حذرت الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الاثنين من أن هناك ما بين 15 إلى 20 ألف لاجيء محاصرون في مخيم (اليرموك) جنوب العاصمة السورية دمشق ، ويرزحون تحت ظروف قاسية جدا. ونبه مدير العمليات في سوريا مايكل كنجزلي - على هامش اجتماع للجنة الاستشارية للوكالة اليوم الاثنين بمنطقة البحر الميت للبحث في تطورات الأوضاع المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا خاصة مخيم اليرموك - إلى أنه لا يسمح لموظفي الوكالة بإيصال المساعدات إلى هؤلاء اللاجئين. وأفاد كنجزلي بأن نحو 50% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هجروا منها إلى مناطق خارجها وداخلها ليست ضمن مناطق خدمات الأونروا..مشيرا إلى أن الأزمة السورية بات لها بعد فلسطيني وأن هناك تغييرا في جغرافيا اللجوء الفلسطيني فيما دعا الحكومة السورية والمعارضة لتوفير الحماية اللازمة للاجئين. وأشار إلى أن 200 لاجيء فلسطيني لقوا حتفهم غرقا بعدما فروا من سوريا وغرقوا قبالة سواحل البحر المتوسط وفقا لإحصاءات غير رسمية..كما هجر من سوريا إلى لبنان مؤخرا 50 ألفا ليصبح العدد الإجمالي 350 ألف لاجيء إضافة إلى هروب 6 آلاف فلسطيني إلى مصر. وفيما يتعلق بفلسطينيي قطاع غزة..قال كنجزلي إنه تدهور بشكل كبير جدا لوجود حصار إسرائيلي خانق وتدمير للأنفاق مما ضاعف معاناة الفلسطينيين. من جهته..وصف المفوض العام لوكالة (أونروا) فيليبو جراندي أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بأنها "خطيرة" للغاية..فيما كشف مسئولو الوكالة عن مقتل 8 من موظفي الأونروا في سوريا واختفاء 19 آخرين. وأشارت الوكالة إلى أن المدنيين الفلسطينيين وغيرهم ممن بقوا في اليرموك منذ يوليو الماضي لم يحظوا بحرية الحركة للوصول إلى المساعدات الإنسانية أو القليل منها ، وهو ما كانت له عواقب وخيمة على صعيد الوضع الإنساني وبالإضافة إلى مواجهة الموت والتعرض للاصابات الخطيرة جراء النزاع المسلح ، فإن السكان المدنيين في اليرموك معرضون أيضا للصدمات النفسية وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية. وطالبت السلطات السورية وكافة الأطراف بإظهار الرغبة باتخاذ خطوات لتجنب المعاناة البشرية .. وأن يظهروا أنهم قادرون على الوفاء بالتزاماتهم القانونية بحماية المدنيين. يشار إلى أن الأونروا تقدم خدمات الصحة والتعليم والإغاثة الاجتماعية والتأهيلية لأكثر من 5 ملايين لاجيء فلسطيني يقيمون في مناطق العمليات الخمس وهي : الأردن ، سوريا ، لبنان ، الضفة الغربية ، وقطاع غزة.