نددت "الجماعة الإسلامية" مجددًا بالتهديدات التي وجهها تنظيم "القاعدة" للكنيسة القبطية المصرية، خلال الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد يوم الأحد الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 50 شخصًا، معتبرة تلك التهديدات باستهداف ضد المسيحيين إذا لم يتم إطلاق سراح "الأسيرات المسلمات" المحتجزات داخل الكنيسة "يندرج تحت باب معالجة الخطيئة بالخطأ". وعبّر عصام دربالة، القيادي البارز بالجماعة عن استنكاره للمجزرة التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء وما صاحب ذلك من تهديدات باستهداف الكنائس المصرية، وقال: "أيًا كانت الجهة التي تقف وراء حادثة كنيسة "سيدة النجاة الكاثوليكية" ببغداد.. وأياً كانت مبرراتها.. فلا يمكن قبول أي تبرير لها.. أو السكوت عليها.. أو الصمت إزاء التهديدات التي وجهتها لأقباط مصر وكنائسهم". واعتبر أن هذا السلوك من بعض "تنظيمات القاعدة" يندرج تحت باب "معالجة الخطيئة بالخطأ" في مواجهة "الاحتلال الأمريكي الذي يحتجز أسري في سجونه بالعراق.. وضد بعض الدوائر الكنسية التي أسرت بعض النساء المسيحيات بعد اعتناقهن الإسلام في بعض الأديرة بمصر"؟!! ولم يعف دربالة بعض رجال الكهنوت في الكنيسة المصرية – دون تسمية- من تحمل المسئولية عن تهديدات "القاعدة"، مرجعًا ذلك إلى مواقفهم "المتطرفة"، ما أدى بالتالي إلى "تعذية تغذية وولادة تطرف ضدهم عابر الحدود"، على حد قوله. وقال إن "تطرف بعض رجال الكهنوت في الكنيسة الأرثوذكسية.. وتجاوزهم الخطوط الحمراء.. واحتجازهم من اعتنقن الإسلام بالأديرة أمر مستفز.. لكن أن يواجه هذا الخطأ بالخطأ فهذه خطيئة"، من الوجهة الشرعية، لأن "الشريعة ترفض معاقبة الأبرياء من أجل رفع الظلم عمن نعتبرهم أبرياء. ودلل على ذلك بقوله تعالى: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وهي الآية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم عندما صد المشركون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه عن دخول المسجد الحرام وكانوا بالحديبية وأراد المسلمون أن يعاملوا اناسًا من المشركين يريدون العمرة. واستنادًا إلى ذلك أفتى بأنه لا يوجد أي مبرر للهجوم على المشاركين في قداس كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد الذي يعدون من "الأبرياء.. والذين لا علاقة لهم بالاحتلال أو لا دخل لهم باحتجاز بعض العناصر المنتمية للتنظيم الذي قام بهذه الحادثة.. ومن ثم لا يصح استهدافهم بالاحتجاز.. والقتل للضغط على تلك السلطات من أجل الإفراج عن بعض الأسرى أو الأسيرات". مع ذلك استبعد دربالة أن تكون هناك استجابة لدى الشباب المسلم في مصر إزاء تهديدات "القاعدة" بعد أن الأربعاء الماضي انتهاء المهلة التي كانت قد منحتها للكنيسة لمدة ثماني وأربعين ساعة للاستجابة لمطالب التنظيم بإطلاق "الأسيرات المسلمات" المحتجزات داخل الكنيسة، في إشارة إلى كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وقال إن "هذا لن يحدث - بمشيئة الله - بالتأكيد لدى أبناء الجماعة الإسلامية.. لأنهم على وعي شرعي وسياسي بأبعاد هذه التهديدات.. أما باقي الشباب المتحمس فيجب أن يكونوا على ذات الدرجة من الفهم الشرعي والوعي السياسي.. كي يكونوا محصنين ضد الانجراف وراء هذه التهديدات وكي لا يتبنوا منهج مواجهة الخطأ بالخطيئة". وذكر أن له كان موقفًا مماثلاً هو وزميلاه القياديان الآخران بالجماعة ناجح إبراهيم وأسامة حافظ من بعض أعضاء "الجماعة الإسلامية" الذين كانوا قد ألقوا عبوات "بمب" على بعض الكنائس في الثمانينات، حيث التقى منفذي الهجمات داخل السجن آنذاك، وقام الثلاثة حينئذ بسوالهم: "على أي أساس شرعي يقومون بذلك.. ومن أجل ماذا؟!، فأجابوا بأن هذا مبني على أن "أمن الكنائس" من "أمن المساجد" فلا يصح اقتحام المساجد واعتقال من فيها وتنعم الكنائس بالهدوء". وأضاف: "فقلت لهم: وهل من يدخل الكنائس هم الذين يقتحمون المساجد أو يعتقلونكم؟!!، فقالوا: لا. فقلت لهم: إذن "وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، وأشاروا إلى أنهم نقلوا موقفهم آنذلك للشيخ على الديناري، مسئول الجماعة بمحافظة المنيا آنذاك له مع أحد المفرج عنهم بأن يقوم بإيقاف تلك الهجمات، لأنها "تتنافي مع العدل الإسلامي وتعاقب الأبرياء بجريرة غيرهم فاستجاب على الفور". وأوضح دربالة أن "الجماعة الإسلامية" لم تنتهج يومًا إستراتيجية استهداف المسيحيين كافة أو أفراداً كنهج لها، مشيرًا إلى أن الأحداث التي قام بها بعض أعضائها ضد المسيحيين أو بعض كنائسهم كانت من قبيل الأحداث الفردية التي قام بها بعض الأفراد أو الوحدات العاملة بالجماعة في بعض المناطق دون موافقة عليها من قيادتها، والتي كانت تسارع بإيقافها وتعلن رفضها لها.