كشفت مصادر سياسية للمصريون بأن القيادة السياسية مستاءة للغاية من موقف البابا شنودة بابا الإسكندرية بسبب رفضه التحدث إلى مسئولين في رئاسة الجمهورية أجروا اتصالات به مساء يوم الجمعة الماضي لمطالبته بالتدخل لتهدئه الأمور حتى لا تتكرر أحداث محرم بك ، لكن البابا طلب من معاونيه إبلاغ مسئولي الرئاسة بأنه في خلوة للتعبد ولا يريد التدخل في مثل هذه الأمور. وأشارت المصادر إلى أن جميع التقارير الأمنية التي رفعت للقيادة السياسية أكدت أن عدم تعامل قوات الأمن بحزم مع مثيري الشغب خلال أعمال العنف التي انخرط فيها أقباط غاضبون أثناء تشييع جثمان المواطن القبطي الذي لقي حتفه في اعتداءات الجمعة شجعهم على الاعتداء على ممتلكات المسلمين ورجال الشرطة ، مما أسفر عن مقتل مواطن مسلم وإصابة 30 آخرين ، منهم 14 مسلما و11 قبطيا و شرطيين و مجندين ، كما حدثت تلفيات في 21 سيارة و2 أتوبيس و21 محل ووحدة سكنية وتم القبض على 54 مواطنا ، وذلك وفقا للإحصائية التي قدمها الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية لمجلس الشعب أمس وأكدت هذه التقارير أن عددا من مثيري الشغب من الأقباط هم الذين أشعلوا الموقف أثناء دخول الجنازة شارع 45 باعتدائهم على المحلات والمقاهي والمساجد ، الأمر الذي أثار المسلمين ، ودفعهم للاشتباك مع المتظاهرين من الطرف الآخر . وعلمت " المصريون " أن جهات أمنية رصدت وجود عناصر تابعة لأقباط المهجر في الولاياتالمتحدة وأوروبا كانت مندسة بين مشيعي جثمان القتيل القبطي نصحي عطا جرجس ، وأن هذه العناصر كانت تحرض الشباب القبطي على أعمال الشغب والعنف ضد المسلمين ، كما طالبتهم بالثأر للقتيل القبطي ، كما رصدت أجهزة الأمن العديد من الهتافات التي طالت رئيس الجمهورية والمسلمين وكذلك رفع لافتات تطالب بنفس المطالب التي يطالب بها أقباط المهجر . في سياق متصل ، نجحت قوات الأمن المركزي بالإسكندرية في الساعة الثالثة بعد ظهر أمس الأحد في السيطرة على أعمال الشغب والاعتداءات التي اندلعت أمس لليوم الثالث على التوالي إثر تجمع مئات من الشباب القبطي في شارع 45 بمنطقة العصافرة ، وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض على عدد من البلطجية ومثيري الشغب من الجانبين ، حيث سيتم عرضهم على النيابة العامة للتحقيق معهم ، فيما لا زالت قوات الأمن تفرض سياجا أمنيا على شارع 45 وتؤمن الكنائس الموجودة هناك. وأكدت مصادر أمنية مطلعة ل" المصريون " أن أوامر سياسية عليا صدرت لقوات الأمن بالقبض على كل مثيري الشغب وأي شخص يشارك في التجمهر أو التظاهر ، وذلك بعد أن تمادى المتظاهرون في أعمال العنف والتخريب والاعتداء على قوات الشرطة والمواطنين مما تسبب في إصابة الكثيرين وإحداث تلفيات كبيرة في الممتلكات . وكانت مصادر طبية قد أعلنت أمس عن وفاة شخص مسلم يدعي مصطفي مشعل ( 45 عاما ) متأثرا بجراح أصيب بها أمس الأول إثر تعرضه لهجوم بالأسلحة البيضاء خلال أعمال العنف التي ارتكبها أقباط غاضبون أمس الأول . من جانبه ، أكد اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية ، في تصريحات خاصة ل " المصريون" أن هناك جهات ، لم يسمها ، تستهدف الاستقرار في مصر بشكل عام والإسكندرية بشكل خاص نظرا لأن الإسكندرية أصبحت الآن مقصدا سياحيا وثقافيا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط. يأتي ذلك ، فيما واصلت منظمات أقباط المهجر في الولاياتالمتحدة وأوروبا حملات التحريض والتهييج من خلال استغلال أحداث الإسكندرية لتأليب الرأي العام الأمريكي والأوروبي ضد مصر والضغط على الأممالمتحدة لتدويل ما يسمونه قضية اضطهاد الأقباط في مصر. وأصدرت منظمة أقباط المهجر أمس الأحد بيانا دعت فيه أقباط الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مظاهرة الأربعاء القادم أمام البيت الأبيض لمدة ساعتين احتجاجا على ما وصفته ب " الهجمات المتكررة على إخواننا وعائلاتنا الأقباط في مصر ، واحتجاجا على الظلم الواقع على الأقباط مدة 14 قرنا " وذلك على حد زعم البيان . من جانبه ، قال مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولاياتالمتحدة إن الأقباط سيتحملون ما يحدث لهم قبل أن يتحرك المجتمع الدولي للوم الحكومة المصرية التي تحاول ، كما زعم ، أن تغطي وتعتم على ما يحدث للأقباط. وقال منير إن منظمة أقباط المهجر تناشد المجتمع الدولي للضغط على مصر للقيام بإصلاحيات لحماية الأقباط في مصر. من جانبه ، أصدر المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالإسكندرية بيانا جديدا أمس استنكر فيه ما شهدته الإسكندرية أول أمس السبت من أعمال شغب أسفر عن تدمير عدد من المحال المملوكة لمسلمين ومسيحيين، وكذلك تدمير واجهات لدور العبادة المسيحية والإسلامية، وسقوط عشرات الجرحى بين الجانبين واشتعال العديد من السيارات. ودعا البيان " عقلاء الأمة للتحرك السريع لوقف الفتنة ومحاصرتها وسلبها مواطئ القدم الذي تقف عليه وتخليص الأمة من سيطرتها " ، حسب وصف البيان ، كما طالب البيان بالتنسيق الجاد من قبل حكماء الطائفتين المسلمة والقبطية من أجل تحصين الشباب من مخاطر الانزلاق في تلك الأفعال المظلمة. وقال البيان إن الفتنة التي يحشدها أعداء الأمة المتربصين ستحرق الأخضر واليابس وليس لها علاج غير العودة إلى العلاقات السمحة.