اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم السبت اعلان مجموعة الأكراد السورية الرئيسية اتجاه نيتها لتشكيل حكومة بالإقليم الذي يهيمن عليه الاكراد في شمال شرق سوريا، يذانا بظهور منطقة حكم ذاتي كردية آخرى في الشرق الأوسط فياعقاب مايتمتعون به من حكم ذاتي في العراق منذ تسعينيات القرن الماضي. وقالت الصحيفة في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني أن محاولة الأكراد لتكوين حكومة انتقالية تأتي في ظل الانتفاضات التي تواجهها الحكومات العربية، والتي بدأ الأكراد في الاستفادة منها في الآونة الأخيرة؛ حيث إنهم يسيطرون بحكم الأمر الواقع على الأراضي الواقعة في شمال شرق سوريا، مما يشير إلى إمكانية ظهور إقليم حكم ذاتي آخر في الشرق الأوسط في أعقاب إنشاء إقليم الحكم الذاتي للأكراد في العراق منذ عام 1990. ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا قد أمضت جزءا من تاريخها تكافح فيها القضية الكردية والمطالب السياسية والإقليمية لعشرين مليون كردي. وتمكنت تركيا من اخماد حقوق الإنسان الكردية خلال الثلاثين عاما الماضية وازهقت في سبيل ذلك ارواح 40 الف شخص بالإضافة إلى شن حرب ضد قوات حزب العمال الكردستاني، الذي يطالب بعدد من المطالب المتعلقة بالحكم الذاتي وحقوق الإنسان. وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة قد أخطأت، حتى الآن، في تقدير الموقف بتأييدها للجماعات السنية والمتشددين في الصراع السوري، والذين يتجاهلون أيضا حقوق ومطالب الأكراد السوريين؛ حيث ارتد هذا الموقف على تركيا بعدما رد الرئيس السوري بشار الأسد على الدعم التركي السريع للمعارضة السورية بالسماح للأكراد في شمال شرق سوريا بالسيطرة على العديد من القرى والمدن. ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا تخشى صعود الأكراد في كردستان السورية؛ حيث إن حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، الذي يعد توأما لحزب العمال الكردستاني في تركيا، يمثل الان الحكومة الفعلية في تلك المنطقة. وتابعت الصحيفة قولها إن صعود الأكراد السوريين قد يشجع حزب العمال الكردستاني على بسط نفوذه على الساحة الداخلية أو إقليميا في ظل منح الأسد السلطة الكاملة لحزب الاتحاد الديمقراطي بتعزيز موقعه في المنطقة وإقامة نقاط تفتيش وتقديم خدمات الرعاية الصحية والخدمات التعليمية، بالإضافة إلى السماح للحزب بترسيخ هيمنته وبسط نفوذه في المنطقة، مضيفة أن الحزب يمتلك مجموعة مسلحة ومدربة تدريبا جيدا وتٌعرف بإسم (وحدة حماية الشعب). وقالت الصحيفة إن أنقرة لا تزال قادرة على الحفاظ على وحدة أراضي الدولة التركية بالالتزام باتفاق السلام التاريخي، الذي وصفته الصحيفة بالهش، مع حزب العمال الكردستاني، والذي تم الإعلان عنه في مارس الماضي بعد دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان للمقاتلين التابعين للحزب بإلقاء أسلحتهم. واختتمت "الجارديان" مقالها قائلة إن أيا كان ما يحمله المستقبل للأكراد في المستقبل، إلا إنهم برزوا كفاعلين في رسم ملامح الشرق الأوسط بدلا من كونهم ضحاياه.