أعطى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بسرعة تنفيذ مشروع بناء الجدار الحدودي مع مصر الذي شرعت إسرائيل في بناء منذ يوم الاثنين لمنع ظاهرة تسلل الأفارقة إليها، وفقا نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية أمس. وذكر التقرير أن عمليات البناء بدأت مساء الاثنين لإقامة الجدار ومواجهة موجات اللاجئين الأفارقة والباحثين عن ملاذ وعمل في إسرائيل، وإن باراك أعطى تعليمات لمقاولي المشروع بتقصير الفترة الزمنية المخصصة للبناء وإنهاء عمليات تشييد الجدار في مدى زمني لا يتعدي العام ونصف. وأضاف أن عشرات الآلات والماكينات الهندسية تم نشرها وتوزيعها على الحدود المصرية الإسرائيلية الاثنين للبدء في بناء الجدار، والذي قالت إنه سيحل مشكلة الحدود المخترقة بين سيناء وجنوب إسرائيل. وأوضح التقرير أن ثلاثة من مقاولي مشروع الجدار بدأوا أعمالهم في ثلاثة مواقع مختلفة لإقامة جدار حدودي على امتداد 140 كم من الحدود مع سيناء والتي تمتد إلى حوالي 250 كم. وذكر أن المقاولين الذين أخذوا على عاتقهم تنفيذ المشروع كانوا سينتهون منه في ظرف عامين لكن باراك أصدر تعليمات لهم بالانتهاء منه في عام ونصف، معتبرا أن الهدف الأساسي منه هو محاربة ظاهرة اختراق الحدود، خاصة مع ارتفاع عدد المتسللين لإسرائيل إلى حوالي 3.000 شخص شهريا وفقا لآخر الإحصائيات. ونقل التقرير عن اللواء اودي شاني مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلي القول، إن بناء مستوطنة للأفارقة تضم عشرات الآلاف منهم سيكون بمثابة العائق الثاني لظاهرة التسلل من سيناء، علاوة على فرض عقوبات على أرباب العمل الإسرائيليين الذين يوفرون وظائف لهم داخل إسرائيل. وتمتد الحدود بين مصر و"إسرائيل" من قطاع غزة شمالاً إلى مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر جنوبًا، ومعظم قطاعات الحدود مفتوحة وتخلو إلا من دوريات حدودية وأبراج مراقبة. وتبرر إسرائيل بنائها هذا السياج الأمن بخشيتها من حدوث "تغير ديموغرافي"، في حال استمرار تدفق المتسللين الأفارقة، حيث يتمكن 600 شخص كل شهر من العبور إلى داخل إسرائيل. فيما يقدر المسئولون الإسرائيليون أنه يوجد 30 ألف لاجئ في إسرائيل وهو ما أثار مخاوف كبيرة من أن يشكل هذا الأمر تهديدًا بالنسبة لها. من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية المصرية، أن القاهرة غير معنية بالجدار الذي بدأت إسرائيل في إقامته على الحدود مع مصر، طالما أن هذا الجدار يتم تشييده داخل أراضي إسرائيل. وصرح المتحدث باسم الوزارة السفير حسام زكي لموقع CNN بالعربية، أن مصر أكدت على هذا الموقف مرارًا، وأنها لا تؤيد ولا تعارض بناء هذا الجدار الحدودي، واصفًا إياه بأنه "شأن إسرائيلي داخلي"، طالما أنه بعيد عن الأراضي المصرية ولا يضر بمصالح مصر وسيادتها على أراضيها. وأشار زكي إلى أن أعمال البناء التي بدأت الاثنين ليست المرحلة الأولى من السياج الحدودي، وإنما هي المرحلة الأخيرة. ورداً على تعليقات منسوبة للقنصل المصري في إيلات، وليد الشريف، أشار فيها إلى أن القاهرة ترى أن هناك مصلحة لها في بناء الجدار، باعتبار أن عمليات التسلل تضر بحركة السياحة في سيناء، قال المتحدث باسم الخراجية المصرية إن هذه التصريحات لا تعبر عن موقف مصر.