تكلم جمال مبارك كثيرا في حواره مع التليفزيون الرسمي، غير أن محصلة ما قاله ليس مهما، إلا إعلانه الخطير، بأن ما حدث في انتخابات عام 2005 لن يتكرر في انتخابات عام 2010.. سيما وأنه جاء عقب استخدام قوات الأمن الرصاص الحي للحيلولة دون تعليق لافتات دعاية لمرشحين منافسين للحزب الوطني.. وهي رسالة بالغة الدلالة مفادها أن كل شئ مباح بما فيه الضرب في سويداء القلب حال سجلت المعارضة نصرا نسبيا على مرشحي الحزب الحاكم. شغلنا هذا "التهديد" المسلح ب" الكلاشينكوف" الميري، عن ظهور أمين السياسات بالحزب الوطني بحد ذاته في التليفزيون الرسمي .. وفي برنامج "توك شو" رئيسي يشرف عليه بنفسه وزير الإعلام أنس الفقي، وينفق عليه بسخاء من أموال دافعي الضرائب المصريين. لا أدري ما إذا كان على أجندة الفقي.. أسماء أخرى قرر أن تظهر على ذات البرنامح يمثلون قوى وتيارات أخرى منافسة ومشاركة في الانتخابات؟!.. لأنه ليس من العدالة ولا من "الشفافية" التي تلوكها الألسنة الرسمية هذه الأيام.. أن يترك أمين السياسات بالوطني ليتحدث بأريحية للرأي العام المصري من التليفزيون الحكومي الذي ينفق عليه المصريون جميعا فيما يحرم الآخرون المنافسون لحزبه في الانتخابات من نفس فرصة الظهور وعلى ذات البرنامج والقدر الزمني الذي ترك للسيد جمال مبارك!. لماذا بدأ التليفزيون الرسمي بنجل الرئيس.. ولم يبدأ مثلا بالدكتور سيد البدوي رئيس حزب الوفد؟! أو بغيره من رؤساء الأحزاب التي قررت المشاركة في الانتخابات؟! التليفزيون الذي ظهر عليه نجل الرئيس .. ليس ملكية خاصة للسيد أنس الفقي ولا للحزب الوطني ولا للسيد جمال مبارك .. إنه مرفق عام وملكية عامة.. وإذا كان الفقي يرى أنه لا تثريب عليه لهذا الظهور المفاجئ والمجاني لأمين سياسات الوطني باعتباره سياسيا مصريا من حقه أن يظهر في تليفزيون بلده لعرض برنامج حزبه الانتخابي.. فإن "المواطنة" ليست "خيارا" و"فقوسا".. فرؤساء الأحزاب الأخرى مواطنون مصريون وسياسيون ينافسون الوطني على مقاعد البرلمان ومن حقهم جميعا أن يمنحوا ذات الفرصة لمخاطبة الرأي العام. لا أدري كيف سكتت القوى السياسية المصرية على هذه المجاملة الفجة لأمين السياسات.. وكيف تساهلوا مع التليفزيون الرسمي ولا يطالبونه بفرص متساوية مع نجل الرئيس؟!.. ولا أدري كيف سكتت كل الأطر سواء الرسمية أو الأهلية التي تراقب الدعاية الانتخابية على هذا "التمييز" بين المرشحين والأحزاب المتنافسة.. ولا أدري كيف لم يوجه لوم أو إنذار أو نقد لهذا التصرف ومناشدة التليفزيون بأن يلتزم بمعايير العدالة بين كل الأحزاب؟! أخشى أن يكون هذا السكوت "علامة رضى" على سيناريوهات ما بعد انتخابات نوفمير عام 2010 [email protected]