السيناريست رفيق الصبان والمخرجة إيناس الدغيدي تحالفا علينا ليتحدثا عن زنى المحارم في عمل سينمائي على أنه من المشاكل النفسية والاجتماعية المهمة في المجتمع..! والصبان والدغيدي يطرحان الموضوع في فيلم سينمائي اسمه "الصمت"، بينما الرقابة ترفض وتصر على أن القضية "شائكة" ولا تصلح للعرض والتداول.. كما أن الفيلم بالشكل المطروح لا يمثل إلا دعوة لزنى المحارم..! والرقابة على حق.. وموقفها يستحق الدعم والمساندة، فالحالات الشاذة المريضة لا تصلح أن تكون نموذجًا للتعميم كظاهرة اجتماعية، والأعمال الشاذة التي لا يقرها شرع ولا دين ولا أخلاق لا تصلح للعرض جماهيريًا في شكل عمل سينمائي يشاهده الجميع. فالسينما ليست مجرد وسيلة تسلية أو ترفيه، إنما هي وسيلة من وسائل الثقافة والتعليم، وليس كل من يشاهد الأعمال السينمائية على درجة من الوعي والفهم بحيث يمكن أن يستوعب الأبعاد والمفاهيم والرسالة التي يريد العمل السينمائي إيصالها وطرحها، ففي كثير من الأفلام السينمائية يتعاطى المشاهد مع المجرم ومع القاتل ومع الخارج عن القانون من منطلق إعجابه بالبطل أو البلطة، وينتقل بعد ذلك إلى مرحلة تقليده بدلا من استهجان أو إدانة أو رفض ما يقدمان عليه من أعمال وأفعال خاطئة. والبطلة في هذا الفيلم الذي تصر الدغيدي على تقديمه ودخلت في معركة مع الرقابة للموافقة عليه ترتدي ملابس تشبه ملابس الرجال وتتصرف على طريقتهم وترفض الزواج ويتبين من خلال جلسات العلاج النفسي لها في الفيلم أنها من ضحايا زنى المحارم، لهذا أصيبت بعقدة من الرجال. ويسهب الفيلم في شرح مشكلة فتاة منتحرة تبين للبطلة أن سبب انتحارها يعود إلى اعتداء والدها عليها جنسيًا ودفعه لها للعمل في الدعارة حتى تنفق على "مزاجه" وتجلب له "المخدرات"..! وحقيقة لا ندري ما هو الهدف من مثل هذا الفيلم، ومن هم الذين يمولونه، وما الذي يريدون إيصاله إلينا وإلى كل من يشاهد الفيلم داخل وخارج مصر.. إن هذه النوعية من الأفلام الشاذة التي ينتجها ويمولها مجموعة من الأشخاص الذين تدور حولهم الكثير من الأقاويل والشبهات لا تعالج مشكلة ولا تطرح ظاهرة للنقاش وليس لها مردود إلا إساءة سمعة مجتمعنا وتشويه أبنائه بحيث صار البعض في البلاد العربية عندما يشاهدون هذه النوعيات من الأفلام يعتقدون أن هذا هو ما يجرى عندنا، وأن هذا هو حال المجتمع وهذه هي ثقافتنا في زنى المحارم وفي المخدرات والدعارة والقتل والعنف، وتعدد العلاقات المحرمة..! لقد كتبنا من قبل كثيرًا عن هذه المخرجة التي لا هم لها إلا البحث والتنقيب عن عورات المجتمع لإظهارها في أفلام سينمائية، وكنا نعتقد أنه من الممكن أن تراجع مواقفها وأن يكون لديها بقية من حياء وبقية من غيرة على هذا المجتمع وعلى نسائه وعلى سمعتنا وكرامتنا جميعًا، ولكن يبدو أن الحياء والأخلاق والنخوة قد أصبحوا أيضًا من مخلفات الماضي ومن ذكريات الزمن الجميل.. أما الآن فحزب إيناس وحزب الصبان هو الأقوى والأعلى صوتًا والأكثر نفوذًا أيضًا..!! [email protected]