لاقت دعوة "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" إلى فتح باب الحوار, من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، رفضًا كبيرًا من أهالي شهداء ومصابي مجزرة فض اعتصام "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" وما تلاها من أحداث، وأيضًا من أهالي رابطة "ضحايا حكم الإخوان" الذين لقوا حتفهم إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، مؤكدين أن التنازل والقبول بالمصالحة خيانة للدماء. ووصف أهالي الشهداء ومصابو مجزرة "رابعة"، التصالح مع النظام الحالي الذى نعتوه ب "الانقلابى" بأنها "خيانة عظمى تجاه الشهداء وأرواحهم التى ستظل تطارد المتسببين فيها". وقال خالد أبو عمر: "شاهدت صديقي يموت أمام عيني وسالت دماؤه للدفاع عن الشرعية.. مش هفرط في حق صاحبي وأتصالح مع اللي ذبحوه". وأضاف "لا تفاوض على دماء الشهداء.. التفاوض الآن لا يعنى شيئًا، سوى خيانة دماء الشهداء". واعتبر أن المصالحة الوطنية "دى الخيانة بعينها"، لأنها تعني أن من يقبل بها أنهم "باعوا الريس بالرخيص"، على حد قوله. وقالت "أم عصام", والتي أصيب ابنها بثلاث طلقات حية أثناء فض اعتصام "رابعة" في 14 أغسطس: "فيه حاجة شغالة كالعادة من تحت الترابيزة وده اللي ودانا في داهية قبل كده مضيفة: "أى شىء يجب أن يكون فى النهار والكل يعرف بيه فهم ليس لهم الحق فى التصالح فى الدم". بينما وصف مصطفى الدبيكى, أحد مصابى فض اعتصام رابعة, والذى فقد اثنين من أصدقائه خلال فض الاعتصام، مبادرة المصالحة بأنها "تعني التخاذل"، متوجهًا إلى قيادات "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" بالقول: "أنا أصحابي ماتوا وأنا أصبت علشان فى الآخر تدعو لحوار ومصالحه فى دمنا". وقال عمرو عمارة، منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين، إن هناك رفضًا لتلك المبادرة من جانب عدد كبير من شباب جماعة "الإخوان"، الذين يرفضون المصالحة مع القيادة السياسية الحالية. وأوضح أن "إبرام أي اتفاق مع الحكومة سيشعل أزمات جديدة طاحنة للإخوان", متوقعًا أن يكون "الفشل الذريع هو حليف تلك المبادرة، خاصة وإن الرئيس المعزول محمد مرسي ليس صاحب القرار، والقرار السياسي داخل الجماعة نابع من قيادات مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي للإخوان". على الجانب الآخر, رفضت رابطة "ضحايا حكم الإخوان" أى تصالح أو تفاوض مع قتلة أبنائهم. وقال خالد البطران رئيس الرابطة، إن مبدأ المصالحة مع جماعة "الإخوان" مرفوض تمامًا، مشيرًا إلى أنه سبق وتم عقد اجتماع مع عبود الزمر القيادي ب "الجماعة الإسلامية" وعدد من قيادات الإخوان من أجل المصالحة الوطنية ولم تحترم الإخوان مثل هذه الاتفاقيات ورفضت المصالحة مع العلم أنها الجزء المدان ويجب أن ترضخ هي وليس العكس. وأضاف أن الجيش ليس له الحق في قبول المصالحة، لأنها يجب أن تكون مع الأهالي وهم من أهدرت دمائهم على يد جماعة "لا تمس للدين بصلة"، على حد تعبيره. وأشار إلى أنهم لن يقبلوا هذه المصالحة التي تضيع حق الشهداء والمصابين. من جانبها، قالت الحاجة سعاد والدة الشهيد محمد مصطفى، إن المصالحة بين النظام الحالي والإخوان ليس لها قيمه باعتبار أن "النظامين ظالمان لم يطبقوا القصاص على قاتلي الثوار في ثورة 25 يناير"، قائلة: "حق ابني لن يأتي ولن أرتاح إلا عندما أرى من قتلوه في السجون"، متهمة الرئيس المعزول محمد مرسي بالتخلي عنهم والاشتراك مع نظام حسني مبارك في التستر على حقوق الشهداء.