لو كنت مسئولا في إدارة تحرير جريدة الشروق لمنحت مكافأة فورية للمصور الذي التقط الصورة المنشورة بالجريدة في عددها الصادر أمس الأول علي مساحة خمسة أعمدة والتي ضمت قيادتين بارزتين بالحزب الوطني هما الأمين العام صفوت الشريف وأمين التنظيم أحمد عز أثناء جلوسهما علي طاولة اجتماعات رئيسية نظيفة جدا ومرتبة بشكل بديع..سوف تسألني وفيم المكافأة إذن..سأجيبك بأن الصورة المنشورة كان الأبرز فيها هو وجود علبة مناديل مطهرة (ديتول) حجم عائلي كانت موضوعة علي الطاولة. بحثت عن تفسير (سر) وراء وجود مطهر قوي (ديتول) في مكان خاص ومغلق داخل الحزب وعلي مكتب نظيف للغاية فلم أجد تفسيرا..خاصة أن وزير صحة الشعب (والحزب أيضا) قد توقف عن تصريحاته حول انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير..حيث كان ينصحنا دائما باستعمال تلك المطهرات - من بينها الديتول- بشكل مستمر. افترضت أن مناديل الديتول الموجودة في الصورة لزوم تطهير المكتب والكراسي وطاولة الاجتماعات لكن الصورة المنشورة تؤكد للوهلة الأولي أن المكان معتني به تماما..كما أن المسئولين عن نظافته من العمال والسكرتارية يعرفون قدر ومكانة رواده من علية القوم والحزب..ومن ثم فإنه –المكان-ليس بحاجة الي تطهير أو تعقيم حتي لو جاءت في صورة مناديل مطهرة..خاصة أن حجم علبة الديتول الموجودة في الصورة ليست للاستخدام الشخصي..فلم تكن في عبوة صغيرة بل كانت في عبوة كبيرة أي للاستخدام العائلي. هل جاءت العلبة المطهرة في هذا الحجم العائلي باعتبار أن الحزب الوطني هو كبير العائلة الحزبية..ربما..لكن لماذا هي موجودة بعد أن انتفت الأسباب السابقة التي تستلزم وجود مثل هذه العبوة العائلية من المطهرات الديتول..المؤكد-أيضا- أن علبة المناديل ليست للدعاية أوالإعلان عن منتجات شركة ديتول..خاصة أن رواد المكان لايتجاوزوا أصابع اليد الواحدة..لابد إذن من سب حتي لو لم نصل اليه. كانت العلبة أقرب الي أمين التنظيم أحمد عز أكثر من قربها للأمين العام صفوت الشريف..هل في ذلك دلالة..الله أعلم..لكن ربما جاءت علبة المناديل المطهرة بناء علي تعليمات عليا لقادة الحزب فرضها علي كبار أعضائه لتكون بمثابة رسالة قوية من الحزب لقادته لرفع شعار التطهير خلال المرحلة القادمة..لكن يظل معني التطهير غامضا خاصة أنه يأتي وانتخابات مجلس الشعب علي الأبواب والحزب وقادته واعضاؤه في انشغال تام لضمان الاغلبية بالمجلس. فهل سيستخدم الحزب مفعول الديتول وتاثيره لتطهير ساحة الانتخابات من أية أحزاب لاتلق هوي لدي الوطني..لكن كيف وجميع الأحزاب ماشاء الله (سوا سوا) مع الوطني وزيتهم في دقيقهم..ربما كانت العلبة لتطهير الانتخابات من الجماعة إياها..حتي لايتكرر ماجري في انتخابات 2005. رغم وجاهة الأسباب السابقة الا أن حسن ظني بالحزب الوطني وقادته جعلني أفترض حسن النية بأن الحزب سيبدأ التطهير من داخله عبر عملية تطهير من أعضائه المنتفعين..لكن اذا نجح الوطني وفعلها..فهل سيبقي له أعضاء..أم أن الحزب يفكر في تطهير حكومته من بعض أعضائها الذين لم يقدموا جديدا للشعب..لكن إذا جري ذلك فلن يبقي أيضا عضوا واحدا بالحكومة. ظني بعد أن غلب حماري أن التطهير سيكون بالفعل هو شعار الحزب في مؤتمره القادم لكن من سيكون عليه الدور في التطهير باستخدام الديتول..وهل سينال التطهير ممن سيقومون به..العلم عند الله ثم لدي الذين وضعوا علبة الديتول علي ترابيزة اجتماعات الحزب فظهرت في الصورة. ديتولكم معاكم. [email protected]