يَتوجَّه هذه الأيام ما لا يقل عن عشرين ألف مسلم من روسيا إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج هذا العام. وحسب ما قاله "دامير جيزاتولين", الناطق باسم مجلس الإفتاء الروسي, قد يزيد هذا العدد في العام المقبل، إلا أنَّ حِصّة المسلمين الروس من تأشيرات الحج لا تزال غير كافية. وتعليقًا على ذلك، قال "دامير جيزاتولين": "في رأينا أن روسيا بحاجة إلى زيادة حِصَّتها من تأشيرات الحجاج، بما لا يقل عن 25-28 ألفًا, وقد وجَّهْنا الكثير من الرسائل لزيادة حصصنا من أعداد الحجاج للروس، الذين لم تُتَح لهم فرصة الحج خلال 70 عامًا من حكم الشيوعية". وأضاف دامير, المتحدث باسم مجلس المفتين الذي تَمّ تأسيسه في عام 1996, أنّ الحكومة الروسية قامت بإنشاء لجنة خاصة تدعم الحجاج وتوفِّر لهم كلَّ ما يحتاجونه, وقد قامت هذه اللجنة بالاجتماع مع المسئولين الحكوميين عن النقل والجمارك وهيئة جوازات السفر للعمل على توفير كل حاجيات وتسهيلات الحجاج, إلى جانب توفير الأطباء المرافقين للحجاج في وقت لاحق. جدير بالذكر أنّ نسبة الشباب الروس المتوجهين لأداء فريضة الحج ازدادت في الآونة الأخيرة, كما زادت نسبة الحجاج من روسيا الوسطى إلى 30%, وبوجه عام تَوَجَّه هذا العام أكثر من 20 ألف مسلم روسي للحج معظمهم من جمهوريات شمال القوقاز- داغستان والشيشان وأنجوشيا. وبطبيعة الحال فإنّ عدد الحجاج الراغبين في أداء شعائر الحج يفوق بكثير عدد الحصة المخصصة لروسيا والتي قد حددت هذا العام 2010 بحوالي 20500 حاج، وذلك انطلاقًا من العدد العام للمسلمين في روسيا والذي يبلع 20 مليونًا, رغم أن أعداد حجاج روسيا تتزايد سنويًا بشكل كبير. يُشار إلى أنّ أول فَوْج من حجاج روسيا كان مجموعة من مسلمي بشكيريا، أحد الأقاليم الروسية, تضمنت 49 شخصًا من سكان بشكيريا ومقاطعتي اورنبورج وسامارا، معظمهم من المتقاعدين. ومن اللافت أنّ الآلاف من الحجاج الروس يعرفون كيف يستمتعون حقيقة بدفء مكة الروحي، وتجمعهم فريضة الحج تحت راية الإسلام، وتنشر بينهم روح التعاون كعائلة واحدة تتواصل بنفوس طيبة في تلك البِقَاع الطاهرة. لذا فليس مصادفةً أن تشير وزارة شؤون الحج السعودية في محصلة العام الماضي إلى أن بعثة الحج الروسية كانت من البعثات المتميزة, وهو ما يحرص مسلمو روسيا على ترسيخه في رحلات أدائهم مناسك الحج. ويُعَدّ الإسلام في روسيا هو الديانة الثانية من حيث نسبة معتنقيه بعد النصرانية الأرثوذكسية, كما يعتبر أغلبية المسلمين في روسيا من أهل السنة ومن أتباع المذهبين الحنفي والشافعي, كذلك شهدت روسيا في العقدين الأخيرين نهضةً إسلامية نشطة, من حيث بناء المساجد، فيوجد في موسكو ستة مساجد، كما انتشرت المراكز الإسلامية والمؤسسات التعليمية الإسلامية. المصدر: الاسلام اليوم
