نشرت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رسالة جديدة للدكتور محمد البلتاجي بعد نقله إلى سجن العقرب، شرح فيها ظروف نقله، ووضعه في عنبر كامل منفردًا وعزله عن باقي القيادات المعتقلة وعن العالم الخارجي. وحمل "البلتاجي" في رسالته التى جاءت تحت عنوان "تغيظهم الابتسامة ويكسرهم الصمود والثبات" المنظمات الحقوقية المسئولية عن الظروف غير الآدمية التي يتم احتجاز المعتقلين في ظلها منتقدًا عدم تحركهم لإنهاء تلك الجرائم. وجاء نص الرسالة كما يلي: "في الذكرى الرابعة لمجزرة رابعة والنهضة حيث قام الانقلاب العسكري الدموي بقتل مئات المسلمين والمصريين وجرح الآلاف واعتقال آخرين وحرق الجثث واعتقال المصابين من المستشفيات في ممارسات دموية غاشمة لم يقم بها الاستعمار والاحتلال الأجنبي ولا نجد لها مثال إلا في قصة فرعون "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"، قضيتنا هى العدالة والحق وإرادة الخير للناس والوطن، قضيتنا عادلة وموقفنا حق للدرجة التي قتلوا فيها ابنتي الشهيدة بإذن الله ذات السبعة عشر عامًا برصاصتين في الصدر ثم قام القاتل بتلفيق عشرات القضايا لي بالقتل والعنف والتحريض بعد أن كنت أستاذًا جامعيًا في طب الأزهر وسياسيًا وطنيًا وبرلمانيًا وحقوقيًا إذ بي فجأة أتحول لمجني عليه بقتل ابنتي وتلفيق القضايا لي، وإلى إرهابي في حكم الانقلاب العسكري وإعلامه الكاذب ونيابته العامة. بعد موقفي في المحاكمات وجلسات التحقيق قامت مصلحة السجون بنقلي تعسفياً إلى سجن العقرب شديد الحراسة ليس في زنزانة انفرادية هذه المرة ولكن في عنبر كامل انفرادي! ليس فيه أحد غيري لفصلي عن إخواني وعن العالم الخارجي كل هذا بالتوازي مع استمرار الحملة الإعلامية ضدي وقرار مصادرة الأموال والاعتداء على عيادتي الطبية وإغلاقها وبيع محتوياتها في الشارع.. أقول إن هذا لن يكسرنا؛ وإن السجن المسيس والقضاء المسيس وتلفيق القضايا وإجراءات السجن التعسفية لن تكسر عزيمتنا وستظل قضيتنا العادلة ليس حريتنا الشخصية وحقوقنا الخاصة وإنما حرية الوطن وحقوق أبنائه ومحاكمة المجرمين الذين قتلوا وحرقوا ودمروا الاقتصاد والمؤسسات وجوعوا المصريين. نحن في سجننا في أحسن حالاتنا روحيًا وإيمانيًا ولن يكسروا عزيمتنا فنحن في خلوة مع ربنا.. ولا تشغلنا المضايقات ولا تثنينا الإجراءات التعسفية.. قضيتنا أكبر من ذواتنا وحرية وطننا أحب إلينا من حريتنا الخاصة. أقول إن كل ذلك يحدث معي كتصفية حسابات لموقفي من ثورة الشعب المصري وموقفي من نظام مبارك منذ 2005 حتى الانقلاب العسكري، وحين يكون رموز ثورة يناير في السجن فإن نظام مبارك بوجه الأشد قبحًا هو الذي يحكم مصر وينتقم من الشعب المصري لثورته المطالبة بالتحرر والعدل والحقوق. أحمل المجلس القومي لحقوق الإنسان -الذي كنت عضوًا فيه وزرت حينها سجن العقرب الذي أحبس فيه الآن لمتابعة أوضاع المحبوسين- وأحمل المنظمات الحقوقية المسئولية الأخلاقية عن أوضاع المعتقلين وظروف احتجازهم التعسفية التي أسفرت من فترة عن وفاة أحد المحبوسين معنا في العنبر الأخ الشهيد المريض الصابر عبد الرحمن مصطفى نتيجة لعدم ذهابه للمستشفى وتركه يموت بلا طبيب، وأحمل القضاء المسئولية القانونية عن أوضاع المعتقلين لكونهم محبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا سياسية ملفقة وليس لأحكام قضائية.. لصالح من يحدث كل هذا؟ لصالح من يريدون تدمير هذا الوطن؟ الله غالب، وتحية لحرائر الإسكندرية وأحرار الأزهر.. والله أكبر.. وتحيا مصر".