أجرى الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مباحثات في شرم الشيخ أمس في إطار الوساطة المصرية الساعية لإنهاء الخلاف القائم بين عمان ودمشق . وبحث اللقاء سبل تسوية الخلافات المهيمنة على العلاقات السورية - الأردنية على خلفية اتهام عمان لمسئولين سوريين ولقادة حركة "حماس" المقيمين بدمشق بالترتيب لعمليات تضر بالأمن الأردني. وأوضحت مصادر أن الرئيس مبارك عرض على الملك عبد الله تشكيل لجنة اتصال سورية – أردنية من أجل إنهاء المشاكل الأمنية بين الجانبين ومراقبة حدودهما لمنع أية علميات تهريب أو عنف. وسيطلع الرئيس مبارك الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائهما غدًا على نتائج مباحثاته مع العاهل الأردني ، بهدف التوصل لمعالجة حقيقية للمشاكل المثارة بين سوريا والأردن، وخاصة فيما يتعلق بضرورة ضبط الحدود والتنسيق بين الأجهزة الأمنية في كلا البلدين لمنع تسلل أية عناصر مسلحة إلى العراق عبر الأردن ، لضمان أمن واستقرار المنطقة. وتتضمن الحلول المطروحة أيضًا وقف الحملات الإعلامية المتبادلة وسرعة إعادة تطبيع العلاقات السورية – الأردنية ، حتى لا تستغلها بعض الجهات في سكب المزيد من الزيت على النار للإضرار بسوريا في هذا الظرف الحساس. وأوضحت مصادر أن الملك عبد الله وعد بالتعاطي بإيجابية مع المساعي المصرية لتخفيف التوتر بين الأردن وسوريا، لكنه تشدد في قضية ضرورة فرض رقابة مشددة على حدود البلدين لمنع أية انتهاكات تضر بأمن المملكة، أو استخدام الحدود السورية لمرور مقاتلين عرب إلى العراق عبر الأردن. وكشفت عن أن الرئيس مبارك سيناقش أيضا خلال لقائه مع الرئيس السوري غدًا ملف العلاقات السورية - اللبنانية وسبل إعادتها إلى مسارها الصحيح، ومعالجة العديد من الملفات التي تؤثر على تطبيع العلاقات بين الجانبين ، وفي مقدمتها ترسيم الحدود وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين وإنجاح الحوار الوطني اللبناني. وأكدت أن مصر ستمارس ضغوطًا على دمشق لتنفيذ هذه المبادرات ، من أجل تهيئة الساحة لتطبيع العلاقات بين سوريا ودول الجوار بشكل يمنع القوى الدولية من استغلال هذا التوتر لتحقيق أجندات مشبوهة تستفيد منها إسرائيل.