مرسى قال لى: "مش فارقة معايا رياسة ولا أي منصب.. الأهم مصر " مقاضاة قادة الانقلاب بالمحكمة الجنائية الدولية ستقلب الكفة لصالح مرسى إدارة السجن تعامل مرسى معاملة الرؤساء ترافع العوا في الجلسة الأولى أعجب الرئيس ويتمسك بعدم اختصاص المحكمة نزول الدبابات فى الشوارع يوم 28 تم بدون موافقة الرئيس الرئيس أبدى تخوفه من إضعاف الجيش بسبب انشغاله بالأعمال الميدانية مرسى اتهم السيسى بالعمل على تفرقة المصريين وشق وحدتهم
محمد الدماطي، المتحدث باسم لجنة الدفاع عن الرئيس محمد مرسي وقيادات التيار الإسلامية رهينة الحبس، هو محام مصري شهير يشغل منصب وكيل نقابة المحامين ناصري الهوى بيد أنه لم ينتم لأي من الأحزاب الناصرية. بدا الدماطي ترافعه عن جماعة الإخوان منذ العام 2006 في القضية العسكرية الأشهر المعروفة إعلاميًا بميليشيات الأزهر والتي أدين فيها 40 من قيادات الجماعة أبرزهم خيرت الشاطر وحسن مالك. ترافع الدماطي عن عدد كبير من النشطاء السياسيين وكذلك عن الشخصيات العامة فهو من ترافع عن الناشط أحمد دومة في قضيته الشهيرة والتي اتهم فيها بسب الرئيس محمد مرسي وكذلك ترافع عن الكاتب عبد الحليم قنديل ووائل الإبراشي في اتهامهما بإهانة الرئيس مبارك. من المعروف عنه ترافعه في القضايا التي يؤمن بعدالتها وبراءة أفرادها وهو ما يجعله دائمًا لا يحصل على أي أتعاب في القضايا ذات طابع سياسي. الدماطي شخصية ذات زخم فكري وإنساني كبير ويعلم الكثير مما يجهله الشعب المصري عن حقيقة الصراع السياسي والقانوني بين الرئيس محمد مرسي وبين الفريق السيسي وبعد زيارته مرسي في محبسه بسجن العرب كان لنا معه الحوار التالي.. في البداية حينما زرتم د. محمد مرسي في محبسه كم كان عدد الوفد وكيف كانت صحته والطريقة التي يعامل بها من قبل إدارة السجن؟ الوفد شكل من خمسة أفراد محمد الدماطي، ومحمد سليم العوا، ومحمد طوسون، أسامة الحلو، بالإضافة إلى أسامه مرسي نجل الرئيس. ثم إن حالة الدكتور مرسى جيدة جدًا وهو يجلس في مكان ملائم والتعامل معه يليق بكونه رئيسًا منتخبًا، وتم مقابلة الوفد الذي قام بزيارته بطريقة لائقة وقاموا بتسهيل المقابلة، وكذلك فإن الرئيس مرسي مازال صامدًا ويؤكد أن رقبته فداء للشرعية التي يتمسك بها، والزيارة استغرقت ساعتين وأكثر قليلًا قضيت في مناقشات مع مرسي حول المحاكمة ومشروعيتها والموقف القانوني للرئيس. ومعظم ما تحدثنا فيه لم يكن جديدًا علينا سوى الرسالة التي وجهها الرئيس للشعب المصري وكانت بناءً علي طلب منه، فكتب لنا ما يريد قوله في نقاط وقمنا نحن بصياغتها في خطاب للشعب. وماذا عن النقاش الذي تم بينكم وعلى ماذا استقر موقف د. مرسي من المحاكمة هل سيوكلكم للدفاع عنه أم مازال متمسكًا برأيه برفض المحاكمة؟ هناك فرق واضح بين تمسك مرسي بعدم اختصاص المحكمة وبين دفاعه في موضوع الدعوى، لو قال دفاعه إنه سيترافع عن التهمة الموجهة إليه يصبح حينها عدولًا منه عن تمسكه بالشرعية، لكن تمسكه بأن المحكمة غير مختصة هو تمسك منه بالشرعية، وهو بهذا يتمسك بنص المادة 152 وهي التي يحاكم فيها رؤساء الجمهورية. ما المقصود بتمسك د. مرسى بنص بالمادة 152؟
