمحكمة الدستورية أعلنت فوز الرئيس. هذا أمر قانونى. ويجب على المجتمع الدولى أن يمتثل للشرعية." ساحل العاج هى المنتج الأكبر للكاكاو في العالم وأحد أقوى الاقتصاديات في أفريقيا سابقا. كما أن الصراع الأوروبى الأمريكى على النفوذ فى القارة السمراء ليس ببعيد عما يحدث فيها. ففى هذه الدولة التى تقع فى غرب أفريقيا ستون في المائة من رجال الاعمال فرنسيون. فى حين تشهد القارة الافريقية تحركات أمريكية يرى مراقبون أنها تستهدف بالأساس تطويق واختراق مناطق النفوذ الفرنسي وتحويلها الى مناطق نفوذ أمريكية. يذكر أن ساحل العاج تتمتع بموقع استراتيجيى يجعلها بوابة لغرب إفريقيا إذ يحدها من الغرب "ليبيريا وغينيا"، ومن الشمال "مالي وبوركينا فاسو"، ومن الشرق "غانا"، ومن الجنوب "المحيط الأطلسي". ومن الناحية الاقتصادية فهي تمثل بوابة مُثلى إلى أسواق "الاتحاد الاقتصادي والمالي لإفريقيا الغربية"، و"المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا إيكواس."