قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه على الرغم من التوقعات بفوز الحزب "الوطني" الحاكم بالانتخابات البرلمانية في مصر التي ستجرى دورتها الأولى يوم الأحد إلا أنه تسود مخاوف من تكرار سيناريو انتخابات 2005 حين حصل مرشحو "الإخوان المسلمين" على 88 من مقاعد البرلمان، فيما لم تخف قلق إسرائيل البالغ من تصريحات الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة باعتزامه قطع العلاقة مع إسرائيل إذا ما تمكنت جماعته من بلوغ السلطة في يوم من الأيام. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية في تقرير أمس، أن الناخبين المصريين سيتوجهون اليوم الأحد إلى مراكز التصويت للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار 508 نواب لمجلس الشعب، في وقت تسود فيه فكرة فوز "الإخوان المسلمين" بخُمس مقاعد البرلمان، وهي النسبة التي حصلت عليها الجماعة في الانتخابات الماضية، بينما من المتوقع أن يكتسح الحزب الحاكم غالبية مقاعد البرلمان. وأضافت، إنه على الرغم من ذلك، فإنه لا تزال تسود حالة من القلق في أوساط المنظمات الحقوقية في مصر من النتائج المرتقبة للانتخابات، في ظل ما وصفته ب "السياسة القمعية والعنيفة من قبل الحزب "الوطني" الحاكم، مشيرة إلى أن الأسابيع الماضية شهدت حملة من الاعتقالات ضد أعضاء بجماعة "الإخوان" ومنع عدد من نشطاء المعارضة من التحدث لوسائل الإعلام. وأشارت إلى الاتهام التي توجهها المعارضة المصرية للحزب الحاكم باستخدام سياسة الترهيب والترغيب عبر الرشاوى والتهديدات كي يصوت المواطنون المصريون لصالح الحزب "الوطني"، في الوقت الذي يردد فيه الرئيس المصري حسني مبارك وعوده هو ورجاله بأن الانتخابات ستكون نزيهة وديمقراطية. من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وتحت عنوان: "الإخوان يهددون بقطع العلاقات الإسرائيلية، أن الجماعة أثارت عاصفة هوجاء في أعقاب إعلانها رغبتها في قطع العلاقات مع إسرائيل إذا ما فازت في الانتخابات البرلمانية ووضع نهاية للعلاقات بين كل مصر وإسرائيل. وأضافت قائلة- تحت عنوان فرعي "إطلاق للنيران طويل المدى"- إن تهديدات "الإخوان" تأتي في الوقت الذي شن فيه أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب هجوما على الإدراة الأمريكية وتحذيره إياها من أن ضغوطها لإصلاح لانتخابات المصرية ستؤدي إلى دولة دينية في مصر، لافتا إلى "الإخوان". وذكرت أن التوقعات كلها تشير إلى احتمال عدم فوز "الإخوان" بغالبية في الانتخابات المقبلة، وإذا ما ظلت محافظة على خمس مقاعد البرلمان فسيعتبر هذا نصرا في تاريخ الحركة المصرية. بدورها، عقبت صحيفة "معاريف" على السجال الانتخابي بمصر وتهديد الإخوان بقطع العلاقات مع إسرائيل بقولها إنه قبل لحظات من الانتخابات البرلمانية المصرية التي تجرى الأحد يفعل ما أسمتهم ب "رجال مبارك" كل ما في وسعهم لمنع المعارضة المصرية من تحقيق أي انجاز في تلك الانتخابات، بما في ذلك الاعتقالات واسعة النطاق، في المقابل يعلن "الإخوان" عبر مرشدهم محمد بديع قطعهم للعلاقات مع إسرائيل وإنقاذ الفلسطينيين في غزة إذا ما فازوا بالانتخابات. وبعنوان فرعي "هل هناك سبب للقلق؟"، قالت الصحيفة إن الحزب الذي يتزعمه الرئيس المصري يحاول فعل كل ما في طاقته لعدم تمكين "الإخوان" من تكرار نصرهم الذي حققوه في عام 2005 حينما فازوا ب 88 مقعدًا من 444 مقاعد البرلمان المصري، وهو ما تمثل خلال الأيام الماضية في حملة اعتقالات نفذتها الشرطة المصرية وبشكل واسع المدى ضد نشطاء "الإخوان"، وهو ما رد عليه محمد بديع مرشد "الإخوان" باتهام النظام بملاحقة الحركة ومطاردتها سياسيا. وأضافت إن بديع أدخل تل أبيب وواشنطن في سياق اتهاماته حينما أشار إلى وجود تحالف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل والنظام الحاكم في مصر بهدف إبقاء "الإخوان" على نفس الوضع الراهن بدون أي تغيير. وأشارت إلى أن تلك الانتخابات سبقها خلال الأسابيع الماضية حملات اعتقال ضد أعضاء الإخوان بذريعة الاشتباه في تحرضهم ضد النظام، بالإضافة لمنع نشطاء المعارضة من التواصل مع وسائل الإعلام، ومن المتوقع أن تقوم السلطات المصرية الأحد بنشر أعداد مكثفة من قوات الأمن خوفا من حدوث أعمال عنف من قبل "الإخوان". وخلصت الصحيفة قائلة إنه إذا كان الوضع كذلك فمن المتوقع فوز الحزب "الوطني" الحاكم في الانتخابات البرلمانية، وهو الأمر الذي سيوضح من هو الرئيس المقبل لمصر، لكن المشكلة أن هناك حالة غموض حول ترشيح مبارك نفسه لهذا المنصب أم انه سيقوم بتوريث الحكم لنجله جمال.