الاختصاص ينعقد في المادة 152 التي يحاكم على أساسها رؤساء الجمهورية وتوجه التهم لهم بشكل خاص وتنعقد بعد موافقة ثلثي البرلمان على ذلك، وبالتالي دفاعه هذا على عكس ما يتصور الغالبية وهو ما يعني أنه مازال متمسكًا بكونه الرئيس المنتخب وليس عدولاً عنه، كما أن الرئيس طلب من هيئة الدفاع تجهيز ترتيبات قانونية ضد قادة الانقلاب والترتيبات وسوف نجلس في الهيئة ونرتب لهذه الترتيبات، فنحن نسعى لتغيير الواقع الحالي وسوف نجتهد لنغير هذا الواقع من الناحية القانونية. ما هي هذه الترتيبات التي تحدث معكم عليها؟ هذه مجموعة من الدعاوى التي سترفع أمام القضاء الإداري باعتبار أن ما صدر يوم 3 يوليو من بيان عزل الرئيس محمد مرسي والذي ألقاه الفريق عبد الفتاح السيسي منعدمًا من الأساس ولا حقيقة له، أو عن طريق ببلاغات تتقدم للنائب العام باعتبار ما حدث في 3 يوليو وما أعقبها من أحداث جريمة، ويتلخص سندها القانوني في أن الدبابات والمصفحات التي نزلت للشارع المصري يوم 26 يونيو بالمخالفة للقانون وبالمخالفة لقرارات رئيس الجمهورية وهو ما يعبر عنه قانون "السيطرة والتحكم "، حيث إن نزول أي مصفحة أو مجنزرة يكون بقرار من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو الرئيس محمد مرسي وهو ما لم يحدث، وبالتالي فإن نزول الدبابات للشوارع كان جريمة في حد ذاتها. إذن فإن الرئيس المعزول في طريقه للتصعيد ضد من يصفهم بقادة الانقلاب؟ في رأيي إن الرئيس محمد مرسي لا يصعّد ولا يدعو بحال لإسالة دماء المصريين بل على العكس من ذلك فهو يحافظ على مصر كدولة ديمقراطية لها رئيس منتخب وبرلمان منتخب ولها دستور ينظم حياة المصريين. واعتقد أن استمرار تمسك مرسي بشرعيته هو إنقاذ لمصر من السقوط في منحدر الانقلابات ولكن الذي يصعد في الحقيقة هم الانقلابيون الذين حرموا الآلاف من حياتهم بالقتل وكذلك حرموا الكثير من حرياتهم بالاعتقال وكذلك تنفيذ مجازر في حقهم ومنع المصريين من ممارسة الحياة السياسية عن طريق إغلاق للأحزاب مثل الحرية والعدالة ومصادرة أموال الكثيرين. كما أن الرئيس مرسي يرى أن الانقلاب أجرم في حق المصريين وأنه تعدى على شرعية الوطن وعلى شرعية القوات المسلحة نفسها، لأن الوضع الحالي ينذر بكارثة حقيقية لا تخفي على أحد حيث إدخال الجيش المصري ومعه الوطن كله في نفق مظلم وعدم تفرغه لحماية البلاد عبر حدودها وهو ما تحدث عنه الرئيس أكثر من مرة ونوه إلى خطورته من باب حرصه على الوطن وحرصه على قوة الجيش المصري. وفي إطار التصعيد ماذا عن التحركات الخارجية لمحاكمة قادة الانقلاب؟ حسب معلوماتي فإن هناك وفدًا شعبيًا زار العديد من دول العالمية وقدم ملفًا للمحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة من ارتكب المجازر بحق الشعب المصري وهم الذين قاموا بالانقلاب العسكري وهو الأمر الذي لو تم فمعناه أنه ستتم محاسبة قادة الانقلاب العسكري في المحكمة الجنائية الدولية وهو تقدم كبير سيغير مجريات الأمر في المحاكمة وكذلك سيعني تطورًا كبيرًا في الوضع المصري وكذلك هذا الأمر يعني أن المسار الصحيح يتشكل داخليًا وخارجيا وهذا بخلاف التصعيد في الشارع المصري. وهل هناك تصعيد قانوني داخلي ضد الفريق السيسي؟ اعتقد بأن الرئيس يرغب بأن تتخذ إجراءات قانونية أمام النائب العام ضد الانقلابيين، ووظيفة هيئة الدفاع أنها ترتب هذا الأمر والذي سيكون خلال أسبوع لأن الدكتور مرسي ليس قانونيًا، وسوف نقدم بلاغات للنائب العام والقضاء الإداري بأن ما حدث جريمة وأن قرار عزل الدكتور مرسي منعدم. وكذلك عندما دار الحديث حول تسمية محامٍ يدافع عنه، قال بالحرف: ( هذا المنطق غير مناسب ومبكر )، لأنه يتمسك بشرعيته، ونحن عندما زرنا مرسي زرناه ليس بصفتنا للدفاع عنه، ولكننا ندافع عن 15 متهمًا من بينهم مرسي. تحدثت عن تمسك د. مرسي بعدم اختصاص المحكمة ما المقصود بهذا الأمر وهل يعني ذلك أنه رفض توكيلكم للدفاع عنه؟ الرئيس مرسى متمسك بالدفاع الذي أبداه الدكتور محمد سليم العوا في الجلسة الأولى للقضية, والمتمثل في عدم اختصاص محكمة الجنايات بمحاكمته, وانعقاد الاختصاص بالمحكمة الخاصة المنصوص عليها في دستور 2012, والذي حدد الدستور اختصاصها بمحاكمة رئيس الجمهورية حال ارتكابه لجريمة، ونحن سنلتقي بالسيد الرئيس مرة أخرى لحسم الجدل في منحه توكيلًا لأحد المحامين للدفاع عنه . البعض تحدث عن أن التهم الموجهة للرئيس مرسي بعضها ربما يصل لعقوبة الإعدام لخطورة الاتهامات الموجهة إليه ..؟ الاتهامات الموجهة للرئيس محمد مرسي اتهامات خطيرة تصل عقوبة الاتهام الواحد فقط إلى الإعدام وهذا غير أن القضية الواحدة تشمل أكثر من اتهام بخلاف أنه موجهة إليه أكثر ضده أكثر من قضية كل قضية تحتوي على أكثر من اتهام ، فمثلًا التهمة الموجهة إلى د. محمد بديع، مرشد الإخوان، موجهة إليه أكثر من 22 قضية كل اتهام فيها يساوي إعدامًا، وغيره كثير من قيادات الإخوان أقل واحد فيهم عليه خمس قضايا. وماذا عن رؤية د. مرسي لنزاهة القضاء وهل يشكك فيه، وهل تشككون أنتم كهيئة دفاع في نزاهة المحاكمة التي سيحاكم فيها مرسي؟ الرئيس محمد مرسي لا يشك أبدًا في نزاهة القضاء وإن كان هناك فساد فهو فردي، والنموذج الذي قامت به المحكمة الخاصة بمحاكمة د. محمد بديع في تنحيها بعد وجودها ضغوطًا تمارس عليها. سنقوم بضم القضية المعروفة بإهانة القضاء إلى قضية الاتحادية والتي تقدم فيها 1033 قاضيًا بشكوى ضد سياسيين وشخصيات عامة ومنهم الدكتور محمد البلتاجي وعصام العريان و في حالة ثبوت أن هيئة المحكمة قد تقدمت بالشكوى فسنطالب بتنحيتها لأنهم أصبحوا خصومًا. ولكن لماذا تصر المحكمة استبعاد قتلى الإخوان الثمانية في أحداث الاتحادية ؟ المحكمة استبعدت القتلى الثمانية الذين قتلوا من صفوف الإخوان لظروف سياسية، لأنها لا ترغب في تقديم أحد هؤلاء كمجني عليهم، ويسأل في ذلك هيئة النيابة العامة ولكن نحن من طرفنا سنطلب من المحكمة ضمهم للقضية في أن تتضمن القضية أسماء هؤلاء كضحايا لأحداث الاتحادية أيضًا. ما حقيقة الكلام المتداول بأن هناك مبادرات للصلح بين الرئيس محمد مرسي وبين قادة الجيش؟ لم نتحدث مع الرئيس في أي مبادرة للصلح مع قيادات القوات المسلحة، وهو ذاته قال إنه لم يلتق أي من قيادات القوات المسلحة ولا أي من المسئولين في الدولة من حبسه وحتى الآن، فلم نخوض معه في هذا الأمر ، ولكن بالتأكيد أن الرئيس سيكون جزءًا من عملية المصالحة. ولكن المصالحة الوطنية مهمة ومن الممكن أن تؤدي إلى عودة مصر للطريق الديمقراطي والشرعي، وليس من الضرورة أن تبعدنا عن الشرعية، فقد تصل إلي شرعية من نوع ما، وهذا هو الدور المطلوب، فلا توجد حلول تأتي بالطرق الأمنية فقط. هل لو تمت المصالحة الوطنية ووصلنا لتسوية سياسية فهل يستعد د. محمد مرسي التنازل عن الرئاسة؟ تحدثت مع الرئيس مرسي عن إمكانية تنازله عن السلطة من عدمه فقال لي بشكل شخصي وبعيدًا عن كل الزملاء في الزيارة: "أنا مش فارقة معايا رياسة ولا فارق معايا أي منصب ولو هنوصل لتسويه سياسية تضمن عودة مصر على الطريق الديمقراطي فأنا هكون أول المرحبين بس ده مش هيحصل إلا إذا وصلت البلد لتسويه سياسية واحترم الجميع شرعية البلاد الدستورية ". د. مرسي يدرك جيدًا أنه إذا تنازل عن الرئاسة واستسلم لهذا الانقلاب العسكري فإن قطاعات كبيرة من مريديه ومؤيديه ستتهمه بأنه لم يكن جادًا في حديثه للشعب بأن رقبته هي ثمن للشرعية الدستورية وهو عهد لابد أن يلتزم به. وكذلك فإنه يرى أنه لو تنازل في موقفه الذي اتخذه فإن ذلك يعني حدوث فوضى كبرى ليس في مصر فقط وإنما في دول كثيرة عربية وعالمية فسوف يعطي مبررًا للكثير من المتظاهرين بأن يخرج بعضهم مستنجدًا بالقوات المسلحة التي عادة ما تكون طامعة في السلطة فيقومون بعزل رئيس منتخب وهو ما يعد خروجًا على الديمقراطيات العالمية وانتهاكًا لدولة القانون والدستور. بعد كل هذه الأشهر التي قضاها الرئيس محمد مرسي في الحبس القصري.. هل غير من قناعاته و هل أدرك أن هناك خللًا في نظام حكمه، وما هو موقفه من الفريق السيسي؟ مازال الرئيس محمد مرسى على يقين أن ما حدث في الثالث من يوليو إنما هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان وجريمة في حق الأمة والجيش يعاقب عليها القانون لكونه زج بالجيش فىي مستنقع السياسة وصراعاتها وفي هذه خيانة للأمانة التي اؤتمن عليها وخان قسمه الذي أداه أمامه حين عينه وزيرًا للدفاع. وكذلك يرى الرئيس أن ما فعله السيسي أديى لزيادة الخلاف واتساعه بين أفراد الشعب المصري والانشقاق بين أفراد الأسرة الواحدة، وكذلك قال إن صموده يستمده من صمود الشعب المصري من خلال حراكه الثوري في الشارع. مازال مرسي على صموده ومازال على رأيه ولم يغيره ولا أعتقد أنه سيغير موقفه. هل تتقاضى راتبًا عن مرافعتك عن الإخوان المسلمين ؟ أنا لا أتقاضي أي رواتب من الإخوان ولم نتقاض مليمًا واحدًا منهم فأنا أترافع عن الجماعة منذ العام 2006 ولم أتقاض أي مبالغ مادية مقابل هذا الترافع، لأني أعتبرها قضايا وطنية وترافعت كذلك عن كثير من الشخصيات الوطنية مثل أحمد دومة، وعبد الحليم قنديل، ووائل الإبراشي، ومجدي حسين، حيث ترافعت عنهم في قضاياهم المختلفة دون الحصول على أي مبالغ مادية كأتعاب ، لأني أعتبر ذلك من قبيل العمل الوطني الذي أقوم به خدمة لقضايا العدالة لأن هذه قضايا تخص الوطن . البعض يقول إن "محمد الدماطي" ناصري لماذا يترافع عن الإخوان .. ؟ رغم أني ناصري إلا أني أترافع عن الإخوان المسلمين، كان نفسي الراحل العظيم نجيب الهلالي يكون عايش الآن لتسألوه: "أنت يساري علي يسار اليسار ومع ذلك تترافع عن الجماعات الجهادية وليس الإخوان فقط، ترافع عن كل التيارات السياسية لأنه يؤمن بمقولة فولتير منظر الثورة الفرنسية: ( مستعد للتضحية بحريته مقابل أن يقول خصمه رأيه ويعبر عنه )، وكذلك فإن فريق الدفاع كله إن لم يؤمن بأن قضية الرئيس محمد مرسي هو انقلاب عسكري علي الشرعية، يتعين عليه أن ينسحب فورًا من فريق الدفاع، لأننا نؤمن بعدالة القضية.