حذر بيان منسوب إلى تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، الموالي ل "القاعدة"، الأربعاء من أن مهلة الثماني والأربعين ساعة التي كان قد منحها للكنيسة المصرية لتوضيح مصير السيدتين كاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين، المحتجزتين داخل الكنيسة. وقال التنظيم في بيان: "انتهت المِهلة التي مِنحت للكنيسة النصرانية في مِصر المسلمة لتبيان حال أخواتنا المأسورات وإطلاق سراحهنّ، ولم نسمع من هؤلاء ولا من غيرهم ممن شملهم الإنذار إلا ما يِثبت تواطؤهم جميعًا على حرب الإسلام وإصرارهم على ذلك، واستهانتهم بأرواح أتباعهم". وأضاف: "ولذا فإن وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية تِعلن أن كل المراكز والمنظمات والهيئات النصرانية رؤوساء وأتباعًا أهداف مشروعة للمجاهدين حيثما طالته أيديهم"، حسبما نقل المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت). من جانبها، عبّرت "الجماعة الإسلامية" عن استنكارها للاعتداء على دور العبادة واعتبرتها "خطًا أحمر لا ينبغي الاقتراب منه فضلاً عن تجاوزه واختراقه"، رافضة بشدة أن تتحول أماكن العبادة إلى ساحات للصراع وتصفية الخلافات. وأبدت في بيان أصدرته أمس حمل توقيع الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة، رفضها "محاولة الزج بأقباط مصر في القضية عبر تهديدهم بضرب كنائسهم وقتل من فيها تذرعًا بحالة الاحتقان الطائفي الأخير"، مؤكدة أن "حلها لن يكون إلا في الإطار العام للدولة المصرية وعبر مؤسساتها الرسمية". وأشارت الجماعة التي أطلقت قبل سنوات مبادرة لوقف العنف في مصر إلى "صيانة الإسلام لدماء الأقباط وأموالهم وأعراضهم ودور عبادتهم". وقالت في بيانها "إن الأمل مازال يحدونا بأن تخرج علينا القاعدة غدًا لتعلن أنها غير مسئولة عن هذه المجزرة البشعة (في إشارة إلى الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد) احترامًا للإسلام ولقيمه النبيلة". واعتبرت الاعتداء الذي راح ضحيته أكثر من 50 شخصيًا بينهم عدد كبير من النساء والأطفال في عملية تبناها تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، يتنافى مع الشريعة الإسلامية التي تحرم قتل المصلين والاعتداء على دور العبادة وترويع الآمنين، وبث الخوف والذعر في أرجاء المجتمع وسفك الدماء. وقالت الجماعة إن الاعتداء على المسيحيين يتعارض مع وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ونهيه إياهم عن قتل الأطفال والنساء وقت الحرب، وقالت: "إذا كانت هذه النصائح النفيسة فى حق المحاربين، فما بال أبناء الوطن الواحد المختلفين معنا في الملة والدين والذين حفظ الإسلام لهم حق المواطنة بالقاعدة المعروفة "لهم ما لنا، وعليهم ما علينا "وصان دماءهم وأموالهم"!! وتساءلت قائلة: "فلماذا تركت "القاعدة" كل هذه القيم النبيلة واختارت أن تقايض بالمصلين داخل دور عبادتهم؟!!، لماذا اختارت ترويعهم والاعتداء عليهم دون سند من دين أو خلق؟!! وكأنها تأبى على أي جهد يبذل لتصحيح صورة الإسلام أن تكلل بالنجاح أو التوفيق!!"، على حد بيانها. ومنذ بيان التهديد الذي أصدرته الجماعة فرضت أجهزة الأمن المصرية إجراءات أمنية مشددة على الكنائس في مختلف أنحاء مصر، تحسبًا لاستهدافها في هجمات انتقامية، بعد أن أمهلت "القاعدة" الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة فقط للاستجابة لمطالبها بشأن تحرير "الأسيرات المسلمات" المحتجزات داخل الكنيسة. وتشهد مصر حالة من الاحتقان الطائفي ناجم عن احتجاز كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس داخل الكنيسة منذ أواخر يوليو بعد توقيفها أثناء توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها، وهو ما أثار موجة اعتراضات واسعة في مصر، ومطالبات بإطلاقها، لكن الكنيسة نفت إسلامها وأكدت أنها داخل الكنيسة بإرادتها. وزاد من حدة الاحتقان هجوم الأنبا بيشوي، ثاني أبرز قيادة كنسية في مصر على القرآن الكريم، زاعمًا أنه تعرض للتحريف عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن كان وصف المسلمين في مصر بأنهم "ضيوف" على الأقباط "أصل البلد"، ما دفع قيادات مسلمة إلى الرد عليه.