منذ اكثر من ربع قرن تقريباًً عرفته . كان لنا جميعاً بمثابة الملاذ والملجأ والنصير والمدافع عن حقوقنا جميعاً نحن طلاب كلية اصول الدين بالمنصورة . ولطالما اتسعت مساحة المزاح والضحك معنا دون تفرقة بين من يعرفة ومن لا يعرفة . واسترعى انتباهى انه ضابط برتبة عميد انه المرحوم / عاطف البدراوى رئيس حرس جامعة الازهر بالمنصورة فى صدر الثمانينات وابن منية سمنود بمحافظة الدقهليه .لقد كان لنا بمنزلة الاب والاخ . وقد شغلنى اكثر انه يسمع كثيراً ويتكلم قليلاً الا انه اذا تحدث فهو المرشد والناصح الامين والصائب فى ارائه . ولا انسى له ذات مرة عندما نهرنى احد الاساتذة ظناً منه اننى صاحب الصوت الصادر من المدرج . وعندما اخبرته بما حدث هدأ من روعى واستطاع بحكمته ومرونته ولسانه العذب ان يصلح بينى وبين الاستاذ الذى صار من اقرب الناس الى قلبى .وقد عرفناه نحن الطلبة محافظاً على صلواته باراً بأقاربه مسامحاً فى حقه حاملاً للخير بين جنباته مساعداً دون من او اذى لكل من قصده او اقترب منه . ولان مصر ولادة والعجلة تسير الى الامام فقد شاءت الاقدار ان اتقابل مرة اخرى مع رجل يحمل نفس المواصفات وان شئت قل الاخلاق النبيله انه اللواء/ محمد هشام مكرم رئيس الحرس الجامعى بالازهر الشريف وقد حملتنى قدماى الى المبنى الرئيسى للجامعه لأفاجأ به بشوشاً فى لقائه مبتسماً عندما تخاطبه تستشعر عندما تنظر فى وجهه انك تعرفة منذ عشرات السنين . وقد اعادنى الرجل بدماثة خلقه الى الزمن الوارف وان مصر فعلاً وقولاً بخير ان شاء الله . وقد ترسخ لدى هذا الاحساس من خلال انتهاجه سياسة الباب المفتوح وقد وجدته يبذل قصارى جهده فى تذليل العقبات امام ابنائه الطلاب يعاونه فى مهمته الانسانيه والنبيله عدد غير قليل من الضباط والامناء احسبهم جميعاً على قلب رجل واحد من الحنو والرقه وربما اليوم وليس ذى قبل ادركت ان الحرس الجامعى يقوم بدور يغفله الكثيرون . لاسيما اذا كان من بين رجاله امثال الراحل /عاطف البدراوى واللواء / محمد هشام مكرم رئيس الحرس الجامعى بالازهر الشريف . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله)